قالت السلطات المصرية، أمس، إنها نفذت حكم الإعدام بحق 6 من أعضاء تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في وقت سابق مبايعته لتنظيم «داعش». ويعد تنفيذ حكم الإعدام الصادر من محكمة عسكرية هو الثاني في قضايا تتصل بعمليات عنف بعد 30 يونيو (حزيران) من العام قبل الماضي.
ويلقي تنفيذ حكم الإعدام بظلاله على أحكام أخرى بالإعدام صدرت بحق المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين. وبينما قال مسؤول أميركي إن بلاده تشعر بـ«قلق عميق»، في تعليق على قرار يمهد لإعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي، معربا عن رفض المحاكمات الجماعية، استنكرت الخارجية المصرية في بيان حاد اللهجة الإدانات الدولية.
وقال مسؤول في قطاع مصلحة السجون إن حكم الإعدام نفذ صباح أمس بحق 6 عناصر من خلية «عرب شركس»، وهو الاسم المتداول إعلاميا لهذه القضية التي نظرتها محكمة عسكرية. ووجهت النيابة العسكرية للمدانين تهم التخطيط وتنفيذ هجوم مسلح في 13 مارس (آذار) 2014، استهدف حافلة تقل جنودا في الجيش في منطقة الأميرية (شرق القاهرة)، وأسفر عن مصرع مساعد بالقوات المسلحة، ثم تصفية ستة مجندين بعدها بيومين في كمين للشرطة العسكرية في منطقة مسطرد (جنوب القاهرة).
وأعلن تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي يتخذ من شمال سيناء مرتكزا لعملياته، مسؤوليته عن معظم الهجمات الإرهابية الكبرى بما في ذلك تفجير مديريات أمن القاهرة والمنصورة وجنوب سيناء، وعملية الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، بالإضافة لعشرات العمليات الأخرى في مدن رفح والشيخ زويد والعريش.
وكانت المحكمة العسكرية العليا أيدت في 24 مارس الماضي حكم أول درجة الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحق المدانين. وبموجب الدستور الجديد الذي أقر مطلع العام الماضي، فإنه سمح بالتقاضي أمام القضاء العسكري على درجتين.
ويعد هذا هو حكم الإعدام الثاني الذي يتم تنفيذه من السلطات المصرية بعد تنفيذ حكم بإعدام (صادر عن محكمة مدنية) في 7 مارس الماضي، بحق محمود رمضان، أحد أنصار مرسي، عقب إدانته في قضية إلقاء صبي من بناية بالإسكندرية. ويلقي تنفيذ أحكام الإعدام بحق مدانين في جرائم إرهابية بظلال كثيفة على أحكام أخرى صدرت بحق المئات من أنصار جماعة الإخوان التي أدرجتها السلطات على قائمة التنظيمات الإرهابية، رغم أن تلك الأحكام قابلة للطعن عليها. ويأتي تنفيذ الحكم على أعضاء خلية «عرب شركس» صبيحة إحالة أوراق الرئيس الأسبق مرسي وقيادات إخوانية أخرى إلى مفتي البلاد في خطوة تمهد لإصدار أحكام بإعدامهم، مما أثار ردود فعل دولية، كان آخرها إعراب الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء تلك الأحكام.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، مساء أول من أمس، إن الولايات المتحدة «تشعر بقلق عميق» مضيفا: «أعلنا على الدوام اعتراضنا على مسألة المحاكمات والأحكام الجماعية التي تجري بأسلوب لا يتطابق مع الالتزامات الدولية لمصر وسيادة القانون».
وجاء إعراب الولايات المتحدة عن قلقها بشأن أحكام الإعدام في أعقاب إدانة من منظمة العفو الدولية والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وألمانيا، لقرار المحكمة. واستنكرت مصر، أمس، ردود الفعل الصادرة من بعض الدول والمنظمات غير الحكومية، على قرار إحالة أوراق مرسي وقيادات من الإخوان في قضيتي «التخابر» و«الهروب من سجن وادي النطرون» إلى المفتي. وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، في بيان، إن «التعقيب على قرار المحكمة يعكس الجهل وعدم الدقة، نظرا لأن قاضي المحاكمة لم يصدر أي أحكام قضائية في القضيتين.. وإنما أصدر مجرد قرارين بإحالة الأوراق لمفتي البلاد». وفي بيان منفصل، طالبت وزارة الخارجية المصرية الجميع بعدم التدخل في الشأن المصري.
إعدام 6 من أعضاء «بيت المقدس» بعد إدانتهم في قضية «عرب شركس»
قلق أميركي من حكم يمهد لإعدام مرسي.. والخارجية المصرية تستنكر
إعدام 6 من أعضاء «بيت المقدس» بعد إدانتهم في قضية «عرب شركس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة