أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى أن أسعار النفط خلال الـ40 عاما الماضية، شهدت 12 تقلبا رئيسيا في الأسعار، مبينا أن 50 في المائة من هذه التقلبات تعود إلى أسباب سياسية وعسكرية، يأتي ذلك في وقت اقترحت فيه البلاد إنشاء جمعية خليجية جديدة تُعنى بالإعلام البترولي.
وفي هذا الاتجاه قال الدكتور إبراهيم المهنا مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي: «خلال القرن العشرين توسع استخدام البترول سنة بعد أخرى، وزاد الاهتمام الإعلامي به، كما أن هذا الاهتمام يكبر مع الأزمات مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويكبر أيضا خلال الأزمات التي قد تحدث في مناطق الإنتاج، مما رفع أهمية البترول من قبل المواطنين في الدول الغربية المستهلكة، وفي الدول المنتجة على حد سواء».
وأكد المهنا خلال ورقته التي قدمها في الجلسة الأولى لملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول الخليج، والمنعقد حاليا في الرياض، أن الصحافة البترولية المتخصصة ذات الطابع الدولي بدأت تظهر بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفا: «لعل من أهم هذه الصحف نشرة (بتروليوم انتلجنس ويكلي)، ونشرة (ميدل إيست أكونميك سيرفي)، لافتا النظر إلى أن التحول الكبير الثاني في الإعلام البترولي والعلاقة بين الجانبين حدث في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، بالتزامن مع الأحداث السياسية التي أثرت على تصدير البترول، مما نتج عنه تذبذب الأسعار بشكل حاد، إذ انخفض برميل النفط من 40 دولارا في عام 1980 إلى 10 دولارات في عام 1985». وتابع المهنا خلال ورقته: «كما أن الأهم من ذلك هو ظهور السوق المستقبلية للبترول الخام ومشتقاته، وهو ما يعني تحول جزء كبير من المبيعات والمشتريات البترولية تقدر بنحو 70 في المائة من بيع وشراء براميل بترول حقيقية إلى عقود آجلة على الورق مع دخول عدد كبير في أسواق البترول، ويشمل ذلك البنوك والمستثمرين والمضاربين من شركات وأفراد وشركات غير بترولية مثل شركات الطيران بهدف أخذ الحيطة».
وأبان مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي أن السوق المستقبلية تعني البيع والشراء آجلا عن طريق الشاشة أو الوسطاء داخل سوق المبادلات في نيويورك، ويجري ذلك بالدقيقة والثانية.
وأضاف: «عطفا على ذلك، تزايدت أهمية الإعلام بوسائله المختلفة، وسرعة توصيله للخبر، واختلطت وسائل الإعلام البترولي بعضها ببعض، بحيث أصبحت بعض النشرات البترولية ومراكز الأبحاث تتصرف وكأنها وكالات أنباء تنقل الخبر والمعلومة بسرعة، بما أسهم في هذه التغيرات، وإضافة إلى تطورات السوق شهدت وسائل الاتصالات هي الأخرى تطورا، عبر قيام وكالات الأنباء العالمية بإنشاء أقسام خاصة بالبترول والطاقة، التي أصبح الهدف الرئيسي فيها سرعة نقل الخبر، وليس بالضرورة دقته، مما زاد الاهتمام من قبل العاملين في السوق بالشائعات، ونظريات المؤامرة، مدعية معرفة خبايا السياسة البترولية في بعض البلدان». وتابع الدكتور المهنا: «إن ما زاد الأمر تعقيدا وأعطى الإعلام أهمية أكثر، هي مهمة الترابط العالمي الكبير بين المراكز التجارية والمالية، فالسوق المالية العالمية تبدأ يومها من طوكيو التي تضع الاتجاهات الأولية العالمية بناء على إغلاق سوق نيويورك، وحتى تفتح سوق لندن يبدأ زخم مختلف بناء على المعلومات والأخبار والتحليلات التي استجدت خلال الساعات السابقة، يشارك فيها عدد ضخم من الأفراد والشركات، وخلال هذه الدورة المستمرة، وتقوم وسائل الإعلام بأنواعها كافة، الجيد منها والرديء، بدور رئيس في تعزيز حركة الأسواق أو حتى تغيير اتجاهاتها».
المهنا: أسعار النفط خلال 40 عامًا.. تقلبت 12 مرة لأسباب سياسية وعسكرية
خلال ورقة قدمها المسؤول السعودي في ملتقى الإعلام البترولي الخليجي أمس
المهنا: أسعار النفط خلال 40 عامًا.. تقلبت 12 مرة لأسباب سياسية وعسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة