تقرير أميركي: مواساة الطبيب للمريض لا تقل أهمية عن الدواء

أسئلة عن السلوك البشري في امتحانات دخول كليات الطب

تقرير أميركي: مواساة الطبيب للمريض لا تقل أهمية عن الدواء
TT

تقرير أميركي: مواساة الطبيب للمريض لا تقل أهمية عن الدواء

تقرير أميركي: مواساة الطبيب للمريض لا تقل أهمية عن الدواء

أصدرت مؤسسة «كيزار» الطبية الأميركية تقريرا، بعد أبحاث كثيرة، يوضح أن كلمات طيبة من الطبيب يمكن أن تكون مكملة للدواء، إن ليس مثله فائدة.
وأشار التقرير إلى تجربة في قسم علاج السرطان في كلية الطب في جامعة دوك (ولاية نورث كارولينا) تسمى «أونكوتوك» (كلام علاج السرطان). تركز التجربة على كلمات مواساة من الطبيب لمرضى السرطان. وفي الكلية قسم لتدريب الأطباء الجدد على ذلك. واحد من هؤلاء كان جيرمي فورس، في أول سنة له بعد تخرجه.
قابلته ساندرا بودمان، صحافية طبية في صحيفة «واشنطن بوست»، وتحدثت معه عن هذا البرنامج الجديد. تحدث لها عن مريضة قضى معها فقط 15 دقيقة في حديث مواساة. كان عمرها في الخمسينات، وتعرف أنها ستموت قريبا. وذلك لأن السرطان انتقل من الثدي إلى العظام، وصار يؤلمها كثيرا. خلال الـ15 دقيقة، كانت تبكي، وقالت: «ليس بسبب موتي، ولكن بسبب تأثير موتي على بنتي. سيدمرها».
وقال لها الطبيب إنه عنده، أيضا، بنتان. وقالتا له إنهما، عندما يكبر في السن أو يمرض، سترعيانه. وفي ود وعطف، نصح الطبيب المريضة ألا تقلق لأن بنتيها لا بد أن يرعيانها عندما يشتد عليها المرض.
وأضاف فورس: «لم أقابل هذه المريضة مرة أخرى. كانت مهمة معينة، كلفت بها، وانتهيت منها لكن، بعد أسبوعين أو ثلاثة، شاهدت في المستشفى امرأة تمشي نحوي، وتقول لي: «أنت أعظم طبيب شاهدته في حياتي». وفي حب جارف، قالت له إن كلماته الطيبة رفعت روحها المعنوية. وعجلت شفاءها.
وحسب التقرير، تريد كليات طب في جامعات أخرى تقليد كلية طب جامعة دوك في برنامج «أونكوتوك» هذا.
وقال التقرير إن البرنامج «جزء من جهد متزايد لتعليم الأطباء مهنة ضرورية، لكنها مهملة: التعاطف السريري». وإنه، عكس التعاطف، والذي يعرف بأنه شعور بالأسف نحو شخص آخر، يعرف التعاطف السريري بأن على الطبيب أن يفعل الآتي: أولا: يخاطب عواطف المريض. ثانيا: يعبر عن فهم وضع المريض. ثالثا: يقدم مساعدة عاطفية (ليس فقط طبية).
في الماضي، كان التعاطف السريري يعرف بأنه «غود مانرز» (حسن التصرف مع المريض). وأنه كان يعتبر أقل أهمية من العلاج الطبي. لكن سلسلة من الدراسات في العقد الماضي، وجدت أنه ليس مجرد «حسن تصرف». لهذا، نحو متزايد، صارت المستشفيات تعتبر التعاطف السريري ضرورية لبناء الثقة، وتأسيس علاقة جيدة بين الطبيب والمريض.
وربطت دراسات التعاطف السريري بينه وبين رضا المرضى، وسرعة علاجه، ونتائج وانخفاض قلق الطبيب على مريضه، وانخفاض القضايا القانونية التي يرفعها مرضى ضد أطباء.
وبداية من العام الأكاديمي المقبل، سيحتوي امتحان دخول كليات الطب على أسئلة عن السلوك البشري، وعلم النفس، والاعتراف بأن الطبيب الجيد «يجب أن يفهم الناس». وكان تقرير أصدرته الجمعية الأميركية لكليات الطب (إيه إيه إم سي) قال إن المستشفيات وكليات الطب وضعت قوانين لمعالجة «فهم الناس». وأن وزارة الصحة صارت تستخدم درجات رضا المريض لعلاجه كواحد من درجات تقديم المساعدات الحكومية للمستشفيات حسب قانون «أوباما كير» (قانون التأمين الصحي لكل المواطنين بأسعار معقولة). وأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمؤسسات الصحية صارت تستخدم رضا المريض في دفع مستحقات الأطباء.
وقالت هيلين ريس، مديرة قسم التعاطف السريري في مستشفى ماساشوستس العام في بوسطن: «صار التعاطف السريري موضوعا هاما. وأنا أشرف على برنامج (إمباثاتيكز) (علم التعاطف السريري) هنا». يتكون البرنامج من سلسلة محاضرات للأطباء، ومتابعات لتنفيذهم لمحتوى المحاضرات.
وقال جيمس تولكسكي، من الذين وضعوا برنامج «أونكوتوك» في جامعة دوك: «صار التركيز على هذا الموضوع لسببين: أولا: زيادة عدد المرضى كبار السن. وثانيا: تخفيض ميزانيات كثير من المستشفيات بسبب الأزمة الاقتصادية».
مع بداية هذا العام، أعلنت مستشفيات، منها مستشفى جامعة كولمبيا (في نيويورك)، بداية تنفيذ برنامج كان يناقش على مستوى الولايات المتحدة، وهو «ناريتيف ميديسن» (الطب القصصي): يستعمل الأطباء قصة حياة المريض كجزء من علاجه.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.