كان للإعلان الذي صدر في الأسبوع الماضي عن إلغاء مهرجان أبوظبي السينمائي بعد ثماني سنوات على إطلاقه وقع ملحوظ في الصحافة السينمائية في الغرب، كما بين نقاد السينما العربية والسينمائيين على حد سواء.
سبقت ذلك الإعلان الشائعات بعدما لاحظ المتابعون أن المهرجان لم يعلن بعد لا عن موعد دورته المقبلة ولا عن مواعيد إقفال فرص المشاركة فيه. كذلك كان ملحوظًا أن موقع المهرجان لم يشهد تطويرًا منذ بضعة أشهر وأن شيئًا ما كان يُدرس من قِبل المسؤولين على كافة وجوهه رغبة في التركيز على ما يعتقدونه فعلا أجدى وتغييرا مطلوبا حتى لو أدّى لحذف مهرجان أنجز نجاحات إعلامية كبيرة شرقًا وغربًا.
البيان الذي صدر في السابع من هذا الشهر تحدّث عن أن القرار الذي اتخذ كان بهدف «إعادة التركيز على نشاطات إدارة منطقة أبوظبي الإعلامية». البيان نفسه تحدّث عن الرغبة في القيام بمزيد من دعم السينمائيين العرب من خلال صندوق سند الذي عبره تم سابقًا تمويل عشرات المشاريع العربية، محلية وشقيقة.
في وسط كل ذلك، يمكن القول إن الرغبة الحثيثة أيضا كانت العمل على الابتعاد عن نشاط يمارسه مهرجان دبي الذي احتفى بدورته الحادية عشرة في العام الماضي. في البداية عندما انطلق مهرجان أبوظبي السينمائي سنة 2007 كان بدهيًا أن يدخل المهرجانان في منافسة واضحة وإن غير معلنة. وبعد بداية صعبة لم تنجز ما أراده المسؤولون عن مهرجان أبوظبي حققت إدارة جديدة قادها المنشّط بيتر سكارلت نجاحًا أفضل من ذي قبل زاد من المنافسة بين مهرجانين يقعان في بلد واحد وعلى مسافة أشهر قليلة بينهما. بعد ذلك تم الاستغناء عن سكارلت ووضع الإدارة بين يدي المخرج والسينمائي الإماراتي علي الجابري، الذي قام، وبمعونة سديدة من الناشط العراقي الأصل انتشال التميمي، من تحقيق النجاح الأعلى للمهرجان في تاريخه.
ما هو الأثر الذي سيتركه غياب مهرجان أبوظبي على حضور مهرجان دبي؟
من السابق لأوانه الحديث مليّا في هذا الموضوع، لكن الواضح أن انفراد دبي الآن بساحة المهرجانات السينمائية الكبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعزز من وضعه. ومن بعد أن تم إيقاف مهرجان الدوحة السينمائي قبل عامين (لخلق مهرجانين أصغر حجمًا عوضه) من المقدّر لمهرجان دبي أن يواصل الرحلة منفردًا كما بدأ. المخرجون العرب سوف لن يحتاروا إلى أين سيتوجهون لأن ذلك محسوم بوجود مهرجان واحد الآن، لكن خياراتهم ما زالت كثيرة حيال استعداد صندوق «سند» لدعمهم ماليًا لكي يحققوا هذه الأفلام الفنية والمختلفة التي في البال.
بذلك ينفصل المشروعان السينمائيان المقامان في الإمارات ويلتقيان في الوقت ذاته.
القرار بإلغاء مهرجان أبوظبي: اتخذ بهدف إطلاق منصّة عربية جديدة
القرار بإلغاء مهرجان أبوظبي: اتخذ بهدف إطلاق منصّة عربية جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة