بينما طلبت عائلة أسامة رحيم، الشاب المسلم الذي قتلته، يوم الثلاثاء الماضي، شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بالاشتراك مع شرطة بوسطن، بعد أن تابعوه ليلا ونهارا بتهمة الانضمام إلى «داعش»، تحقيقا فيدراليا في ظروف قتله، ظهر جدل حول الفترة التي قضاها رحيم في السعودية.
أمس الجمعة، قالت صحيفة «بوسطن غلوب» إن رحيم كان قضى فترة في السعودية، ودرس لسنوات في مدرسة ثانوية، من دون أن تحدد الفترة والمدينة والمدرسة.
غير أن ستيفن لينش، عضو الكونغرس عن دائرة جنوب بوسطن، وهي الدائرة التي كان يعيش فيها رحيم وعدد من أفراد عائلته، قال إن رحيم كان عضوا في الإخوان المسلمين، وما يثير ذلك من جدل لا يتوقف.
وأضاف النائب الديمقراطي: «لا أعرف السبب المباشر للقتل. لكنى أعرف أن الموضوع يعود إلى عام 2012». ولم يقدم تفاصيل.
من جانبه، رفض دونالد سليفان، محامي عائلة رحيم، وأستاذ قانون في جامعة هارفارد، التعليق على فترة رحيم في السعودية. ورفض، أيضا، التعليق على ما قاله عضو الكونغرس. وقال إن الشرطة تحقق في الموضوع.
في مؤتمر صحافي في نفس المكان الذي قتل فيه رحيم، قال محاميه سليفان: «يجب أن يكون هناك تحقيق شفاف وكامل» في ظروف قتل رحيم (26 عاما). وأضاف: «لم يشهد أي من أفراد الأسرة أي سلوك من جانب رحيم بأنه كان مسلما متطرفا».
حضر أفراد من عائلة رحيم المؤتمر الصحافي. وبعده، ذهبوا إلى مكتب دانيال كونلي، المدعي العام في مقاطعة سوفولك (حيث ضاحية روزلينديل، حيث قتل رحيم). وشاهدوا فيديو يعتقد أن فيه أكثر تفاصيل ظروف قتل رحيم.
قاد وفد العائلة الإمام إبراهيم رحيم، أخو المقتول، وإمام جامع في إحدى ضواحي بوسطن، يرتاده عدد كبير من المسلمين السود. وكرر للصحافيين عبارة: «بوسطن قوية، ليبارك الله أميركا».
وكانت مصادر إخبارية كشفت بعض محتويات صفحة رحيم في «فيسبوك». ومنها أنه كان غاضبا بسبب متابعة الشرطة له. وهي المتابعة التي تسمى «24 . 7»، إشارة إلى أنها ليلا ونهارا، ولا تتوقف. وكتب رحيم: «ليست هذه مضايقة. هذا ظلم من رجال القانون».
وقال بيل كيتنغ، عضو الكونغرس من ولاية ماساشوستس، وأيضا ديمقراطي: «يصور ما حدث تصرفات لونلي وولف (الذئب الوحيد) الذي يجب ألا يكون عضوا في منظمة أو خلية. اليوم في الولايات المتحدة، يوجد عدد كبير من هؤلاء».
وأضاف: «يوجد كثير من الاهتمام في الكونغرس بموضوع حماية الحدود. لكن، ليست هناك حدود لشبكة الإنترنت، وليست هناك حدود لحملات الدعاية».
ومثل زميله النائب الديمقراطي لينش، قال كيتنغ إنه ليس متأكدا من السبب المباشر لقتل رحيم. ورفض الحديث عن خلفية رحيم، وإذا كان عضوا في تنظيم معين.
في نفس الوقت، كرر سليفان، أستاذ جامعة هارفارد، ومحامي رحيم، أنه لم تكن هناك أي علامة عن أي شيء خطأ في تصرفات رحيم قبيل قتله. وقال إن رحيم كان «شابا نشيطا، يحاول أن يشق طريقه في هذا العالم. كان شابا جدا».
وقالت عمة رحيم إنها لا تعتقد أن ابن أخيها كان «إرهابيا». وأضافت: «إذا لم يكن رحيم مسلما، ما كان يحدث ما حدث.. كما تعلمون جميعا، مع الذبح الحالي للرجال السود بواسطة الشرطة في كل أنحاء الولايات المتحدة، هذا يكفي ليشعر جميع الرجال السود بأنهم مهددون».
غير أن خطأ في تعليق كان كتبه الإمام إبراهيم رحيم، أخو المقتول، غير مجرى النقاش. كان كتب، في صفحته في «فيسبوك» أن أخاه قتل بثلاث رصاصات في الخلف. لكن، أمس، قال سليفان، محامي العائلة، إن الإمام أخطأ. لهذا، يبدو أن قول الشرطة بأنه قتل برصاصات في صدره كان صحيحا.
أمس، لم يعلق الإمام على ما كان كتب. لكنه دعا الجميع إلى الهدوء. وقال: «على المجتمعات الإسلامية المحلية والوطنية التزام الهدوء، والصلاة. تظل عائلتنا تحب بوسطن، حيث تربينا. ليبارك الله فينا جميعا».
وقال الإمام عبد الله فاروق، إمام مسجد «الحمد لله» في بوسطن، وهو، أيضا، مسجد يرتاده كثير من المسلمين السود: «إنهم (الشرطة الذين قتلوا رحيم) مهنيون. كان يجب اعتقال رحيم، لا قتله».
وقال بعض المسلمين في بوسطن لصحيفة «بوسطن غلوب» إنهم «يخشون أن الناس سيحكمون علي جميع المسلمين على أساس تصرفات رحيم المزعومة».
وقالت تويلا محمد (24 عاما): «كل وقت، أواجه تلك النظرات. لكن، أنا مواطنة أيضا. أنا أميركية أيضا. لكني أخاف على حياتي، مثلما يخاف كثير من المسلمين هنا».
وبكت وهي تقول: «أريد السلام. لكن، هذه هي الصورة النمطية (عن المسلمين في الولايات المتحدة). نحن عكس ذلك تماما. أريد فقط أن يعيش الجميع في سلام».
عائلة «داعشي بوسطن» المقتول تطلب تحقيقًا فيدراليًا
جدل حول عضويته في جماعة الإخوان المسلمين

إبراهيم رحيم شقيق القتيل (وسط) خلال مؤتمر صحافي في بوسطن أول من أمس (أ.ب)
عائلة «داعشي بوسطن» المقتول تطلب تحقيقًا فيدراليًا

إبراهيم رحيم شقيق القتيل (وسط) خلال مؤتمر صحافي في بوسطن أول من أمس (أ.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة