انخفضت قدرات تنظيم داعش على الاستفادة من حقول النفط والغاز السوريين منذ مطلع العام الحالي، على ضوء ضربات التحالف التي استهدفت تمركزاته في الحقول النفطية، وتمكن القوات النظامية من استعادة السيطرة على حقل نفطي شرق حمص، إضافة إلى مخاوف التجار الذين يشترون النفط من التنظيم من استهداف قوافلهم بضربات التحالف الجوية.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، أن قدرة «داعش» على الاستفادة من النفط والغاز السوريين «تضاءلت كثيرًا منذ استهداف طائرات التحالف لتمركزاته قرب حقول النفط والغاز السوريين»، إضافة إلى «استهداف الطائرات الحربية لقوافل النفط التي تنقل من تلك الحقول»، إضافة إلى «بدء انحسار نفوذه في محيط تلك الحقول في شرق حمص، بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على حقل جزل السبت الماضي» الذي ينتج 2500 برميل من النفط يوميًا.
وحقل جزل يعد من الحقول النفطية الصغيرة نسبيًا في بادية حمص، بحسب ما يقول أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن الحقل خرج عن سيطرة النظام قبل عامين تقريبًا، إثر سيطرة قوات الجيش السوري الحر عليه، قبل أن يشهد معارك كر وفر بين النظام والجيش الحر والبدو، ليتمكن «داعش» من السيطرة عليه في مارس (آذار) 2014 بعد اشتباكات مع «الجيش الحر».
وأفادت وسائل إعلام رسمية سورية السبت الماضي، بأن قوات النظام استعادت السيطرة على حقل جزل للنفط، شرق حمص، مشيرة إلى أن أضرارًا كبيرة لحقت بثلاث آبار في حقل جزل، إحداهما تعرضت للتفجير بالكامل، من جانب مقاتلي «داعش». وكان النظام أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سيطرته على البئر 110 النفطية شرق حقل شاعر في بادية تدمر في حمص.
ويزود حقل جزل محطات توليد الكهرباء في المنطقة الوسطى بالغاز. ويقع هذا الحقل ضمن ريف تدمر، وعلى مسافة قريبة من حقل الشاعر الضخم للغاز والنفط، الذي لا يزال يتعرض لهجمات من مقاتلي «داعش». لكن معظم الآبار الأخرى الممتدة من ريف حمص الشرقي إلى ريف دير الزور الغربي، يسيطر عليها «داعش»، وتتعرض بشكل دائم لضربات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، كان آخرها مصافي بدائية لتكرير النفط في ريف تل أبيض في حافظة الرقة، الأسبوع الماضي.
ويؤكد الرقاوي أن ضربات التحالف «استهدفت جميع الحقول الصغيرة ومصافي تكرير النفط، لكن ضرباتها في الحقول الكبيرة، تركزت في مناطق قريبة ومحيطة منها، واستهدفت تمركزات التنظيم، منعًا للتسبب بكارثة في حال ضرب مستودعات الغاز الضخمة التابعة لحقل كونيكو مثلاً».
وأوضح أن «داعش» يسيطر على معمل «كونيكو» للغاز في دير الزور، كما يسيطر على حقل توينان الضخم للغاز في شرق حمص، مشيرًا إلى أن التنظيم «يصدر منه الغاز إلى مناطق سيطرة النظام، لأن المستودعات التي يخزن فيها الغاز لا تتسع للكميات المستخرجة وتهدد بتفجرها»، لافتًا في الوقت نفسه إلى «معلومات عن خبراء حكوميين ينفذون أعمال الصيانة في الحقل».
ودفعت تلك الضربات للحقول النفطية بالتنظيم، إلى نقل النفط من العراق. ويقول ناشطون سوريون إن النفط العراقي الخام، وصل إلى مناطق سيطرة التنظيم في الرقة وريف حلب، وكان يخضع للتكرير، قبل أن تتضاءل الكميات بفعل ضربات المصافي الصغيرة، ما رفع سعر البنزين من 140 ليرة سورية للتر الواحد، إلى 280 ليرة.
وقوّضت ضربات التحالف إلى حد كبير قدرة التنظيم على الاستفادة من النفط والغاز، كما يقول الرقاوي: «ما دفع (داعش) إلى البحث عن بدائل لتعويض خسائره المادية»، بينها «توفير مولدات كهربائية ضخمة في مناطق نفوذه لإنارة المنطقة، والاستفادة من البدل المالي الذي يتقاضاه لقاء إيصال الكهرباء إلى المنازل والمؤسسات، بعد انخفاض مستوى التغذية الكهربائية بشكل كبير».
وتنقسم السيطرة على حقول النفط السورية بين تنظيم داعش والإدارة الذاتية الكردية في الحسكة بشمال شرقي سوريا، بينما تنقسم السيطرة على حقول الغاز بين «داعش» والنظام السوري والإدارة الذاتية في الحسكة. وفيما شلت المعارك والضربات قدرة حقول دير الزور على الإنتاج، بات حقل رميلان في الحسكة، من أكبر الحقول العاملة، ويخضع لإدارة قوات كردية وقوات عشائرية عربية. ويتبع الحقل أكثر من 1300 بئرًا نفطية، إضافة إلى أكثر من 20 بئرا لاستخراج الغاز.
تضاؤل قدرة «داعش» على الاستفادة من النفط والغاز السوريين.. والتنظيم يبحث عن بدائل
ضربات التحالف قوّضت قدرته على الإنتاج ودفعته لنقل النفط من العراق
تضاؤل قدرة «داعش» على الاستفادة من النفط والغاز السوريين.. والتنظيم يبحث عن بدائل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة