وضعت الحكومة الأميركية أمس (الثلاثاء)، سياسة لتصدير الطائرات من دون طيار، العسكرية والتجارية بما في ذلك الطائرات المسلحة؛ وقالت إنها تعتزم العمل مع دول أخرى لصياغة معايير دولية لاستخدام تلك الأسلحة المثيرة للجدل.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ستسمح بتصدير الطائرات الحربية الأميركية من دون طيار الفتاكة، بموجب شروط صارمة بينها أن تجري المبيعات من خلال برامج حكومية، وأن توافق الدول المستقبلة للطائرات على بعض «تطمينات الاستخدام النهائي».
جاء التحول بعد أيام من اقتراح أجهزة تنظيم الطيران الأميركية قواعد يوم الأحد من شأنها رفع القيود على استخدام الطائرات من دون طيار للأغراض التجارية؛ لكنها في الوقت نفسه ستقيد أنشطة مثل عمليات مراقبة خطوط أنابيب النفط.
كما يأتي التغيير أيضا، بعد تحذيرات صارمة من كبار المسؤولين الأميركيين، من التقدم السريع الذي أحرزته الصين وروسيا وخصوم محتملون آخرون في تكنولوجيا الأسلحة بما في ذلك نظم الطائرات من دون طيار.
وللصين برنامج طموح للطائرات من دون طيار وتقول وسائل الإعلام الحكومية الصينية إن بكين باعت طائرات من دون طيار لتسع دول على الأقل.
ولا تزال تفاصيل السياسة سرية، وتأتي بعد مراجعة استغرقت عامين وسط طلب متزايد من حلفاء الولايات المتحدة على النوع الجديد من الأسلحة الذي لعب دورا رئيسيا في التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق واليمن.
من جهّته اعتبر ريمي ناثان نائب رئيس جمعية صناعات الفضاء أن السياسة الجديدة ستساعد على نحو مثالي الصناعة، على تحسين فهمها لعملية المراجعة المعقدة الحالية لصادرات الطائرات من دون طيار. وأضاف أن الجمعية طلبت إفادة خاصة بشأن السياسة الجديدة.
وقد تساعد السياسة الجديدة الشركات الأميركية على تعزيز مبيعاتها من الطائرات العسكرية والتجارية من دون طيار، في سوق عالمية تحتدم فيه المنافسة بشكل متزايد.
وطالما حثت شركة «جنرال أتوميكس» الخاصة، التي تصنع طائرات من دون طيار من طراز بريداتور، وريبر، وشركة نورثروب غرومان كورب، وشركة تيكسترون، وشركات الأسلحة الأخرى، واشنطن على تخفيف القيود الصارمة على الصادرات التي يقولون إنها أدت إلى خسارة أوامر توريد لإسرائيل ولدول أخرى.
وستجعل السياسة الجديدة من السهل على الحلفاء المقربين للولايات المتحدة شراء الطائرات المسلحة من دون طيار مع الحفاظ على ضوابط صارمة على التكنولوجيا الشاملة.
وبريطانيا هي الدولة الوحيدة التي تملك طائرات أميركية مسلحة من دون طيار، في حين تملك فرنسا وإيطاليا طائرات استطلاع من طراز ريبر.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الطلبات السابقة على الطائرات المسلحة من دون طيار من إيطاليا وتركيا، ستخضع للمراجعة بموجب السياسة الجديدة.
وقد تساعد مبيعات طائرات الاستطلاع من دون طيار حلفاء الولايات المتحدة بالشرق الأوسط في قتال تنظيم داعش. ويعكف النواب الأميركيون حاليا على دراسة بيع طائرات من دون طيار من طراز بريداتور للإمارات العربية المتحدة التي لعبت دورا رئيسيا في الضربات الجوية على مواقع «داعش» في الأسابيع الأخيرة.
وقال المسؤول إنه لا توجد قائمة رسمية بالدول التي ستكون مؤهلة للحصول على طائرات مسلحة من دون طيار وإن كافة الطلبات سيتم تقييمها على أساس كل حالة على حدة مع مراعاة حقوق الإنسان وميزان القوى الإقليمية وعوامل أخرى.
وبموجب السياسة الجديدة سيتعين على الدول التي ترغب في شراء طائرات عسكرية مسلحة من دون طيار الموافقة على شروط صارمة تشمل الالتزام بالقانون الدولي وعدم استخدام الطائرات في عمليات استطلاع غير قانونية أو في قمع لشعوبها.
سياسة أميركية جديدة لصادرات الطائرات بلا طيار
بعد تصريحات حذرت من التقدم السريع الذي أحرزته الصين وروسيا

سياسة أميركية جديدة لصادرات الطائرات بلا طيار

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة