السلطات الأردنية تسمح للرجوب بالعبور المقيد إلى الأراضي الفلسطينية

داخليتها تدقق في كيفية حصوله على الجنسية

السلطات الأردنية تسمح للرجوب  بالعبور المقيد إلى الأراضي الفلسطينية
TT

السلطات الأردنية تسمح للرجوب بالعبور المقيد إلى الأراضي الفلسطينية

السلطات الأردنية تسمح للرجوب  بالعبور المقيد إلى الأراضي الفلسطينية

سمحت السلطات الأردنية لرئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، اللواء جبريل الرجوب، بـ«العبور الفوري» من مطار الملكة علياء الدولي، بعد وصوله قادما من تونس، إلى معبر الملك حسين الواصل مع الأراضي الفلسطينية، وسط حراسة أمنية، على ألا يعود مرة أخرى.
وكان الرجوب قد وقف إلى جانب رئيس اتحاد الفيفا لكرة القدم جوزيف بلاتر، ضد الأمير الأردني علي بن الحسين، في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضية، وأسفرت عن انسحاب الأمير علي قبل الجولة الثانية بعد حصوله على 73 صوتا في الجولة الأولى مقابل حصول منافسه على 133 صوتا. إلا أن الرجوب قال لوسائل إعلام أردنية إنه صوت للأمير علي بن الحسين، لكن النتائج أثبتت عكس ذلك.
وقالت مصادر أردنية مطلعة إن الرجوب تلقى رسالة شديدة اللهجة، مفادها «أنت غير مرحب بك داخل أراضي المملكة الأردنية الهاشمية»، وطُلب منه التنقل عبر معابر ومنافذ حدودية غير أردنية.
وكانت وساطات على مستوى رفيع جرت بين الجانبين الفلسطيني والأردني، توصلت إلى السماح للواء الرجوب بـ«العبور الفوري» إلى الأراضي الفلسطينية، بعد رفض تونس عودته على الطائرة نفسها. وأفضت الاتصالات إلى إدخال الرجوب من المطار ونقله إلى المعبر بشكل مباشر من دون دخول قاعة صالة كبار الزوار التي كان يرتادها في كل مرة، أو حتى السماح له بدخول العاصمة عمان.
وبحسب مصادر أمنية فإن القرار الذي كان متخذا هو أن يبلغ الرجوب عند وصول الطائرة التي تقله من العاصمة تونس، عند الساعة السابعة والنصف مساء أول من أمس، بأن وجوده غير مرحب به على الأراضي الأردنية، وكان سيُطلب من الرجوب المغادرة والعودة على الطائرة التي قدِم منها.
وكان مكتب الرجوب قد أصدر بيانا رسميا، أمس، نفى فيه منع الرجوب من دخول الأردن. وقال البيان: «تعقيبا على الأخبار المزعومة من بعض المواقع الإلكترونية حول منع المملكة الأردنية الهاشمية اللواء جبريل الرجوب من دخول الأردن، اتصل اللواء الرجوب بالسفير الأردني في تونس، وأبلغه السفير باسم جلالة الملك عبد الله الثاني بأنه مرحب به في الأردن بلده الثاني، ولا صحة لتلك الأخبار، وعليه سيصل الرجوب إلى مطار الملكة علياء الدولي كما هو مقرر».
على الصعيد السياسي، طلب الأردن من السلطة الفلسطينية عدم مرور اللواء الرجوب من أراضيها حاليا، فيما تدرس وزارة الداخلية عبر دائرة المتابعة والتفتيش تفصيلات القيد المدني للرجوب وكيفية الحصول على الجنسية الأردنية، حيث وجه مدير المتابعة والتفتيش في وزارة الداخلية، المحافظ فلاح السويلميين، سؤالا إلى مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات، مروان قطيشات، عن الآلية والكيفية التي سمح من خلالها بمنح جبريل الرجوب جنسية أردنية.
والرجوب وصل إلى رتبة لواء خلال عمله بأجهزة الأمن الفلسطينية، قبل أن ينتقل إلى العمل رئيسا لاتحاد كرة القدم.
ومن المتوقع أن يسحب من الرجوب الرقم الوطني، ويتم استبدال الجواز المؤقت المخصص لأبناء الضفة الغربية بجواز سفره.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.