بمباركة صديقها اللدود الرئيس باراك أوباما، وبعد 8 سنوات من إعلان مماثل، لكن فاز عليها أوباما، أعلنت، أمس، هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في إدارة أوباما لـ4 سنوات، بداية محاولتها الثانية لدخول البيت الأبيض كأول رئيسة أميركية، وبعد أن عاشت في البيت الأبيض لـ8 سنوات مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون.
ولأول مرة أيضا في تاريخ الترشيحات لرئاسة الجمهورية، أعلنت هيلاري كلينتون ترشيحها في الإنترنت، والذي ستعتمد عليه كثيرا، ليس فقط في نشر آرائها، وذلك، أيضا، في جمع التبرعات.
قبل يوم من إعلانها، قال أوباما، في مؤتمر صحافي في ختام قمة الدول الأميركية في بنما، في أميركا الوسطى: «أعتقد أنها ستكون رئيسة ممتازة». وأضاف: «كانت داعما كبيرا لي في انتخابات عام 2008 (بعد فوزه عليها كمرشح للحزب الديمقراطي). وكانت وزيرة خارجية رائعة. إنها صديقتي».
ورغم أنه لم يكرر عبارة «ستكون رئيسة فعالة» التي كان قالها في الماضي، قال: «ستكون واضحة للغاية في إعلان رؤيتها لسير البلاد قدما إلى الأمام». وأشار إلى نقاط قوتها في أي مناظرة حول السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية المقبلة، وإلى سجلها الحافل في الشؤون الداخلية، بسبب تركيزها على قضايا مثل العمل والأسرة.
وأضاف: «إذا ترشحت، ستكون لديها رسائل قوية لتطلقها».
واختارت كلينتون حي بروكلين الشعبي في مدينة نيويورك مقرا لحملتها الانتخابية، مما يوضح التركيبة السكانية التي تستهدفها: السود واللاتينيين والمهاجرين، والذين، عبر تاريخهم، يفضلون الحزب الديمقراطي على الحزب الجمهوري، مع زيادة مستمرة في أعدادهم.
أعلنت كلينتون (67 عاما) ترشيحها في تغريدة في موقع «تويتر». وحسب التقاليد الانتخابية، ستسافر في وقت لاحق إلى ولايتي ايوا، ونيومهامبشير، حيث تبدأ الحملات الانتخابية التمهيدية.
وحصلت صحيفة «بوليتيكو» على أول بيان لطاقم حملتها الانتخابية، جاء فيها:
«هدفنا هو إعطاء كل عائلة، وكل شركة صغيرة، وكل أميركي وأميركية، وسيلة الوصول إلى رخاء دائم بانتخاب هيلاري كلينتون لتصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية على لسان خبير انتخابات أميركي قوله أن الطريق هذه المرة يبدو أكثر سهولة، بالمقارنة مع عام 2008، عندما نافسها أوباما. وأيضا، لأنه لا يوجد مرشح ديمقراطي كبير يريد منافستها. بالإضافة إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى فوزها كمرشحة للحزب، لحصولها على نحو 60 في المائة من أصوات الذين أكدوا أنهم سيصوتون في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ مطلع عام 2016.
وأنه، في حال ترشح ديمقراطيين آخرين، سيكون ذلك دون أمل في فوزهم بالرئاسة، وربما للحصول على منصب نائب الرئيس. وتأتي عضو مجلس الشيوخ إليزابيت وارين في مقدمة الذين ربما سينافسونها، لكن، في هذه الحالة دون هدف نائبة الرئيس لاستحالة ترشيح امرأة مع هيلاري كلينتون. وربما لإثارة مزيد من القضايا الاجتماعية في المعركة الانتخابية لأن وارين تعتبر أكثر ليبرالية من كلينتون.
غير أن هناك ديمقراطيين قد يريدان منافستها: الحاكم السابق لولاية ماريلاند، مارتن أومالي، والسيناتور السابق جيم ويب.
والتزم المقربون من كلينتون الصمت لكن الاستعدادات جارية على قدم وساق لأولى زياراتها إلى ايوا ونيوهامشر الولايتين اللتين تؤثران إلى حد كبير في كل سباق للرئاسة.
وكتب روبي موك مدير الحملة في وثيقة داخلية نقلها موقع «بوليتيكو» أول من أمس أن هدفنا هو إعطاء كل عائلة وكل شركة صغيرة وكل أميركي وسيلة الوصول إلى رخاء دائم بانتخاب هيلاري كلينتون لتصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة.
لكن طريق الترشح هذه المرة يبدو أكثر سهولة. فليس هناك أي ديمقراطي معروف أو يلقى تقديرا مثلها كما تفيد استطلاعات الرأي التي تشير إلى حصولها على نحو 60 في المائة من نيات التصويت في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ مطلع 2016. وستجري الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة نفسها.
في نفس الوقت، جمعت منظمة مستقلة اسمها «ريدي فور هيلاري» (مستعدون لهيلاري) أكثر من 15 مليون دولار لدعم ترشيحها. ويتوقع أن تنهال عليها التبرعات بعد إعلان ترشيحها رسميا. ويتوقع أن يأتي جزء كبير من التبرعات عن طريق الإنترنت. وكان أوباما أول مرشح ركز على هذه الوسيلة في عام 2008.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية: «تشكل سيرتها مصدر قوتها وضعفها معا. لا يمكن فصل حياة كلينتون عن الحكم (سلبا وإيجابا)». كانت زوجة رئيس سابقا، وكانت عضوا في مجلس الشيوخ، ووزيرة سابقة للخارجية. لهذا، تتمتع بخبرة في السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وبينما قام خصومها الجمهوريون برحلات قليلة إلى الخارج، قابلت كلينتون عشرات الرؤساء، ورؤساء الحكومات، والملوك. وتعاملت مع أزمات من ليبيا إلى روسيا. وليس هناك أي مرشح قبلها، في كل تاريخ أميركا، عاش في البيت الأبيض 8 أعوام.
وقالت شون جي باري جيلز، أستاذة الاتصال في جامعة ماريلاند، ومؤلفة كتاب عن هيلاري كلينتون: «لم يحدث وجود امرأة تملك خبرة في السياسة الخارجية أكثر من كل المرشحين الآخرين للرئاسة في التاريخ الحديث، ربما باستثناء جورج بوش».
وأضافت باري جينز: «لكن، تشوب هذه الخبرة أخطاء، وقضايا مالية، وفضائح منذ السنوات الأولى للزوجين كلينتون في السلطة».
في الجانب الآخر، ولهذا، ينبش الجمهوريون بلا كلل في تاريخ فضائح الزوجين. من مونيكا لوينسكي، سكرتيرة البيت الأبيض التي كانت عشيقة الرئيس كلينتون، إلى هجوم الإرهابيين على بنغازي، في ليبيا، عندما كانت هيلاري وزيرة للخارجية. وتوجد الفضيحة الأخيرة المتعلقة بالرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون، حيث وضعت كل وثائق وزارة الخارجية في حسابها الخاص. وفعلا، وعد المرشح الجمهوري راند بول بكشف «أسرار عن تضارب مصالح في مؤسسة كلينتون الخيرية». ولم يتردد في الحديث عن «فساد» الزوجين.
هيلاري كلينتون تعلن ترشيحها لرئاسة الجمهورية
الإعلان كان في شبكة الإنترنت.. وأوباما بارك الخطوة
هيلاري كلينتون تعلن ترشيحها لرئاسة الجمهورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة