استعدادات لـ«معركة الربيع» على الحدود اللبنانية.. والنظام يستبقها باتفاق الزبداني

مصادر لـ {الشرق الأوسط} : ستتخذ الطابع الهجومي في غرب دمشق.. والدفاعي في جرود عرسال

سكان بلدة عربين بريف دمشق الشرقي يتفحصون مبنى دمر على قاطنيه من قبل طيران النظام أمس (رويترز)
سكان بلدة عربين بريف دمشق الشرقي يتفحصون مبنى دمر على قاطنيه من قبل طيران النظام أمس (رويترز)
TT

استعدادات لـ«معركة الربيع» على الحدود اللبنانية.. والنظام يستبقها باتفاق الزبداني

سكان بلدة عربين بريف دمشق الشرقي يتفحصون مبنى دمر على قاطنيه من قبل طيران النظام أمس (رويترز)
سكان بلدة عربين بريف دمشق الشرقي يتفحصون مبنى دمر على قاطنيه من قبل طيران النظام أمس (رويترز)

تتحضر القوات الحكومية السورية وحلفاؤها لشن آخر الهجمات في القلمون الجنوبي، بريف دمشق الغربي، بهدف استعادة السيطرة على بلدة الزبداني، وهي آخر المدن السورية الحدودية مع لبنان التي تتشارك فيها وقوات المعارضة السيطرة، في حين تتحضر منطقة جرود عرسال الحدودية مع سوريا، في القلمون الشمالي، لمعركة «دفاعية» خلال الربيع، بهدف «إبعاد خطر هجمات المسلحين السوريين المنتشرين في الجرود الحدودية داخل الأراضي اللبنانية».
واستبق نظام الرئيس السوري بشار الأسد معركة الزبداني، بالتواصل مع فعاليات مدنية وشخصيات معارضة في المدينة، بهدف التوصل إلى هدنة، تؤسس لاتفاق لاحق يجمّد هجوما محتملا ووشيكا على المدينة وأريافها الحدودية مع لبنان، بهدف استعادة السيطرة الكاملة على بلدات ريف دمشق الغربي.
وكشف مصدر سوري معارض في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن فعاليات من الزبداني تمت دعوتها يوم الجمعة الماضي إلى اجتماع في جامع بلودان الكبير، أدلى فيها الأهالي بشروط وطلبات لقاء الموافقة على هدنة في المدينة المحاصرة، تتلخص في «تفكيك العبوات والألغام داخل البلدة وخارجها بإشراف هيئة مشتركة من الأهالي»، و«عودة أهالي الزبداني إلى منازلهم بأقرب فرصة، والإسراع بتشكيل لجنة متابعة مكلفة من الدولة لدراسة وتقدير الأضرار وصرف التعويضات للمتضررين». كما اشترط الأهالي «عودة كافة مؤسسات الدولة الخدمية والأمنية إلى داخل الزبداني لتسهيل أعمالها وإعادة الإعمار، وتأهيل البنية التحتية والخدمية للمدينة»، إضافة إلى «حل مشكلة المنشقين عن الجيش السوري وأمر المتخلفين، إما بالخدمة داخل المدينة أو تأجيل الخدمة الإلزامية إلى حين انتهاء الأزمة»، فضلا عن «الإسراع بحل مشكلة ملف الأسرى والإفراج عن المعتقلين والمختطفين لدى الطرفين».
وكانت 3 محاولات سابقة للتوصل إلى هدنة بين الطرفين، قد فشلت، كان آخرها في ربيع 2014 إثر استعادة القوات الحكومية السيطرة على مناطق واسعة في القلمون.
وتعد الزبداني آخر المدن في القلمون التي تتشارك فيها المعارضة والنظام السيطرة. وتشير مصادر معارضة بريف دمشق إلى أن أحياء في المدينة «خاضعة بأكملها لسيطرة قوات المعارضة»، بينما تنتشر حواجز أمنية وعسكرية للنظام في أحياء أخرى. أما في أرياف المدينة، فإن قوات المعارضة تنتشر على مساحات شاسعة بدءا من مناطق قريبة من نقطة المصنع الحدودية مع لبنان، إلى الشمال باتجاه حدود بلدة الطفيل اللبنانية.
وتمكنت القوات الحكومية، في السابق، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني، من عزل منطقة ريف الزبداني عن جرود القلمون الشمالي، وبينها مزارع رنكوس وجرود الطفيل، حيث ينتشر مقاتلون معارضون ومتشددون في التلال والجرود، ويمتد نفوذهم إلى جرود أقصى شمال القلمون، وتحديدا في «قارة» المحاذية لريف القصير الجنوبي. واستعاد النظام السيطرة على مدن وبلدات القلمون الربيع الماضي، ما دفع بالمعارضة إلى اللجوء إلى الجرود، والدخول في معارك كر وفر.
وفيما يتحضر طرفا المعارضة من جهة، والنظام وحلفاؤه من جهة أخرى، لمعركة «وشيكة» في الزبداني، «ستتخذ الطابع الهجومي من جهة النظام»، كما تقول مصادر لبنانية مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط»، تقترب معركة الربيع في جرود بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، بعد ذوبان الثلوج التي جمدت القتال نسبيا منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي مقابل تحركات المسلحين في الجرود، وهجماتهم المحدودة، يتردد عن عمليات محدودة أيضا من الجانب السوري النظامي، إذ أفادت قناة «المنار» التابعة لحزب الله ليل السبت - الأحد بسقوط قتلى في صفوف «داعش» إثر غارة جوية سورية على معبر الزمراني بجرود القلمون الحدودية مع لبنان.
وقالت مصادر لبنانية مطلعة على التحضيرات لمعركة جرود عرسال لـ«الشرق الأوسط»، إن طابع المعركة «سيكون دفاعيا ضد هجمات محتملة للمسلحين»، من غير أن تستبعد «الهجمات التكتيكية المحدودة»، وذلك «بهدف رد خطر هجمات المسلحين في الجرود». وأوضحت المصادر أن مسرح العمليات «سيكون داخل الأراضي اللبنانية في المنطقة الحدودية مع سوريا، حيث ينتشر المسلحون»، ذلك أن «وجودهم في المناطق السورية اقتصر على الجرود».
ونفذ الجيش اللبناني في السابق عمليات محدودة ودقيقة، كان آخرها سيطرته على تلال استراتيجية في جرود رأس بعلبك (تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن بلدة رأس بعلبك شرقا نحو المنطقة الحدودية)، الأسبوع الماضي، كما تتكرر محاولاته شبه اليومية لصد تحركات المسلحين ومحاولاتهم التسلل إلى عمق الأراضي اللبنانية.
وتحول محاذير كثيرة دون شن هجمات ضد مواقع المسلحين، أبرزها وجود «مخيمات للاجئين السوريين»، وما يترتب عليها من تبعات إنسانية، في حال تسلل مسلحون إليها، وهو ما أدى في معركة عرسال في أغسطس (آب) الماضي إلى أزمة إنسانية بصفوف اللاجئين الذين يزيد عددهم على 60 ألفا في بلدة عرسال ومحيطها.
وتحاول الحكومة اللبنانية إيجاد حل لمشكلة اللاجئين في عرسال وما يترتب عليها من تبعات أمنية، عبر «البحث في تفكيك مخيمات النازحين ونقلها إلى العمق داخل الأراضي اللبنانية، وتوزيع سكانها على 3 مخيمات تراعي الشروط الأمنية والإنسانية، في حال توفر التمويل اللازم لها»، كما قالت مصادر مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.