السينما المستقلة حققت فوزًا كبيرًا

«بيردمان» الأول بـ4 جوائز نوعية و«قنّاص إيستوود» فاز بلفتة واحدة

السينما المستقلة حققت فوزًا كبيرًا
TT

السينما المستقلة حققت فوزًا كبيرًا

السينما المستقلة حققت فوزًا كبيرًا

حتى الخطب كانت متوقعة!
على الرغم من أن معظم جوائز الأوسكار التي منحت يوم الأحد (أول من أمس) كانت متوقعة، إلا أنه يمكن استخراج الكثير مما هو متوقع. على مدى الأسابيع الطويلة، أفرغت وسائل الإعلام الإلكترونية أو المطبوعة أو المتلفزة كذلك، الغربية وسواها، حفل الأوسكار من كل مفاجأة ممكنة. الكتابات تنوعت والأخبار تطايرت والتعليقات تكاثرت وتعددت والموضوع بقي واحدا: من سيفوز بين كل اللاعبين على منصة الأوسكار هذا العام؟
تبعا لذلك، لم تخترق الحفلة الكبرى أي جدار صوت، ولا استطاعت تحاشي أي رادار. أعضاء الأكاديمية صوتوا، في نهاية الأمر، كما توقع لهم الإعلام أن يصوتوا، ومنحوا جوائزهم كما لو أن كتاب الإنترنت هم الذين صوتوا أو وقفوا وراء تصويتهم.
ليس أن من فاز لم يستحق، لكن وصول الحفل إلى ختامه بالإعلان عن جائزة أفضل فيلم، استنزف 3 ساعات ونصف من التقديم والتعليقات وبعض مظاهر الاحتفال الأخرى. صحيح أن تصميم الحفل وتقديمه، من قِبل نيل باتريك هاريس، الذي سبق له وأن قدم جوائز توني المسرحية لـ5 سنوات متعاقبة، والذي ظهر بسرواله الداخلي مقلدا مشهدا من فيلم «بيردمان» يظهر فيه إد نورتون بسرواله الداخلي أيضا، مرّا بيسر واستطاع الذين اعتلوا المنصة من إضفاء بعض الترقب، لكنها 3 ساعات ونصف طويلة دفعت أعدادا من مشاهدي محطة ABC للتوقف عن المشاهدة والاكتفاء بزيارة المواقع، بحثا عن الحصيلة الأخيرة.
والحصيلة النهائية رائعة، خصوصا وأن الفيلم الفائز بالأوسكار الأول، «بيردمان» له صفة لم يجر التطرق إليها على نحو كاف: هذا فيلم عن النهاية الحزينة لـ«سوبرهيرو» صنع مستقلا، خارج نطاق الاستوديوهات الكبيرة، لكن هوليوود تبنته سريعا فبات منها. «بيردمان» هو النقيض لكل فيلم عشقته هوليوود في السنوات الأخيرة، حاملا شخصيات الكوميكس الشهيرة مثل «سوبرمان» و«باتمان» و«آيرون مان» و«سبايدر مان». العنوان بحد ذاته يلمع كدلالة على موقف فيلم مخرجه أليخاندرو غونزاليس إيناريتو من تلك الشخصيات البطولية الخارقة، بفضل المؤثرات الحديثة، للطبيعة. بطله هو ذلك الممثل الذي لعب واحدا أو أكثر من هذه الأفلام (وقام به مايكل كيتون الذي لعب فعلا بطولة «باتمان» في حلقتيه الأوليين في الثمانينات) والآن أصبح شبحا يعيش تحت ظلال الماضي ولو كان يسعى للخروج من تحت تلك المظلة باحثا عن خلود فني.
المخرج دان غيلروي، الذي كتب وأخرج «نايتكرولر»، أحد الأفلام التي تم ترشيحها لأوسكار أفضل سيناريو كتب خصيصا للشاشة، كان على حق عندما أشار إلى أن «الجمهور السائد هو الذي يستحق أن التقدير لأنه قاوم تسونامي أفلام السوبرهيرو التي عصفت بالصناعة». طبعا هو ذاته الجمهور الذي أقبل على تلك الأفلام بأعداد ضخمة ليت «بيردمان» أو أي من الأفلام المستقلة الأخرى التي شاركت في الترشيحات حظي بها. لكن كلمات غيلروي صحيحة، لأن فيلما من هذه النوعية الفنية بمادته الإنسانية الدسمة وإخراجه النيّر استطاع في نهاية الأمر تحقيق نحو 40 مليون دولار من الإيرادات داخل أميركا. ما هو صحيح أيضا أن المؤسسة، وأكاديمية العلوم والفنون السينمائية هي قلب هوليوود، تبنته ومنحته ثقتها.
ليس هذا فقط، بل إن تحبيذ الأفلام المستقلة على أفلام المؤسسات الكبرى بات واضحا منذ البداية بترشيح 7 (من أصل 8 أفلام والاستثناء هو «قنّاص أميركي») لأوسكار أفضل فيلم.
الخاسرون والرابحون
بذلك يكون «بيردمان» أكبر الفائزين على اعتبار أنه ليس صاحب أكبر رقم (بعد ما جاوره في ذلك فيلم «بودابست») بل كونه فاز بأربعة أوسكارات في الحقول الأهم (الفيلم، والإخراج، والتصوير والسيناريو).
لكن لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ أن النجاح لم يغمر الممثل الذي يستحق الأوسكار أفضل من سواه وهو مايكل كيتون، بطل ومجسد ذلك الفيلم. أعضاء الأكاديمية كانوا أكثر استعدادا لقبول ممثل يؤدي دورا بدنيا مصابا بالشلل ومقعدا، وليس سواه. والحقيقة أن أداء إيدي ردماين خارق للعادة. ليس له مثيل منذ أن نال الآيرلندي دانيال - داي لويس الأوسكار عن تمثيله دورا مشابها في «قدمي اليسرى» سنة 1989، لكن كيتون بدوره منح الفيلم الذي قاده كل ما يستطيع من جهد وعمق.
في المقابل، كانت هناك أداءات أخرى خطفت ما استحقته: جوليان مور نالت أوسكار أفضل ممثلة عن «ما زلت أليس» (وهي هنا أيضا دارت في فلك الفائزات عن أدوار رجال ونساء يعانون من أمراض صعبة)، وج. ك. سيمونز تلقف أوسكار أفضل ممثل مساند عن «ويبلاش» وباتريشا أركيت كأفضل ممثلة مساندة عن «بويهود».
وراء الستارة عندما سئلت جوليان مور عن اختيارها تمثيل بطولة «ما زلت أليس» الذي يتعامل ومشكلة مرض فقدان الذاكرة قالت: «أحب أؤمن بالعمل الشاق. وأحب القصص التي تتناول أناسا حقيقيين وعلاقات واقعية لعائلات حقيقية. هذا الفيلم («ما زلت أليس») يحتوي على كل ذلك».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.