معلومات عن مقتل قائد إيراني في قصف للتحالف الدولي

القتيل يدعى هادي جعفري وينتمي للحرس الثوري

معلومات عن مقتل قائد إيراني في قصف للتحالف الدولي
TT

معلومات عن مقتل قائد إيراني في قصف للتحالف الدولي

معلومات عن مقتل قائد إيراني في قصف للتحالف الدولي

كشف مصدر أمني عراقي قرب مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال العراق، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني في قصف لطائرات التحالف الدولي، مساء الخميس الماضي.
وأضاف المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه أو منصبه، أن القائد الإيراني أسمه هادي جعفر ويبلغ من العمر 45 سنة، موضحا أنه قتل أثناء قصف لطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لموقع عسكري في ضواحي تكريت، الخميس الماضي.
وتابع المصدر الأمني العراقي قائلا إن «جعفري كان مع قوة عسكرية إيرانية مرافقة لقوات من الحشد الشعبي في أطراف مدينة تكريت»، مضيفا أن القصف الجوي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من القتلى والجرحى.
وأشار المصدر إلى مقتل العديد من الإيرانيين خلال معارك صلاح الدين بينهم قادة كبار، مضيفا أنه في الأسبوع الماضي قتل الجنرال صادق ياري (50 سنة)، وهو قائد عسكري إيراني رفيع المستوى مقرب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، في معارك قرب تكريت.
وأكدت حركة تسمي نفسها «النجباء» تنشط ضمن قوات الحشد الشعبي في صلاح الدين تعرض مواقعها لقصف جوي من قبل التحالف الدولي. وقال الأمين العام للحركة، أكرم الكعبي، في بيان إن التحالف الدولي «وعلى رأسهم الشيطان أميركا أظهروا نواياهم السيئة، وكشروا عن أنيابهم، بعد أن عجزوا عن حماية أذنابهم من نيران المقاومة المستعرة، فقاموا بجريمتهم بقصف قواطعنا العسكرية في جامعة تكريت، وكذلك استهداف أهالي تكريت الذين انضموا ضمن صفوف الحشد الشعبي للدفاع عن مدينتهم».
وأضاف أن «تصرفات التحالف الدولي تثبت أنه جاء لإنقاذ ما تبقى من فلول عملائه من الدواعش والبعثيين الذين أطبقنا عليهم الحصار في تكريت، وما زلنا نلاحقهم من منزل إلى منزل ومن شارع إلى شارع».
وهدد الكعبي بأن «المقاومة سترد على هذا الاعتداء في المكان والزمان الذي تحدده».
وكانت قيادة عمليات صلاح الدين أعلنت عن مقتل 3 من أفراد الشرطة وإصابة عدد غير محدد من أفراد الجماعات المسلحة في نيران صديقة من مقاتلات جوية أميركية مساء الخميس الماضي. ونفت جماعة عصائب أهل الحق، التي وردت أنباء عن إصابة مواقع لها في محيط جامعة تكريت، يوم الجمعة مقتل أي من أفرادها جرّاء أي ضربة جوية أميركية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».