هجومان في بغداد وشمالها يقتلان 8 أشخاص

هجومان في بغداد وشمالها يقتلان 8 أشخاص
TT

هجومان في بغداد وشمالها يقتلان 8 أشخاص

هجومان في بغداد وشمالها يقتلان 8 أشخاص

قتل ثمانية أشخاص وأصيب نحو 30 بجروح، في هجومين منفصلين، أحدهما انتحاري وآخر بسيارة مفخخة، في بغداد وشمالها اليوم (الجمعة)، حسبما أفادت به مصادر أمنية وطبية وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد: «قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 12 بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق» في شارع رئيس في منطقة الكرادة وسط العاصمة.
ووقع التفجير قرابة الساعة 11:30 (8:30 ت.غ) على مقربة من فندق بابل، أحد أبرز فنادق بغداد والمطل على نهر دجلة.
وفي منطقة المشاهدة (30 كلم شمال بغداد) «قُتل خمسة أشخاص وأصيب 17 بجروح، بينهم عدد من عناصر الحشد الشعبي، في هجوم انتحاري بحزام ناسف»، حسبما أفاد به مصدر في وزارة الداخلية.
وأضاف أن الهجوم «استهدف مطعما شعبيا بالتزامن مع وجود عناصر (الحشد الشعبي) المؤلف بمعظمه من فصائل مسلحة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش».
وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الهجومين.
وتشهد بغداد باستمرار تفجيرات، بعضها انتحاري أو بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة. وفي حين يبقى بعض الهجمات من دون إعلان مسؤولية، يتبنى بعضها، لا سيما الانتحارية، تنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو (حزيران).
إلا أن حدة هذه الهجمات تراجعت في الأشهر الماضية، مع استعادة القوات مناطق كان يسيطر عليها التنظيم على مقربة من العاصمة. كما أعلن جهاز المخابرات العراقي منتصف مارس (آذار)، توقيف شبكة من 31 «إرهابيا» مرتبطين بالتنظيم المتطرف، بتهمة تنفيذ 52 تفجيرا في العاصمة.
وكانت الحكومة العراقية رفعت، في فبراير (شباط) الماضي، حظر التجول الذي كان يُفرض منذ أعوام في شوارع بغداد بعد منتصف الليل، عازية هذه الخطوة إلى تحسن الوضع الأمني في المدينة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.