مهرجان «موازين» الرباط يعيد عبد الهادي بلخياط إلى الواجهة الفنية

يعتبر من أعمدة الأغنية المغربية على مدى العقود الخمسة الأخيرة

الفنان عبد الهادي بلخياط
الفنان عبد الهادي بلخياط
TT

مهرجان «موازين» الرباط يعيد عبد الهادي بلخياط إلى الواجهة الفنية

الفنان عبد الهادي بلخياط
الفنان عبد الهادي بلخياط

نتظر أن يكون الفنان المغربي عبد الهادي بلخياط أحد أبرز مواعيد الدورة الـ14 لمهرجان «موازين.. إيقاعات العالم»، التي تنظم ما بين 29 مايو (أيار) و6 يونيو (حزيران) المقبلين بالرباط.
ويعود بلخياط، الذي اعتبر من أعمدة الأغنية المغربية، على مدى العقود الخمسة الأخيرة، إلى الساحة الفنية من منصة المسرح الوطني محمد الخامس، في ليلة سيؤدي خلالها أناشيد دينية وابتهالات صوفية. كما ستقوم جمعية «مغرب الثقافات»، بهذه المناسبة، بتكريم المسار الفني الحافل لهذا الفنان المغربي المتميز، الذي اعتزل الغناء أخيرا.
وتحضيرا لهذه العودة، المختلفة في مضمونها، إلى الواجهة الفنية، فإن بلخياط، يعكف، حاليا، على إعداد «ريبرتوار» يضم أناشيد دينية وابتهالات صوفية، تنضاف إلى أعمال سابقة، لها نفس المضمون والتوجه، كـ «المنفرجة» و«أسماء الله الحسنى» و«يا طالعين الجبال»، التي لقيت نجاحا كبيرا بين المغاربة.
ولد بلخياط بمدينة فاس سنة 1940. وغادرها مبكرا ليستقر بالدار البيضاء، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه من جديد، لكن ظروفا أخرى تدفعه للانتقال إلى الرباط، حيث استطاع بفضل تجربة أداء بالإذاعة المغربية، أن يلج الساحة الفنية، التي كانت آنذاك تعرف هيمنة أسماء طبعت تلك الفترة، من قبيل محمد فويتح والمعطي بلقاسم وإبراهيم العلمي. وكان بلخياط يمثل آنذاك الموجة الجديدة للأغنية المغربية، إلى جانب عبد الوهاب الدكالي ولطيفة أمال ومحمد الحياني، والتي كانت مفتتنة بالساحة الفنية المصرية وأسمائها الكبرى، كأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، ليقرر بلخياط الانطلاق، سنة 1965، في رحلة إلى مصر، قضى بها سنتين، قبل العودة إلى المغرب، حيث سطع نجمه في كامل المنطقة المغاربية، خاصة بعد تعاونه مع مؤلفين مميزين، من أمثال أحمد الطيب العلج وعبد الرفيع الجواهري وعلي الحداني، وملحنين كبار من أمثال عبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط وعبد القادر وهبي. وتأقلم بلخياط مع مختلف الأنماط الموسيقية بفضل قوة صوته وحضوره القوي على المنصة، ما جعله فنانا حاضرا بقوة بين المغاربة الذين يحفظون له عددا من الأغاني الرائعة، التي صارت من خالدات الأغنية المغربية، خاصة «القمر الأحمر» و«الشاطئ» و«الأمس القريب» و«يابنت الناس» و«قطار الحياة» و«ياذاك الإنسان».
يشار إلى أن مهرجان «موازين»، الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، يجمع، كل سنة، عشرات من نجوم الغناء والموسيقى العالميين والعرب والمغاربة. وينتظر أن يتألق خلال دورة هذه السنة عدد من نجوم الموسيقى والغناء من مختلف قارات العالم، بينهم أيقونة «البلوز» باربارا هندريكس والنجمة اللبنانية ماجدة الرومي والكويتي نبيل شعيل واللبنانيان وائل كفوري وملحم زين، والأميركي أشر والأميركي - السينغالي أيكون، نجمي الـ«آر آند بي»، وفنان الراب الفرنسي بلاك إم، بالإضافة إلى فرق ومجموعات موسيقية، بينها فرقة الروك البريطانية «بلاسيبو» وفرقة البوب الأميركية «مارون فايف»، فضلا عن إليسا من لبنان وأصالة نصري من سوريا ونجمة الفادو، ماريا بيراساتي من البرتغال ونجمة التانغو، ديبورا روس من الأرجنتين ونجمة الفلامينغو لويز دو لاكاراسكا من إسبانيا، فضلا عن أوزليم أوزديل من تركيا وكاترينا فوتيناكي من اليونان وكارمن سوزا من الرأس الأخضر.
ويدخل مهرجان «موازين»، الذي رأى النور من خلال مبادرة من جمعية «مغرب الثقافات»، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2001. في إطار الانفتاح على الثقافات ومنح الجمهور رحلة سفر موسيقية لجميع بقاع العالم. وتعد جمعية «مغرب الثقافات»، التي تأسست في 2001، هيئة لا تهدف إلى تحقيق الربح. وخلال بحثه عن الانفتاح والتبادل، تمكن المهرجان، فضلا عن آلاف الفنانين وملايين المتفرجين، من جمع أكبر المفكرين وعالمي الأنثروبولوجيا والفنانين المرموقين، الذين واصلوا تأملاتهم، خلال الندوات والموائد المستديرة، أمام عدد كبير من الحاضرين لفعاليات المهرجان، المتعطشين للمعرفة والتجربة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.