اكتشاف الديناصور «الشيطان» ذي القرون

لديه مجموعة من القرون على الوجه وصفوف من الأشواك حول حافة العنق

اكتشاف الديناصور «الشيطان» ذي القرون
TT

اكتشاف الديناصور «الشيطان» ذي القرون

اكتشاف الديناصور «الشيطان» ذي القرون

أمضى العلماء فترة مضنية من الوقت بحثًا عن حفرية متميزة لديناصور يطلقون عليه اسم «الشيطان» وسط طبقات صلبة من الحجر الجيري على ضفة نهر بكندا، حيث ظلت مطمورة هناك 68 مليون عام، غير أن هذه المهمة الشاقة جاءت بنتائج مبهجة.
وصف العلماء أول من أمس (الخميس) واحدة من أندر الحفريات لديناصور أقرن لم يكتشف مثيله قط، وهو مخلوق عجائبي متوحش له مجموعة من القرون على الوجه وصفوف من الأشواك حول حافة العنق في خلفية الجمجمة.
وقال كالب براون عالم الأحياء القديمة بمتحف رويال تيريل للأحياء في ألبرتا: «هذا الحيوان المكتشف حديثًا واحد من أغرب الديناصورات ذات القرون. ويتجلى وجه الغرابة في واقع الأمر إذا ما قورن بأقرب أقربائه».
وأطلق العلماء على هذا الكائن الاسم العلمي «ريجاليسيراتوبس بيترهيوزي»، أي الوجه الملكي الأقرن مع إدراج اسم عالم الجيولوجيا بيتر هيوز الذي اكتشفه، وذلك تكريمًا له. وأوردت هذا البحث دورية «كارانت بيولوجي».
لكنهم لقّبوه باسم «الشيطان» بسبب قرونه القصيرة التي تعلو العينين واستلهامًا من رواية لشخصية كوميدية تحمل نفس الاسم، ونظرًا للفترة الشاقة التي أمضاها الباحثون في استخراج الحفرية التي وصفوها بأنها «الصخر الشيطاني الصلد».
وقال دونالد هندرسون عالم الأحياء القديمة بمتحف رويال تيريل للأحياء: «سبق أن اخترنا له اسمًا غير ملائم من الوجهة السياسية، لكننا وبعد جهد جهيد، نجحنا بعد عدة أشهر في أن نمنع أنفسنا من استخدامه».
وديناصور «ريجاليسيراتوبس بيترهيوزي» يماثل في حجمه أضخم حيوان من وحيد القرن الحالي، ويقدر طوله بخمسة أمتار وارتفاعه 1.5 متر عند منطقة الحوض ويزن نحو 1.5 طن.
وقال براون: «أعتبره عربة رياضية فارهة من ذوات الدفع الرباعي».
وعثر على الحفرية عام 2005 بمحاذاة نهر أولمان في ألبرتا بجنوب غرب كندا فيما كانت منطقة الخطم أو الفم ملتصقة بالصخور. وبدلاً من العثور على الحفرية منسحقة مثلها مثل معظم الحفريات كانت الجمجمة في حالة حفظ مجسمة ممتازة.
كانت الديناصورات ذات القرون مجموعة من الكائنات المرهوبة الجانب من أكلة الأعشاب في العصر الكريتاسي/ الطباشيري، فيما عاش ديناصور «ريجاليسيراتوبس بيترهيوزي» قرب نهاية عصر الديناصورات.
وكان له قرن ضخم مخروطي الشكل فوق منطقة الفم وزوج من القرون الصغيرة المقوسة الطرف فوق العينين ما جعل شكله ضئيلاً إذا ما قورن بأقاربه الأضخم، ومنها «ترايسيراتوبس».
وكوّنت سبع شويكات عظمية ذات أشكال ثلاثية وخماسية الأضلاع هالة حول حافة منطقة الشعر المحيطة بالعنق والشبيهة بالدرع.
وقال براون: «تمثل منطقة الشعر المحيطة بالعنق برمتها تاجًا حول وجه الحيوان».
وعثر على الجمجمة بالكامل تقريبًا، لكن لم يستدل على بقية الهيكل العظمي.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.