3 نساء سوريات تم تكريمهن دوليا في الأيام الأخيرة، يجمع بينهن أنهن شجاعات، واجهن قهر النظام السوري، وقهر «داعش»، وكل التطرف حيالهن فترة الأزمة السورية التي انطلقت قبل 4 سنوات.
مجد شربجي لا تزال في واشنطن حيث تسلمت الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة من الخارجية الأميركية، والتقت في اليوم التالي ضمن 10 نساء من أنحاء العالم بالسيدة الأولى ميشيل أوباما. تقول مجد لـ«الشرق الأوسط»، إنها سلمت السيدة أوباما رسالة قالت لها إنها رسالة من السوريين وتريدها أن تصل للرئيس الأميركي، ومما جاء فيها حديث عن القضية المنسية للمعتقلات والمعتقلين السوريين بمن فيهم الأطفال. ومجد ليست بعيدة عن هؤلاء، فقد اعتقلت بتاريخ 31 يناير (كانون الثاني) 2012 بسبب تنظيمها لاعتصامات من أجل إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين السياسيين، وأفرج عنها بعد 7 أشهر. بينما اعتقل زوجها، عبد الرحمن كمون، في اليوم نفسه أثناء مراجعته لفرع المخابرات الجوية للإفراج عنها، إلا أنه توفي تحت التعذيب.
مجد عزت شربجي من مواليد داريا (غرب دمشق) 1981، وهي عضو الهيئة العامة الاستشارية في جريدة عنب بلدي وواحدة من مؤسسيها، وتكتب تحقيقات دورية فيها، كما شاركت في النشاط المدني للثورة السورية منذ انطلاقتها في مارس (آذار) 2011. ومما شجع القائمون على الجائزة لاختيارها أنها، ورغم إساءة حراس السجن لمعاملتها، لم تتراجع عن متابعة عملها، في تنظيم ورشات حول بناء السلام والمواطنة لزميلاتها في المعتقل، وأقنعت نحو 150 امرأة معتقلة بإضراب للمطالبة باتخاذ إجراءات رسمية وعادلة بحقهن.
وجاء في التقديم للجائزة أنه «أدت هذه النشاطات اللاعنفية إلى الضغط على نظام الأسد للسماح لتلك النساء بالوصول إلى نظام المحاكم في دمشق، ليطلق سراح 83 امرأة من ضمنهن السيدة شربجي».
أسألها إن كانت تشعر بأن المرأة السورية التي واجهت قمع النظام السوري بالطرق السلمية كُرمت من خلالها، فتقول: «بالتأكيد لا. هناك عدم تقدير عام لجهود المرأة.. من النظام ومن المجتمع ومن الجماعات المتطرفة». وتستدرك: «وإن كنت أرى أن المرأة السورية هي التي كرمت نفسها من أول يوم رفعت فيه صوتها بوجه نظام الأسد». وتتابع بتواضع: «من المؤكد أن هناك نساء شجاعات ومناضلات اكتر مني، غير أن صوتهن غير مسموع، وأتمنى أن أكون منبرا لهن».
وتأسست الجائزة عام 2007 من قبل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في اليوم العالمي للمرأة، وتوجّه سنويا للنساء اللاتي قدمن دورا استثنائيا في بلادهن وأبرزن كفاءتهن كقياديات من أجل حقوق المرأة وتقدمها في المجتمعات التي ينتمين إليها. وقد منحت من قبل للناشطة الحقوقية رزان زيتونة عام 2013 والراهبة السورية ماري كلود نداف عام 2010. لنشاطها في تأمين النساء المعنفات.
وعلى مستوى المنظمات الدولية، كرمت منظمة «مراسلون بلا حدود» الصحافية السورية زينة أرحيم ضمن 10 صحافيات بارزات حول العالم، بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 مارس. وزينة مهتمة بتدريب (المواطنين الصحافيين) في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في الشمال السوري، وتواجه مصاعب ومخاطر كثيرة في نشاطها المهني، مما حمل لها هذا التقدير الدولي.
وقالت «مراسلون بلا حدود» في بيانها: «آثرت الصحافية السورية زينة أرحيم على نفسها مساعدة الفاعلين الإعلاميين المعروفين باسم الصحافيين - المواطنين، أي أولئك الذين أصبحوا يشكلون تقريبا المصدر الوحيد للمعلومات في البلاد. وإدراكا منها لصعوبة عملهم، عندما يعرضون حياتهم تُنشر للخطر في سبيل نقل الأخبار، أصبحت تتولى مهمة تدريبهم منذ عام 2013. وباتت صورهم ومقالاتهم تُحمل على محمل الجد».
وزينة تخرجت في جامعة دمشق عام 2007، وواصلت دراستها في العاصمة البريطانية لندن، وحصلت على شهادة الماجستير في الصحافة الدولية. وعادت لاحقا إلى سوريا لتعمل على تدريب المواطنين الصحافيين في حلب وإدلب والرقة ودير الزور.
أما سعاد نوفل معلمة المدرسة التي وقفت في وجه طغيان النظام أولا بمدينتها الرقة ربيع عام 2011، ثم في وجه تنظيم داعش عندما استولى على المدينة، فقد عرفت بلافتاتها السلمية المناهضة للطغيان وللتجاوزات عموما، والتي كانت تخطها على كرتونات بدائية بخط قلمها، لحين اضطرارها للخروج بعيدا عن الرقة، بعد أن باتت حياتها وحياة القريبين منها في خطر، حتى وصلت إلى هولندا التي قدمت لها الحماية من خلال حق اللجوء.
وبسبب نشاطها المدني السلمي، تلقت سعاد نوفل جائزة منظمة «هومو هوميني» (محرومون) التشيكية غير الحكومية، لشجاعتها في الوقوف إلى جانب تطبيق النموذج الديمقراطي في بلادها وتصديها للتجاوزات في مجال حقوق الإنسان من قبل أكثر من طرف. وقد سلمت لها الجائزة ضمن برنامج «مهرجان عالم واحد» المختص بأفلام حقوق الإنسان.
وتعتقد سعاد أن الجوائز هي «بمثابة منابر لإيصال صوتنا للعالم الذي وقف مع القاتل وأظهره على أنه بطل، وهو في الحقيقة مجرم وسفاح». وكان لكلمتها التي قرأتها بمناسبة التكريم، تأثير كبير على الجمهور، ونقلت المناسبة في الصحافة وقنوات التلفزيون التشيكية، وحُكي عن كيف أن امرأة سورية تعري نظام الإجرام أمام العالم من دون خوف. وسئلت في الحوارات التي تمت معها على مدى 3 أيام عن حقيقة أن النظام يحارب الإرهاب، لكنها كانت تصر في إجاباتها على التنويه بأن النظام هو الذي أوصل سوريا إلى هذا المفرق، بعد أن أمعن بقتل السوريين بجميع الأسلحة، ومنها الكيماوي.
3 سوريات «شجاعات» في واجهة تكريم نساء العالم بيوم المرأة
الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة منحت من قبل لناشطة حقوقية وراهبة سوريتين
3 سوريات «شجاعات» في واجهة تكريم نساء العالم بيوم المرأة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة