قال قيادي حزبي مغربي معارض، إن حزبه لم يأتِ لمحاصرة الإسلاميين في المغرب وإقصائهم من المشهد السياسي، بل جاء كضرورة تاريخية للمساهمة في هذا المشهد.
ونفى إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، الذي تأسس عام 2008، وجود أي خصومة أو صراع بينه وبين رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي.
وقال العماري، الذي كان يتحدث أمس في ملتقى وكالة الأنباء المغربية، إن «ابن كيران هو رئيس حكومة المغاربة، وبالتالي هو رئيسي»، مضيفا أنه لم يسبق له أن هاجمه، بل إن كل ما فعله هو أنه «أدلى برأيه حول تدبيره الحكومي، وهذا ما يحدث حتى داخل مكونات التحالف الحكومي نفسه».
وخاض حزب العدالة والتنمية صراعا مفتوحا بينه وبين حزب الأصالة والمعاصرة، الذي انبثق عن «حركة لكل الديمقراطيين» التي أسسها فؤاد عالي الهمة قبل أن يصبح مستشارا للملك محمد السادس، أي عندما كان يتولى منصب الوزير المنتدب في وزارة الداخلية. ولم يتوقف ابن كيران عن اتهام «الوافد الجديد» بأنه كان يسعى للتحكم في المشهد السياسي في البلاد، قبل أن تأتي رياح الربيع العربي لتقلب الموازين، وتقود أول حزب إسلامي للحكم في المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن التوتر بين الغريمين السياسيين يخفت بين الفينة والأخرى فاسحا المجال أمام تصريحات لا تستبعد تقاربا في المستقبل. وفي هذا السياق، قال العماري إنه لم يسبق له أن طالب المغاربة بمعاقبة ابن كيران، وإنما أن «يواكبوا نقديا تجربته في مجال تدبير الشأن العام»، مضيفا أنه «لا يحبذ لغة الصراع والمعاقبة لأنها لغة جنائية وليست سياسية».
وحسم العماري في إمكانية التحالف مستقبلا مع حزب العدالة والتنمية، بقوله: «لا يمكن أن نتحالف مع من يختلف معنا آيديولوجيا وفكريا إلى حد التناقض».
وردا على الانتقادات التي وجهت إلى حزبه عندما انضم إلى تحالف سريع قبل الانتخابات التشريعية السابقة، مكون من ثمانية أحزاب بينها حزب النهضة والفضيلة الإسلامي، ما لبث أن تفكك، قال المسؤول الحزبي، إن «ذلك التحالف لم يكن آيديولوجيا بل سياسي».
ونفى العماري اعتزامه الترشح في الانتخابات المقبلة، مؤكدا أنه لم يسبق له أن ترشح في أي استحقاقات انتخابية بسبب قناعة يؤمن بها ونصيحة تلقاها من والده مفادها أن «لا يتعلق بثلاثة أشياء هي المال والسلطة والجمال.. لأنها أمور زائلة».
من ناحية أخرى، قال العماري إن حزبه يسعى من أجل ضمان حضوره في جميع الدوائر الانتخابية، وإنه يعتزم تقديم 27 ألف مرشح ومرشحة للانتخابات الجماعية (البلدية) المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل، مؤيدا أن يكون على رأس كل البلديات نساء لأن «تسييرهن لها أفضل».
وردا على الجدل الذي أثاره الحزب بدعوته إلى إصدار عفو شامل على مزارعي القنب الهندي (الكيف) في مناطق الريف (شمال البلاد)، وتقديمه قانونا إلى البرلمان يدعو إلى تقنين زراعة هذا العشب المخدر، واتهامه من قبل خصومه السياسيين بأنه يسعى إلى استغلال هذه القضية انتخابيا، قال العماري إن حزبه مستعد لعدم الترشح في تلك المناطق إذا جرى الإفراج عن مزارعي الكيف، منتقدا حرمان هؤلاء المزارعين من الترشح في الانتخابات.
وبشأن موقف حزبه من الضجة التي أثيرت بشأن منع فيلم سينمائي للمخرج نبيل عيوش بسبب احتوائه على لقطات إباحية، ونقل سهرة المغنية الأميركية جنيفر لوبيز على القناة التلفزيونية الثانية «دوزيم»، وما تضمنته من استعراضات مخلة بالحياء، قال العماري إن حزب الأصالة والمعاصرة أصدر بيانا بهذا الشأن يشدد فيه على أنه كان من الضروري استشارة المؤسسات ذات الاختصاص، وهي المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع بشأن الواقعتين، ومن ثم إحالة الموضوع على القضاء ليقول كلمته «بدل اتخاذ قرارات باسم الشعب تتجاوز المؤسسات».
قيادي مغربي معارض: «الأصالة والمعاصرة» لم يأتِ لمحاصرة الإسلاميين وإقصائهم
العماري قال إنه لم يهاجم ابن كيران بل أدلى برأيه حول تدبيره الحكومي
قيادي مغربي معارض: «الأصالة والمعاصرة» لم يأتِ لمحاصرة الإسلاميين وإقصائهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة