أمام احتمال رفع قضايا فساد ضدها هي وزوجها، وعرقلة حملتها الانتخابية لتكون رئيسة للولايات المتحدة، ومع ظهور كتاب جديد عن فساد «مؤسسة كلينتون الخيرية»، اعترفت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ليلة أول من أمس بوجود «أخطاء» في حسابات المؤسسة الخيرية.
وجاء الاعتراف في بيان مقتضب نشرته المؤسسة على موقعها الإلكتروني ليلة أول من أمس، في تعمد واضح لتحاشي المقابلات السياسية صباح أول من أمس في التلفزيونات الأميركية؛ حيث تعرضت كلينتون لانتقادات من جمهوريين، وحتى من بعض الديمقراطيين. واعترفت المؤسسة علنا للمرة الأولى بأن «إحدى الشركات التابعة لها في كندا، وهي مؤسسة شراكة (غلستون كلينتون الخيرية)، ارتكبت أخطاء». وكانت مؤسسة كلينتون الرئيسية تقول إن «فرع كندا سيواصل الحفاظ على سرية الجهات المانحة له بسبب القيود التي ينص عليها القانون الكندي». ووقعت على بيان إلكتروني نائبة مدير المؤسسة مورا بالي الأسبوع الماضي جاء فيه أن المؤسسة «بصدد مراجعة مدفوعاتها في الضرائب الاتحادية الأميركية.. لأن المؤسسة لم تبلغ بشكل صحيح التبرعات من الحكومات الأجنبية»، وذلك، كما تقول الاتهامات، على مدى عدة سنوات ابتداء من عام 2010. وكانت كلينتون والمؤسسة التي أسسها زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون قبل أن تنضم هي وابنتهما تشيلسي لها، قد تعرضتا لانتقادات، بما في ذلك من بعض الديمقراطيين. وجاءت الانتقادات نتيجة قبول المؤسسة مساعدات وأموالا من حكومات أجنبية عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية في الإدارة الأميركية.
وظهر كاتب خطابات الرئيس الأميركي السابق بوش الابن، بيتر شفايتزر، صباح أول من أمس في برنامج في قناة «اي بي سي» الأميركية وتحدث عن اتهامات بأن وزارة الخارجية الأميركية، عندما كانت كلينتون تتولى الوزارة، أعطت معاملات تفضيلية للمانحين للمؤسسة، خصوصا حكومات ومنظمات أجنبية. وقال شفايتزر إن «المؤسسة انتهكت تعهدها بالكشف عن كل الجهات المانحة. وهذا هو التعهد الذي طلبه، عام 2009، الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما اختار كلينتون وزيرة للخارجية».
وأكد شفايتزر، وهو مؤلف كتاب «كلينتون كاش»، (أموال كلينتون)، الذي يصدر الأسبوع المقبل، أن «حملة كلينتون قضت كل الأسبوع الماضي وهي تحاول نسف الكتاب، ومحاولة تصويره على أنه مجرد هجوم حزبي». ولكن صار واضحا أن بيان ليلة الأحد الماضي، جاء بعد تركيز البرنامج على ثروة مؤسسة كلينتون الذي بلغت ملياري دولار، وعلى أن علاقتها مع الجهات المانحة بدأت تقلق حملة كلينتون الانتخابية.
وفي بيان اعتراف «مؤسسة كلينتون الخيرية» بالخطأ، أكدت بالي: «نعم، ارتكبنا أخطاء، كما يفعل كثير من المنظمات في حجم منظماتنا. لكننا نعمل بسرعة لعلاج هذه الأخطاء. وفعلا، اتخذنا خطوات لضمان عدم حدوث هذه الأخطاء في المستقبل»، وأعلنت بالي بيانها تحت عنوان: «الالتزام، والصدق، والشفافية، والمساءلة».
وقالت إن «الأخطاء في أوراق الضرائب كانت بسبب (أخطاء موظفين في المؤسسة)»، موضحة أن «أرقام الإيرادات الإجمالية التي قدمت إلى مصلحة الضرائب كانت دقيقة»، ولكن «أرقام تبرعات الحكومات الأجنبية وضعت بالخطأ، وجمعت مع غيرها من التبرعات». وتدور اتهامات الفرع الكندي حول تبرعات ملياردير كندي يعمل في مجال التعدين، وصلت إلى 30 مليون دولار، بعد أن نجح في صفقة للحصول على منجم لليورانيوم في كازاخستان عام 2005، وحدث ذلك بدعم من الرئيس الأسبق كلينتون.
كلينتون تعترف بـ«أخطاء» في المؤسسة الخيرية.. أمام احتمال رفع قضايا فساد
انتقادات لاذعة للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية بخرق القانون

كلينتون تعترف بـ«أخطاء» في المؤسسة الخيرية.. أمام احتمال رفع قضايا فساد

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة