الشيخ محمد بن راشد يوجه بتوسيع الدورة المقبلة لتشمل دولا أخرى

4600 مشارك من 50 دولة حضروا القمة الحكومية

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
TT

الشيخ محمد بن راشد يوجه بتوسيع الدورة المقبلة لتشمل دولا أخرى

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوسيع عدد المشاركين في الدورة المقبلة من القمة الحكومية من خلال استضافة أكبر عدد من مختلف الحكومات، مع التركيز على مناقشة خدمات الأجيال الجديدة من حكومات المستقبل، بهدف ترسيخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للإبداع الحكومي.
وشهدت القمة الحكومية التي اختتمت أعمالها أول من أمس، نجاحا كبيرا ومشاركة من حكومات 50 دولة حول العالم، وبلغ عدد المشاركين أكثر من 4600 مشارك، وعدد المتحدثين 60 متحدثا، واختتمت أعمالها بتوزيع جوائز محلية وإقليمية وعالمية للخدمات الحكومية الذكية والمبتكرة.
وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية، إن «الدورة الثالثة من القمة ستعقد في الفترة من 9 حتى 11 فبراير (شباط) 2015، وقد وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالبدء في الإعداد لها من الآن وفق رؤية أوسع وأشمل وأكبر، لتشكل حدثا عالميا متخصصا في تطوير الحلول الإبداعية في الخدمات الحكومية وكيفية مواكبة التطورات العلمية المتسارعة بطريقة مذهلة لتطوير نماذج متقدمة من الخدمات الحكومية المستقبلية».
وأوضح أن القمة الحكومية المقبلة ستتضمن معرضين مرافقين بالإضافة لجائزتين عالميتين، المعرض الأول هو معرض الخدمات الحكومية الدائم والذي سيجري خلاله استعراض الجديد في الخدمات الحكومية على المستوى العالمي، والمعرض الثاني هو معرض الخدمات الحكومية المستقبلية وهي الخدمات التي يتوقع إطلاقها خلال العقود المقبلة بناء على الثورة المعلوماتية والتقنية المستقبلية.
وأضاف: «أما الجائزتان فالأولى هي الجائزة العالمية لاستخدام تقنية الطائرات من دون طيار في الخدمات الحكومية وسيجري خلالها منح مليون دولار للفائز الأول، أما الجائزة الثانية فهي جائزة الخدمات الحكومية الذكية والتي سيجري تكريم الفائزين فيها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي».
وستشهد أجندة الدورة المقبلة تنوعا جديدا في الموضوعات والقضايا التي ستناقشها وستحرص على استقطاب متحدثين دوليين وإقليميين وعالميين وخبراء بما يعزز من مكانة القمة الحكومية كأكبر منصة عالية لريادة الخدمات.
وأضاف القرقاوي، أن القمة ستعمل على تعزيز شراكاتها المعرفية مع المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية (إسكوا) وغيرها من المنظمات والجامعات وشركات القطاع الخاص.
وقال: «تسعى القمة الحكومية إلى تعميق الشراكات التكاملية مع المؤسسات التعليمية والجامعات وقادة الفكر والخبراء، إضافة إلى شركات القطاع الخاص الرائدة في تطوير الخدمات، وبما يسهم في تعزيز الأداء في القطاع الحكومي».
وأكد أن القمة الحالية حققت نجاحا كبيرا وحرصت عبر محاور أجندتها المتنوعة والغنية، والتي استلهمت موضوعاتها من رؤى الشيخ محمد بن راشد في التطوير والارتقاء بالخدمات الحكومية لتشكل أكبر منصة عالمية للريادة في الخدمات الحكومية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.