بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* مؤشر مبكر على التهاب المفاصل العظمي
* من الأخطاء الشائعة أن يهمل المريض العلامات الأولى التي تظهر عليه قبل أن يتمكن المرض منه ويؤدي إلى مضاعفات يصعب علاجها. من ذلك مرض التهاب المفاصل العظمي (osteoarthritis، OA) وهو النوع الأكثر شيوعا من التهابات المفاصل ويرتبط بتآكل غضروف المفصل. وتبدأ أعراضه عادة بألم بسيط، خصوصا عند الحركة، ثم يزداد في أعقاب استخدام المفصل أو بعد فترة طويلة من عدم تحريك المفصل، وينتهي بالتورم وتجمع سوائل داخل المفصل، ومن ثم عدم القدرة على الحركة.
ومن المعروف أن لهذا المرض علاقة بالعامل الوراثي، إضافة إلى عوامل أخرى مكتسبة؛ مثل زيادة الوزن، والإصابات، والاستخدام الخاطئ للمفصل. ومع الأسف فإن معظم الحالات لا يتم تشخيصها إلا بعد حدوث تآكل في غضروف المفصل وعظامه، وبالتالي يكون العلاج تحفظيا لتخفيف الألم، أو جراحيا لتغيير المفصل.
لقد وجد من نتائج أحد البحوث الجديدة التي يمكن أن تشكل أساسا وقاعدة تساعد في تشخيص التهاب المفاصل العظمي قبل الإصابة به وظهور الأعراض الأولى بعدة سنوات، وذلك باستخدام «اختبار دم بسيط».
وقد حدد العلماء من جامعة وارويك البريطانية العلامات البيولوجية المصاحبة لالتهاب المفاصل الروماتويدي (rheumatoid arthritis، RA)، فضلا عن التهاب المفاصل العظمي (OS). ونشرت النتائج في مجلة «التقارير العلمية للطبيعة Nature Scientific Reports».
ركز الباحثون في دراستهم على نوع من البروتينات هو «(citrullinated proteins (CPs»، حيث كان يشتبه في أن يكون هذا النوع موجودا بوصفه أحد المؤشرات الحيوية في دم البشر مع بداية أول مرحلة لمرض الالتهاب الروماتويدي RA. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت بالفعل أن الأجسام المضادة ضد هذا البروتين CPs كانت موجودة في المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن وجودها لم يكن معروفا في المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل العظمي OA. أما الآن فقد وجد الأطباء زيادة مستويات هذا النوع من البروتين CPs في كل من التهاب المفاصل العظمي OA والالتهاب الروماتويدي RA.
وفي وقت لاحق، وضع هؤلاء الباحثون خوارزمية (رمز وبرامج إلكترونية) من 3 مؤشرات حيوية هي: بروتين CPs، الأجسام المضادة المعادية للبروتين CP ومادة مشتقة من العظام (هيدروكسي برولين hydroxyproline). وباستخدام هذه الخوارزمية، وجدوا أن اختبارا واحدا يجرى في مرحلة مبكرة، أي قبل بداية حدوث أضرار وتآكل في المفاصل، يمكنه الكشف عن كل من الالتهاب الروماتويدي RA والتهاب المفاصل العظمي OA.
هذا الاكتشاف الرائع وغير المتوقع سوف يساعد بدرجة كبيرة في تحقيق العلاج المناسب لالتهاب المفاصل العظمي في مرحلة مبكرة، مما سوف يعطي أفضل فرصة للعلاج الفعال.

* أطفال المدخنين مهددون بأمراض القلب
* ما زال كثيرون يدخنون السجائر بشكل مبالغ فيه على الرغم من قناعتهم بأضرارها، ومن هؤلاء الآباء والأمهات، وهم فئة كبيرة في المجتمع يمارسون التدخين داخل منازلهم وأمام أطفالهم الأبرياء دون تفكير أو مبالاة بما قد يصيب أطفالهم جراء هذا السلوك السيئ.
لقد وجد في دراسات كثيرة ارتباط تعرض الأطفال لدخان السجائر الصادر من الوالدين المدخنين بزيادة خطر إصابتهم بتصلب الشرايين السباتية carotid في مرحلة البلوغ. ومن المعروف أن التدخين السلبي يشكل خطرا على الصحة. وهذه هي الحال بشكل خاص مع أبناء المدخنين؛ حيث ثبت أن تعرض الأطفال لتدخين آبائهم يعرضهم لأن يكونوا أمام خطر كبير جدا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل البالغين. وقد كانت هذه هي النتيجة الرئيسية للدراسة التي أجريت لتحديد مخاطر القلب والأوعية الدموية عند صغار الفنلنديين التي نشرت في العدد الأخير لشهر مارس (آذار) 2015 من مجلة «الدورة الدموية (Circulation)».
أجرى الباحثون في هذه الدراسة تقييما للمخاطر في القلب والأوعية الدموية عند الأطفال الفنلنديين على مدى 3 سنوات. تم تجميع عينات الدم من هؤلاء الأطفال خلال تلك الفترة من أجل قياس مستوى مادة الكوتينين cotinine (وهي مادة تنتج من النيكوتين)، وتعتبر بالتالي من العلامات البيولوجية للتعرض للتدخين السلبي. وبالإضافة إلى ذلك، تم أيضا تجميع بيانات الفحص بالموجات فوق الصوتية للشريان السباتي.
وكان من نتائج تلك الدراسة أن أعلى نسبة (84 في المائة) من مجموع الخاضعين للدراسة، والذين لم يتم الكشف عن وجود مادة الكوتينين لديهم، كانوا من أسر أفرادها من غير المدخنين، تليها مجموعة كان أحد الوالدين لأفرادها من المدخنين (62 في المائة)، ثم الأسر التي كان فيها كلا الوالدين مدخن (43 في المائة). وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى الأطفال المعرضين لتدخين الوالدين معا خطر أعلى ب 1.7 مرة للإصابة بتراكم المواد الدهنية وتكون التجلطات في الشريان السباتي عند الوصول لمرحلة الشباب مقارنة بغير المدخنين. وكان خطر تكون الجلطة في الشريان السباتي أعلى 1.6 مرة عند الأطفال الذين يدخن آباؤهم وأمهاتهم، ولكنهما يحاولان الحد من تعرض أطفالهم للتجلطات. أما أولئك الذين لم يحدوا من تعرض أطفالهم للتدخين فكانوا أكثر عرضة بأربع مرات.
وهكذا نستخلص من هذه الدراسة أن المصدر الرئيسي لتعرض الأطفال الصغار للتدخين السلبي يكون من الوالدين وفي داخل البيت. وهذا يدعونا لأن نكون أكثر حذرا حول صحتنا وأكثر رحمة بأبنائنا الصغار.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.