(«الشرق الأوسط») على الشريط الحدودي مع اليمن: معنويات الجنود عالية.. والسكان مطمئنون

الأوضاع بدت مستقرة في المنطقة.. رغم أصوات المدافع والقصف الذي دك مخابئ الحوثي

(«الشرق الأوسط») على الشريط الحدودي مع اليمن: معنويات الجنود عالية.. والسكان مطمئنون
TT

(«الشرق الأوسط») على الشريط الحدودي مع اليمن: معنويات الجنود عالية.. والسكان مطمئنون

(«الشرق الأوسط») على الشريط الحدودي مع اليمن: معنويات الجنود عالية.. والسكان مطمئنون

قرابة ساعتين ونصف قطعتها «الشرق الأوسط»، من مقر قيادة حرس الحدود في منطقة جازان، وحتى قمة جبل دخان على الحدود السعودية اليمنية، في جولة ميدانية حيث مقر عدد من قيادات التحالف بما فيها القوات السعودية البرية، وقوة حرس الحدود السعودية، ضمن عملية «عاصفة حزم» بحرب قوات التحالف ضد العدوان الحوثي.
وبدت الأوضاع مستقرة في المنطقة، في ظل ضبط المواقع الحدودية التي لم تشهد حالات تسلل أو تهريب، كما يشير بذلك قائد قوة حرس الحدود في محافظة الخوبة، من خلال وجود «الشرق الأوسط»، قرب برج دخان الحدودي المطل على الحدود اليمنية. استعدادات قوى التحالف ومن بينها القوات السعودية، في الحرب ضد الإرهاب الحوثي، كانت على قدم وساق، في الشريط الحدودي بين المملكة العربية السعودية واليمن، في مهمة لإنقاذ الشعب اليمني من التمرد الحوثي المنقلب على الشرعية، كما يعبر بذلك أحد الجنود السعوديين على الشريط الحدودي في حديث مع «الشرق الأوسط»، يدعى عيدان الأسمري (25 سنة) الذي قال: «نحن هنا للدفاع عن تراب المملكة العربية السعودية، وهذا حلم أي مواطن، ولكننا في المقابل نسعى لمساعدة أشقائنا من الشعب اليمني من الضيم الذي يعيشونه».

القصف المدفعي

أصوات القصف المدفعي لم تهدأ سواء على الشريط الحدودي أو من داخل مقر حرس الحدود في الخوبة، فما يكاد يمر وقت حتى تسمع صوت المدافع. وأشارت مصادر عسكرية في الخوبة أن القصف المدفعي مستمر على مواقع الحوثيين في وتجمعاتهم شمال اليمن. قبيل وصولنا إلى منطقة الخوبة في جولتنا الميدانية على شريط الحدود السعودية اليمنية، حرصنا على رصد الوضع العام لسكان الخوبة، فوجدنا أن الوضع يميل كثيرا إلى الدرجة الطبيعية من البرنامج اليومي لأي سكان، ويدل ذلك على الصورة التي التقطتها عدسة «الشرق الأوسط» لشباب يمارسون لعب الكرة في أحد الملاعب الترابية وسط مدينة الخوبة.
أحد المواطنين ويدعى عبد الله عريشي الذي استفدنا منه كدليل للسؤال عن بعض الأماكن في الخوبة، قال إن الحياة الطبيعة التي يمارسها أهل الخوبة تعود لعدة أسباب أبرزها أن «المواطنين السعوديين يثقون كثيرا في أفراد القوات المسلحة السعودية، وفي قدراتهم على الدفاع عن بلدهم، وهو ما تشير إليه الفترة الطويلة التي نعيشها في بلدنا من أمن وطمأنينة وأمان». ويضيف: «أيضا هناك سبب آخر لا يقل أهمية عن السابق، أن سكان المناطق الحدودية في جنوب المملكة عاشوا تجربة الحرب الأولى ضد الحوثيين، ليشهدوا النجاح الباهر لأفراد القوات المسلحة السعودية، ونحمد الله على ذلك».

قذائف مدفعية

عقب مغادرتنا قيادة حرس الحدود بمنطقة جازان كان لزاما علينا من وقفة سريعة في قيادة حرس الحدود في محافظة الحرث (الخوبة سابقا)، وذلك للتوجه ضمن بعثة عسكرية إلى المناطق الساخنة قبل الحدود اليمنية، ويُسمع في إدارة حرس الحدود في الخوبة دوي طلقات مدفعيات الحرس، وهي تتوجه إلى مناطق الحوثيين، والأماكن التي يتنقلون فيها بالإضافة إلى أماكن وجود أسلحتهم اعتمادا على إحداثيات المواقع التي يتحركون فيها.
ويشير أحد الضباط الموجودين في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن «سكان المنطقة المجاورة للمركز العسكري، باتوا معتادين على الأصوات، وهم يعون أنها صوت لإطلاق المدفعية تجاه المواقع التي تحدد لنا عبر الإحداثيات الرقمية».

الأوضاع في محافظة الحرث (الخوبة سابقا)

كان من اللافت أثناء الجولة الميدانية الحياة الطبيعية التي كان يعيشها سكان محافظة الحُرث، أن الأوضاع هادئة ويمارس السكان أوضاعهم بشكل طبيعي: تسوق، ودوام موظفين، وغيره من برامج الحياة اليومية.
وقال عبد الله عريشي، أحد سكان المحافظة: نحن نمارس حياتنا بصورة طبيعية كما ترى، ولكي لا أكون مبالغا فيما أقول، أستطيع القول إن بداية الحرب الأولى ضد الحوثيين عام 2009 كانت الأوضاع مخيفة بعض الشيء، كونها تجربة جديدة علينا، لكن الوضع الآن مختلف، بعد أن اكتسبنا خبرة حرب (يقولها مبتسما). ويشرح: «المواطنون السعوديون يثقون كثيرا في أفراد القوات المسلحة السعودية، في قدراتهم على الدفاع عن بلدهم».
يذكر أن محافظة الحُرَّث محافظة سعودية تقع على الحدود السعودية - اليمنية وتتبع لمنطقة جازان جنوب غربي السعودية ومركزها الرئيسي الخوبة. تأسست مع بداية توحيد المملكة العربية السعودية عام 1353هـ. تتميز المنطقة بكثرة الأودية والجبال وتشتهر بزراعة الذرة الرفيعة والقصب؛ بسبب تساقط الأمطار طوال العام.

جبل دخان

لم تكن المهمة سهلة حتى الوصول إلى أماكن تمركز القوات السعودية، بالإضافة إلى قوات حرس الحدود، حيث لزم ذلك ضرورة صعود الطرق المؤدية إلى جبل دخان، المنطقة الأعلى في الخوبة التي تطل على عدد من القرى اليمنية، ولوحظ السياج الحدودي الذي يفصل بين الحدود السعودية ونظيرتها اليمنية، كما وضعت الكمرات الحرارية التي تمكن من الاطلاع على المتسللين والمهربين من المناطق الحدودية كما يشير بذلك العقيد دكتور حسن عقيلي قائد قوة حرس الحدود في الحرث، في حديث مع «الشرق الأوسط»، مبينا أن «قوة حرس الحدود في تواصل مستمر مع القوات السعودية الأخرى، ومن ثم قوات التحالف الأخرى»، مطمئنا بأن الأوضاع تسير بصورة طيبة.
وفي اتجاه آخر، كانت المعنويات مرتفعة لدى الجنود السعوديين الذين قابلتهم «الشرق الأوسط»، مؤكدين أنهم في مهمة يطمع لها كثير من المواطنين.
ويقع جبل الدخان جنوب غربي بلدة الخوبة في محافظة الحرث في منطقة جازان جنوب غربي السعودية، ويبعد عن مدينة جازان نحو مائة كيلومتر، حيث يحف جبل الدخان مسار خط الحدود بين السعودية واليمن من الجهة الجنوبية الشرقية، وتبلغ مساحة الجبل 14 كم2، ويبلغ ارتفاع الجبل نحو 500 متر عن سطح البحر، ويرتفع عما حوله 250 مترا، ويمثل مع جبل الرميح الواقع جنوبه منطقة جبلية واحدة داخل الأراضي السعودية.
وتحيط بالجبل من جميع الجهات بلدات وقرى، منها: الخوبة، والغاوية، ومصفوقة، والشانق، والمعرسة، والسبخاية، وجلاح، والراحة، والمزبرات. يحد الجبل من الشمال وادي حمران أحد روافد وادي خلب، ومن الجنوب وادي ليه، كما أن أهمية جبل دخان تعود لكونه يشرف على جميع القرى السعودية واليمنية القريبة منه ويمثل بداية ارتفاع الجبال من جهة البحر الأحمر غربا. ويقع إلى الشرق من جبل الدخان جبل الدود، وهو من الجبال السعودية، ويتميز جبل الدود بإشرافه على بلدة الخوبة من الشمال الغربي وعلى بلدة الملاحيظ اليمنية من الشمال الشرقي، كما تقع على سفوحه الغربية بلدات الغاوية ومصفوقة السعوديتين وبلدة المقبص السعودية من الشرق، ويعد جبلا الدخان والدود من جبال تهامة، حيث يبدأ من بعدهما باتجاه الشرق ارتفاع الجبال حتى سلسلة جبال الحجاز.
الجبال والقرى اليمنية المحاذية للحدود السعودية في هذه المنطقة، تتبع إداريا محافظة صعدة اليمنية في الشمال الشرقي من المنطقة، وترتبط الملاحيظ مع صعدة بطريق معبد يبلغ طوله مائتي كيلومتر عبر جبل رازح في محافظة صعدة الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من 2400 متر، ويبعد جبل رازح عن صعدة نحو مائة كيلومتر.



الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.