رفع السرية عن رسائل للأمير تشارلز بعد معركة قضائية طويلة

خطابات «العنكبوت الأسود» تكشف تدخل ولي العهد في السياسة البريطانية

رفع السرية عن رسائل للأمير تشارلز  بعد معركة قضائية طويلة
TT

رفع السرية عن رسائل للأمير تشارلز بعد معركة قضائية طويلة

رفع السرية عن رسائل للأمير تشارلز  بعد معركة قضائية طويلة

نشرت محكمة بريطانية أمس رسائل تخص ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، تظهر محاولته التأثير على السياسة البريطانية، وذلك بعد معركة قانونية دامت عشرة أعوام. وجاء الكشف عن 27 رسالة كتبها الأمير تشارلز خلال عامي 2004 و2005 مع بعض التنقيح، بعدما أيدت المحكمة العليا البريطانية في مارس (آذار) الماضي، طلب صحافي تابعة لصحيفة «الغارديان» الإفصاح عن الخطابات التي تعرف بمذكرات «العنكبوت الأسود» بسبب كتابة تشارلز لها باليد.
وسعى الصحافي روب إيفانز لنشر تلك الخطابات، منذ فترة طويلة، عبر تقديمه طلبا بموجب قانون حرية المعلومات. وكان تشارلز قد كتب الخطابات إلى سبع وزارات مسؤولة عن التجارة والصحة والبيئة والثقافة والإعلام والرياضة وآيرلندا الشمالية.
وسعت الحكومة البريطانية لسنوات الإبقاء عن تلك الرسائل بعيدا عن المجال العام خشية أن يؤدي نشرها إلى الإضرار بالتصورات العامة عن حياد تشارلز. وقد عارض الوزراء الكشف عن الرسائل لأسباب شخصية، حيث وصف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قرار المحكمة العليا بـ«المخيب للآمال».
واستعان الوزراء بمحامين مقابل أثمان باهظة في محاولة لمنع نشر الرسائل. ووصلت تكاليف المحكمة إلى 274 ألف جنيه إسترليني. وتمكنت صحيفة «الغارديان» من كسب هذه المعركة لأنه استعان بخدمات محامين في مستوى محاميي الحكومة.
وكشفت إحدى الرسائل أن الأمير تشارلز كتب إلى وزيرة الثقافة السابقة تيسا جويل طالبًا منها توفير تمويل خارجي لاستعادة الأكواخ الذي كان يستخدمها المستكشف إرنست شاكلتون في القطب الجنوبي. ويعد شاكلتون من أبرز الشخصيات الرئيسية في الفترة المعروفة باسم العصر البطولي لاستكشاف القطب الجنوبي. وطلب الأمير من جويل الضغط على الحكومة من أجل حماية المباني التي وضعت للهدم في سوق سميثفيلد اللندني.
كما كشفت الرسائل أن الأمير تشارلز كتب رسالة إلى وزير الصحة السابق جون ريد في سبتمبر (أيلول) 2004، بشأن إعادة تطوير مستشفى شيري نول في مدينة ساندرلاند البريطانية، الذي أقيمت فيها أعمال من قبل مؤسسته الخيرية. وقال الأمير في الرسالة: «يحزنني كثيرا أن أعلم أن التقدم الهائل في أعمال المؤسسة بالمستشفى بات الآن في خطر». ويفترض من الأمير تشارلز أن يبقى بعيدًا عن الأمور السياسية، إلا أنه عبر في الماضي عن آراء إزاء الطعام المعدل وراثيا والتغير المناخي وغيرها من القضايا».



ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)
مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)
TT

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)
مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» صدر اليوم (الخميس)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب هذه المنظمة غير الحكومية المعنية بحرية الصحافة، كان الجيش الإسرائيلي مسؤولاً عن مقتل 18 صحافياً هذا العام، 16 في غزة واثنان في لبنان.

وقالت «مراسلون بلا حدود»، في تقريرها السنوي الذي يغطي بيانات حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول)، إن «فلسطين هي البلد الأكثر خطورة على الصحافيين، حيث سجّلت حصيلة قتلى أعلى من أي دولة أخرى خلال السنوات الخمس الماضية».

وأقامت المنظمة 4 شكاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية تتعلق بـ«جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد صحافيين».

وأضافت «مراسلون بلا حدود» أن «أكثر من 145» صحافياً قُتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب في القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عقب هجوم «حماس» على إسرائيل، منهم 35 كانوا يعملون وقت مقتلهم.

ووصفت المنظمة عدد عمليات القتل بأنها «حمام دم لم يسبق له مثيل».

وفي تقرير منفصل نُشر الثلاثاء، أفاد الاتحاد الدولي للصحافيين بأن 104 صحافيين قتلوا في أنحاء العالم عام 2024، أكثر من نصفهم في غزة.

وتختلف الحصيلتان اللتان وفّرتهما المنظمتان بسبب اختلاف النهجين المستخدمين في تعداد الضحايا.

فالعدد الذي قدّمته «مراسلون بلا حدود» لا يشمل إلا الصحافيين الذين «ثبت أن مقتلهم مرتبط بشكل مباشر بنشاطهم المهني».

نفي إسرائيلي

وتنفي إسرائيل تعمّد إيذاء الصحافيين، لكنها تقر في الوقت نفسه بأن بعضهم قُتل بغارات جوية شُنّت على أهداف عسكرية.

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، في مؤتمر صحافي، الأربعاء: «نحن نرفض هذه الأرقام. لا نعتقد أنها صحيحة».

وأضاف: «نحن نعلم أن معظم الصحافيين في غزة يعملون على الأرجح تحت رعاية (حماس)، وأنه حتى يتم القضاء على الحركة، لن يُسمح لهم بنقل المعلومات بحرية».

من جهتها، قالت آن بوكاندي، مديرة تحرير «مراسلون بلا حدود» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الصحافة مهددة بالانقراض في قطاع غزة».

وأشارت إلى «تعتيم ذي أبعاد متعددة». فبالإضافة إلى «الانتهاكات المرتكبة بشكل مباشر ضد الصحافيين»، ما زال «الوصول إلى غزة ممنوعاً منذ أكثر من عام»، كما أن «مناطق بكاملها أصبح الوصول إليها غير متاح» وبالتالي «لا يعرف ما يحدث هناك».

من جهته، ندّد أنتوني بيلانجر، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين، بـ«المذبحة التي تحدث في فلسطين أمام أعين العالم». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العديد من الصحافيين يُستهدفون» عمداً.

وبعد غزة، كانت باكستان أكثر البلدان فتكاً بالصحافيين في عام 2024، حيث سُجل مقتل 7 صحافيين، تليها بنغلاديش والمكسيك بـ5 لكل منهما.

وفي عام 2023، بلغ عدد الصحافيين الذين قُتلوا في كل أنحاء العالم 45 صحافياً في الفترة نفسها من يناير (كانون الثاني) إلى ديسمبر.

وحتى الأول من ديسمبر، كان هناك 550 صحافياً مسجوناً في كل أنحاء العالم مقارنة بـ513 في العام الماضي، وفقاً لأرقام «مراسلون بلا حدود».

أمّا الدول الثلاث التي لديها أكبر عدد من الصحافيين المحتجزين فهي الصين (124 من بينهم 11 في هونغ كونغ) وبورما (61) وإسرائيل (41).

بالإضافة إلى ذلك، يوجد حالياً 55 صحافياً محتجزاً بوصفهم رهائن، اثنان منهم اختُطفا في عام 2024، نحو نصفهم (25) لدى تنظيم «داعش».

كذلك، تم الإبلاغ عن 95 صحافياً مفقوداً، من بينهم 4 تم الإبلاغ عنهم في عام 2024.