بائع الدرجات الذي تعامل مع الزعماء والمشاهير في الوطن العربي

تاريخه يمتد 90 عامًا.. وأحفاده يعتبرون ترك ميراثهم عارًا

بائع الدرجات الذي تعامل مع الزعماء والمشاهير في الوطن العربي
TT

بائع الدرجات الذي تعامل مع الزعماء والمشاهير في الوطن العربي

بائع الدرجات الذي تعامل مع الزعماء والمشاهير في الوطن العربي

في عشرينات القرن الماضي، أقبل الطفلان محمد وإبراهيم على تأجير دراجتين من أحد بائعي الدراجات بميدان رمسيس (وسط القاهرة) الذي كانا يقطنان فيه، كمحاولة منهما لقضاء وقت فراغهما في ممارسة هوايتهما المفضلة، وبعد تأجير الدراجتين، لم يشعرا بالوقت من شدة المرح وحبهما الشديد لركوب الدراجات، فتأخرا عن الوقت المحدد لإرجاع الدراجة لصاحبها، مما أثار غضب البائع فقام بضربهما.
وعندما عادا للمنزل، روى الطفلان لوالدهما خليل أبو الجوخ ما حدث، فشعر الوالد بحنق وغضب شديدين وقرر شراء أرض أمام محل بائع الدراجات، وبناء محل منافس له عليها، ردا لكرامة ابنيه، وحتى يستطيع أبناؤه ممارسة رياضتهم المفضلة دون التعرض لمضايقات مرة أخرى.
ومن هنا بدأت مسيرة محلات «أبو الجوخ» التي تعتبر أقدم وأشهر محلات لبيع الدراجات بمصر والوطن العربي.
ويقول خالد أبو الجوخ، الحفيد الأصغر لعائلة أبو الجوخ، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ تأسيس جدنا لهذا المحل في عام 1925، اتخذ الجميع قرارا بأن تكون مهنة بيع الدراجات هي مهنة جميع أفراد العائلة، فنحن 13 حفيدا، وكلنا نعمل في هذا المجال، بل إنه عندما تتزوج إحدى فتيات العائلة فإننا نشترط على زوجها أن يترك عمله ويعمل معنا في هذا المجال، فبالنسبة لنا ترك مهنة بيع الدراجات يعتبر عارا، وكأننا قمنا بالتفريط في تراثنا وتاريخنا».
وأشار أبو الجوخ إلى أنه مع مرور الوقت توسعت تجارتهم وأصبح لهم أكثر من 50 فرعا في مختلف أنحاء مصر، وحققوا شهرة كبيرة جعلت الكثير من الرؤساء والمشاهير زبائن لديهم.
وقال أبو الجوخ الصغير إن «جده ووالده تعاملا مع الكثير من الزعماء والمشاهير في الوطن العربي»، موضحا أن الرؤساء المصريين، جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وحسني مبارك، قاموا بشراء دراجات لأبنائهم منه، وكذلك الكثير من الفنانين مثل هشام سليم وسعيد صالح وصلاح السعدني وسماح أنور وأبو بكر عزت ومحمد هنيدي.
وأشار أيضا إلى أنهم قاموا بالكثير من الصفقات مع شركات عالمية كان أشهرها صفقة مع إحدى شركات المياه الغازية العالمية، حيث قاموا بتوريد 20.000 دراجة للشركة، تم تصنيعها وتجميعها وتركيبها وتعبئتها وتوريدها في أقل من 90 يوما.
وعن رأيه في مبادرات ركوب الدراجات التي انتشرت كثيرا في الفترة الأخيرة، وأصبحت تقام كل جمعة تقريبا، قال أبو الجوخ: «أنا أحيي الشباب على هذه المبادرات، مع العلم أنني بدأت هذه الفكرة في عام 1985، حيث قمت أنا ومجموعة من الشباب، وصل عددهم لنحو 200 شاب، بركوب دراجات من ميدان التحرير في الصباح الباكر، والتجول بها إلى المعادي، وأعتقد أن هذه المبادرات تعطي صورة متحضرة عن بلادنا وثقافتها».
وأشار أبو الجوخ إلى ضرورة أن تتجه مصر إلى استخدام الدراجات بدلا من السيارات، لأن ذلك سيقضي بشكل كبير على مشكلات الزحام بالبلاد، وخصوصا في وسط القاهرة.
يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قام في يونيو (حزيران) الماضي بماراثون للدراجات امتد لمسافة 19 كيلومترا، بمشاركة مجموعة من الشباب الجامعيين وطلاب من أكاديمية الشرطة وطلاب الكلية الحربية، وعدد من الفنانين والإعلاميين، داعيا المواطنين إلى استخدام الدراجات بغرض الحد من استهلاك الطاقة التي تدعمها الدولة بمليارات الدولارات سنويا.



فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.