تنسيق لإنشاء أول لواء عسكري في عدن.. وقوات التحالف تدعم المقاومة بأسلحة نوعية

المقاومة تخوض حربًا شرسة في خور مكسر وتسيطر على صوامع الغلال

عناصر من القبائل اليمنية المقاومة أثناء مواجهتهم  للمتمردين دفاعا عن المطار في خور مكسر في عدن أمس (أ.ف.ب)
عناصر من القبائل اليمنية المقاومة أثناء مواجهتهم للمتمردين دفاعا عن المطار في خور مكسر في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

تنسيق لإنشاء أول لواء عسكري في عدن.. وقوات التحالف تدعم المقاومة بأسلحة نوعية

عناصر من القبائل اليمنية المقاومة أثناء مواجهتهم  للمتمردين دفاعا عن المطار في خور مكسر في عدن أمس (أ.ف.ب)
عناصر من القبائل اليمنية المقاومة أثناء مواجهتهم للمتمردين دفاعا عن المطار في خور مكسر في عدن أمس (أ.ف.ب)

يتجه مجلس المقاومة الشعبية في عدن، بالتنسيق مع جميع الجبهات والمنطقة الرابعة العسكرية، إلى تأسيس لواء عسكري بالمفهوم الحديث، وفق استراتيجية واضحة لمهامه وأعماله في إدارة المعارك وتوزيع المهام، فيما يضم اللواء الجديد عددًا من الضباط والعسكريين الموجودين في المناطق المحررة (البريقة، والمنصورة) وأفرادًا من المقاومة، وسيعمل اللواء بعد اكتماله تحت إمرة المنطقة الرابعة.
ويعول، بحسب جبهات المقاومة، على اللواء الجديد في إدارة المعارك، والسيطرة على المواقع المحررة التي تفقدها المقاومة لضعف الإمكانيات، والخبرة العسكرية التي تساعدهم في مواصلة الهجمات على المواقع التي يوجد بها الحوثيون وحليفهم علي عبد الله صالح، إضافة إلى إدارة المعارك وتوزيع أدوار المقاومة في المرحلة المقبلة في مواجهاتهم خاصة في خور مكسر وكريتر.
وكشف مجلس المقاومة على لسان المتحدث الرسمي له علي الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» أن قوات التحالف قامت مساء أمس الجمعة بعملية إنزال مظلي لأنواع مختلفة من الأسلحة شملت صواريخ «لو» بنوعيها الموجهة والمحمولة، المخصصة لتدمير الدروع والدبابات العسكرية، إضافة إلى «آر بي جي»، ورشاشات مختلفة الاستخدام، وذلك بهدف مساعدة المقاومة ودعمهم في حرب الشوارع.
ويتوقع بحسب خبراء عسكريين أن الدعم العسكري الجديد للمقاومة الشعبية، بأسلحة نوعية في هذه المرحلة، يهدف إلى تمكين المقاومة من تقليص مدة الحرب وسير المعارك لصالح المقاومة، التي تسيطر بشكل كبير على الكثير من المواقع، خاصة أن هذه الأسلحة قادرة على مواجهة المدرعات والدبابات العسكرية التابعة لميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، التي تتخذ من الأحياء السكنية مواقع لها تحسبا من قصف طيران التحالف، بعد أن نجحت المقاومة في دفع هذه الميليشيات للتراجع في عدة محاور رئيسية في العاصمة المؤقتة.
وهنا قال لـ«الشرق الأوسط» علي الأحمدي المتحدث الرسمي لمجلس المقاومة الشعبية في عدن إن المقاومة حصلت على الدعم العسكري في الوقت المناسب لدعم جبهات المقاومة في مواقع متعددة، وكانت قوات التحالف قد قامت في وقت سابق بتقديم دعم قوي تمثل في «رشاشات خفيفة، وآر بي جي، ورشاش حظيرة» أسهمت بشكل كبير في وقف زحف ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، وحققت المقاومة نجاحات كبيرة في الفترة الماضية، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى أسلحة نوعية لوقف القذف العشوائي لمدرعات الحوثيين للمواقع السكنية.
وحول تأسيس لواء عسكري، قال الأحمدي إن إنشاء لواء عسكري حديث سيخدم المقاومة في توحيد الأهداف والمجهود في مواجهة الحوثيين، خاصة أن اللواء الجديد المزمع إنشاؤه سيكون تحت إمرة المنطقة الرابعة العسكرية، وهناك تنسيق جارٍ، وتجميع لأكبر عدد من العسكريين في مختلف المواقع من المدينة، إضافة إلى العسكريين الموجودين الآن في المناطق المحررة، وسيعمل هذا اللواء على حماية المكتسبات في الحروب الدائرة الآن في المدينة، وسيتم من خلاله التنسيق في التحرك الميداني.
وأكد الأحمدي أن للمنطقة الرابعة العسكرية التي تقع في «التواهي» دورا هاما ومحوريا في هذه الفترة، إذ تحتفظ بمقدرات الدولة السيادية ومنها مبنى التلفاز الحكومي والقصر الجمهوري، كما تقوم المنطقة الرابعة العسكرية بدعم المقاومة في التواهي، والحفاظ على هذه المنطقة ومنع تقدم قوات الحوثيين، إضافة إلى عمل وإجراء التنسيق مع كل الجبهات الشعبية خارج التواهي، لافتا إلى أن الدعم العسكري الذي تقوم به المنطقة الرابعة يكون حسب الإمكانات المتاحة والمتوفرة لدى المنطقة.
وميدانيا تخوض المقاومة جملة من المواجهات العسكرية مع ميليشيات الحوثيين، ففي منطقة المعلا وتحديدا في «صوامع الغلال» تمكنت المقاومة بالتنسيق مع طيران التحالف من تطويق الموقع وتدمير الكثير من الآليات العسكرية (المدافع والمدرعات) من قبل طيران التحالف، فيما تعمل المقاومة على المواجهة الأرضية في محاولة لمنع خروج الميليشيات من هذه المواقع ما لم تسلم سلاحها.
وتعيش المدينة عدن نقصا في الاحتياجات الأساسية من «الكهرباء، والماء» إضافة إلى نقص المواد الغذائية الرئيسية، فيما يفتقر الكثير من المستشفيات الصحية إلى نقص في المواد الطبية، والكوادر البشرية، بعد أن قامت ميليشيات الحوثيين باستهداف المستشفيات بالقناصة وأسر الكثير من الممرضين والممرضات.
وقال أبو محمد العدني، عضو المقاومة الشعبية والمنسق الإعلامي للجبهات، إن معركة المعلا والتواهي سجلت أعلى نسبة في الإصابة بين أفراد المقاومة منذ انطلاقها ليصل العدد إلى قرابة 40 مصابا تختلف إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة، موضحا أن المعارك الدائرة بالقرب من صوامع الغلال الهدف منها استراتيجي كون هذه الصوامع تعرضت لحريق هائل في وقت سابق تسبب في إتلاف الكثير من المحصول.
وأضاف العدني أن الحرب الدائرة الآن في كريتر تشهد أسوأ فترة تمر عليها، لانقطاع الغذاء والدواء بسبب القصف العشوائي لأحياء المديرية من قبل الحوثيين، فيما تمكنت المقاومة الشعبية من فرض سيطرتها على محيط السفارة الصومالية بعدما سيطرت عليها ميليشيات الحوثيين، موضحا أن المعارك تشدد في مطار عدن وخور مكسر الذي يشهد تدفقًا لأسلحة مهربة للحوثيين تمكنهم من الصمود في مواجهة شباب المقاومة.



السلطات اليمنية تضبط قارباً يُقل العشرات من المهاجرين الأفارقة

المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
TT

السلطات اليمنية تضبط قارباً يُقل العشرات من المهاجرين الأفارقة

المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)

ضبطت دورية لقوات خفر السواحل اليمنية قارباً يُقل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين كانوا قادمين من القرن الأفريقي، ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للحد من تدفق المهاجرين من تلك المناطق، وذلك بعد وصول أكثر من 15 ألفاً منهم إلى البلاد خلال أول شهر من العام الحالي.

الحملة الأمنية المشتركة للقوات الحكومية التي تعمل في سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت أن إحدى الدوريات التابعة لها تمكنت في اليوم الأول من شهر رمضان من ضبط أحد القوارب في المياه الإقليمية، وكان على متنه 164 من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، من بينهم 37 امرأة.

وبيّنت الحملة أن العملية تمت بعد عملية رصد ومتابعة مكثفة، حيث اشتبهت الدورية البحرية بتحركات القارب الذي كان قادته يحاولون التسلل إلى الساحل اليمني.

ووفق ما أوردته الحملة، فإنه عند اقتراب الدورية من القارب وتفتيشه، تبيّن أنه يحمل عدداً كبيراً من المهاجرين غير الشرعيين، الذين تم تهريبهم في ظروف غير إنسانية، وأن هؤلاء لا يحملون أي وثائق رسمية أو تصاريح لدخول البلاد.

رغم الإجراءات الأمنية وصل إلى اليمن أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر واحد (إعلام حكومي)

وأفاد البيان بأنه تم ضبط القارب وحجز المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.

وألقت الدورية الحكومية القبض أيضاً على طاقم القارب المكون من 3 أشخاص، وأودعتهم السجن تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة بتهمة المتاجرة بالبشر، وفتحت تحقيقاً موسعاً مع المهربين والضحايا للكشف عن شبكة التهريب والمتورطين في مثل هذه العمليات غير القانونية، بوزصفها خطراً يهدد الأمن والاستقرار، وفق ما جاء في بيان الحملة الأمنية.

ونبّهت قيادة الحملة الأمنية إلى أن الهجرة غير الشرعية إلى اليمن باتت تمثل تحدياً أمنياً وإنسانياً كبيراً، حيث يتم استغلال حاجة المهاجرين وظروفهم الصعبة من قِبل شبكات التهريب التي تجني أموالاً طائلة على حساب أرواحهم، دون أي حساب للمخاطر التي يواجهونها في عُرض البحر أو عند وصولهم.

وأكدت أن المهربين المقبوض عليهم سيواجهون تهماً عدة، من بينها تعريض حياة المهاجرين للخطر أثناء الرحلة عبر البحر، حيث يواجه هؤلاء ظروفاً قاسية واحتمال الغرق، إلى جانب الاشتراك في أعمال الجريمة المنظمة وشبكات التهريب التي تستغل هؤلاء الأشخاص لتحقيق مكاسب غير مشروعة. كما سيواجهون تهمة تهديد الأمن والاستقرار نتيجة محاولة الدخول إلى الأراضي اليمنية بشكل غير قانوني.

ومع تأكيد الحملة استمرارها في التصدي لعمليات التهريب وعزمها على ملاحقة شبكات التهريب، ذكرت أنها سوف تتخذ جميع الإجراءات لضبط أي محاولات مماثلة، بهدف حماية الأمن الوطني ومكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الأمن والاستقرار.

ودعت السكان إلى الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب البشر، لما لهذه الظاهرة من تأثيرات خطيرة في المجتمع والأمن.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 15,400 مهاجر غير شرعي وصلوا من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكدت أن هذا العدد يمثل انخفاضاً بنسبة 25 في المائة عن العدد الإجمالي المُبلَّغ عنه في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، حيث وصل البلاد حينها أكثر من 20 ألف مهاجر.

القوات اليمنية أغلقت سواحل محافظة لحج أمام تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)

ووفق هذه البيانات، فإن غالبية المهاجرين (89 في المائة) قدموا من موانئ جيبوتي، ووصلوا إلى مديرية ذوباب بمحافظة تعز بالقرب من باب المندب، وعددهم (13,642 مهاجراً)، بينما وصل البقية (11 في المائة) إلى سواحل محافظة شبوة شرق عدن، قادمين من الموانئ الصومالية.

وطبقاً للبيانات الأممية، فقد بلغ إجمالي عدد الوافدين خلال عام 2024 نحو 76,297 مهاجراً، من بينهم 21 في المائة من الأطفال، و22 في المائة من النساء، و57 في المائة من الرجال.

وكان معظم هؤلاء من حملة الجنسية الإثيوبية بنسبة (98 في المائة)، بينما كان 2 في المائة فقط من الرعايا الصوماليين. في حين لم يتم تسجيل وصول أي مهاجرين إلى سواحل محافظة لحج خلال هذه الفترة، وأُعيد سبب ذلك إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمكافحة التهريب منذ أغسطس (آب) 2023، في سواحل المحافظة التي كانت أهم طرق تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي خلال السنوات السابقة.