بكتيريا مبرمجة جينيًا ترصد سرطان الكبد

تشبه تلك المفيدة في لبن الزبادي

بكتيريا مبرمجة جينيًا ترصد سرطان الكبد
TT

بكتيريا مبرمجة جينيًا ترصد سرطان الكبد

بكتيريا مبرمجة جينيًا ترصد سرطان الكبد

في نجاح طبي فريد، تمكن عالم أميركي من برمجة نوع من البكتيريا يشبه تلك الموجودة في لبن الزبادي، لرصد الأورام السرطانية في الكبد، وكشفها. وعرض الباحث تال دانينو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النجاح في مؤتمر «التكنولوجيا والتسلية والتصميم» المنعقد في مدينة فانكوفر الكندية.
وقال الباحث إن طريقة برمجة الرموز الجينية في البكتيريا يمكن توظيفها لرصد الأورام الخبيثة لعدد آخر من السرطانات. وأضاف أن الاختبارات لم تنفذ إلا على الفئران التي تمت تغذيتها ببكتيريا «بروبايوتيك» المبرمجة جينيا. وهي في الأصل كائنات حية مفيدة، تشبه تلك الموجودة في لبن الزبادي. وستنشر النتائج في مجلة «ساينس ترانسلايشنال ميديسن».
وتفرز البكتيريا المبرمجة إنزيمات معينة لدى مقابلتها الورم الخبيث، مما يؤدي إلى تغيير لون البول. وأظهرت النتائج دقة عالية في رصد أورام الكبد الخبيثة. وقال دانينو في حديث نقله الموقع الإنجليزي لهيئة «بي بي سي» الإذاعية البريطانية، إن «هناك حاجة ماسة لرصد سرطان الكبد الذي يصعب الكشف عنه». ويحتل سرطان الكبد المرتبة الثانية في قائمة السرطانات القاتلة في العالم وأدى إلى هلاك 745 ألف مصاب به، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2012.
وقال دانينو في تقريره أمام المؤتمر، إن «أعداد البكتيريا الموجودة في جسم الإنسان تزيد على أعداد النجوم في المجرة». وأضاف أن «من المثير جدا أن بمقدورنا برمجة البكتيريا كما نبرمج الكومبيوتر.. إلا أننا لا نزال في البداية ولا نعرف تأثيرات ونتائج هذه البرمجة».
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت وجود مستوطنات كبيرة من البكتيريا داخل الأورام؛ خصوصا المعوية. ويعتقد بعض العلماء أنها تختبئ هناك للهروب من جهاز المناعة الذي ينبغي أن يتصدى لها. ويعتقد الباحث الأميركي أن المرحلة المقبلة لأبحاثه ستنصب على توظيف البكتيريا المبرمجة لرصد مختلف أنواع السرطان وربما التوصل إلى طرق لعلاجه.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.