هي ليلة لا تشبه أية ليلة قبلها شهدتها العاصمة اللبنانية، من خلال إقامة عرض أزياء لمجموعة ربيع وصيف 2015 للمصمم إيلي صعب. هذا العرض الذي استمرّ لنحو الساعة، تلألأت فيه الأضواء على مياه خليج نادي السان جورج لليخوت، وأطلقت في سمائه المفرقعات ذات الأشكال الهندسية المنوعة، حتى خيّل للبعض أن الزمن عاد به إلى الوراء حيث الحقبة الذهبية لبيروت عندما كانت تلقّب بـ«سويسرا الشرق».
ففي أجواء حالمة ساد فيها الجمال والأناقة، عادت العاصمة اللبنانية لتلعب دورها الريادي في عالم الأناقة في المنطقة بعدما قرر المصمم اللبناني الشهير إطلاق تشكيلته هذه من الـ«ريدي تو وير»، والتي سبق وعرضها في الشتاء الفائت في باريس. تمّ تنظيم هذا الحدث الذي حضّر له المصمم العالمي منذ أكثر من شهر بالتعاون مع شركة «سيبروس» التي افتتحت معرضها لليخوت في المناسبة، كما شاركت في عرض أزياء إيلي صعب من خلال تمايل بعض عارضات الأزياء على متنها في سياق العرض.
استهلّ الحفل الذي تضمن نحو الـ30 قطعة من مجموعة صعب لأزياء ربيع وصيف 2015، بتصاميم غلب عليها الأبيض والتي أراد من خلالها إيلي صعب الإشارة إلى السلام من ناحية وبداية موسم الصيف من ناحية ثانية.
وبعدها كرّت السبحة لتمرّ عارضات الأزياء المشاركات في الحدث على المنصة الخشبية التي استحدثت في خليج السان جورج على شكل «T» ، وهن ترتدين الأبيض والأسود ومن ثم الأزرق المستوحى من أمواج البحر والمقلّم بالأبيض والأسود أيضا. كما تخلل العرض أزياء برتقالية وصفراء وكحلية وسوداء في الختام.
وبرز في هذه المجموعة التي شارك في عرضها 25 عارضة، أقمشة متنوعة استخدمها إيلي صعب في تصاميمه كالدانتيل المشكوك بإتقان والتول والأفرول الأسود. أما الموديلات فسادتها أناقة في تصاميمها التي برز فيها الحزام الجلدي الرفيع على الخصر والكشكش على التنورة، والطويل والضيّق المكشوف من فوق والفضفاض الواسع المتدرّج الألوان من تحت أحيانا أخرى. ولم تغب عن مجموعته البلوزون الأبيض مع السترة والحزام على الخصر، والمطعمة بالدانتيل مع سروال مطرّز عند الجانبين.
ولفتت الحضور الموسيقى التي استعملها إيلي صعب في العرض والتي تضمنت مقطعا من أغنية فيروز «يا أنا يا أنا»، وهو نفس نوع الموسيقى الذي آثر المصمم اللبناني استخدامه أيضا في العرض الذي سبق وأقامه لنفس مجموعته هذه في باريس.
وبدا إيلي صعب سعيدا في هذه الأمسية الربيعية، فجلس بين الحضور على كرسي من البلاستيك الشفاف يشاهد العرض كغيره من المدعوين، مستمتعا بأجواء بيروت التي لطالما اشتاق إليها كما ذكر للمقربين منه. وجاء هذا العرض من قبل إيلي صعب كإهداء أراد تقديمه لبيروت الستينات والسبعينات، كما شكّلت هذه اللفتة تكملة للفيلم الوثائقي الذي أطلقه منذ فترة تحت عنوان «بيروت في متابعة حلم» والذي تطرّق فيه إلى بداياته ونجاحاته وعلاقته الخاصة بهذه المدينة.
ولوحظ ابتكار ديكور خاص في هذا العرض ألف لوحة سوريالية خارجة عن المألوف، اختلطت فيها فخامة اليخوت (إذ تضمنت المناسبة افتتاح معرض خاص بها) مع أناقة الأزياء وجديد سيارات الفيراري الإيطالية التي توزّعت على حديقة نادي اليخوت في مجمّع زيتونة باي.
وأشار إيلي صعب إلى أن مشاركته في افتتاح معرض اليخوت هذا وأقامته عرضا لمجموعته، رغم الأوضاع غير المستقرة على الحدود الشرقية للبنان، إضافة إلى الفراغ الرئاسي الذي تعاني منه البلاد هي بمثابة تظاهرة جميلة أقيمت على الطريقة اللبنانية، وقال: «هكذا يجب أن يتظاهر الناس في لبنان ويقدموا أشياء جميلة تظهر عكس الصورة السيئة التي تسوق عن البلد».
وأكد إيلي صعب في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية ردا على سؤال عما إذا هو ينوي إطلاق إحدى مجموعاته المقبلة من لبنان، أن ذلك يشكّل حلما بالنسبة له وأن مشاعره تجاه مدينة بيروت تجعل الأمر ممكنا. وأضاف: «لبنان يحتاج إلى كل لبناني يقدّم صورة جميلة عنه». وختم بالقول إنه ورغم كل الحفاوة التي يلقاها في أي مكان يعرض فيه، فإن الحفاوة في بيروت لها نكهة مختلفة بالنسبة له.
يذكر أن عشاق تصاميم إيلي صعب هم على موعد معه في 8 من يوليو (تموز) المقبل، للاطلاع على مجموعة تصاميمه الجديدة لخريف وشتاء 2016 والتي ينوي عرضها في باريس.
بيروت تتألّق بأزياء إيلي صعب ومعرض لليخوت
خليج سان جورج في وسط بيروت استضاف الحدث فأعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى أيام العزّ
بيروت تتألّق بأزياء إيلي صعب ومعرض لليخوت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة