اللبنانية رنا الحجة تفوز بجائزة أفضل موظفة فيدرالية في أميركا

تكرم في مدينتها طرابلس وتقول: «المنطقة العربية تحتاج إلى نظام رصد صحي»

رنا الحجة الكبي أفضل موظفة فيدرالية في أميركا عام 2014 أثناء تكريمها في مسقط رأسها بطرابلس اللبنانية
رنا الحجة الكبي أفضل موظفة فيدرالية في أميركا عام 2014 أثناء تكريمها في مسقط رأسها بطرابلس اللبنانية
TT

اللبنانية رنا الحجة تفوز بجائزة أفضل موظفة فيدرالية في أميركا

رنا الحجة الكبي أفضل موظفة فيدرالية في أميركا عام 2014 أثناء تكريمها في مسقط رأسها بطرابلس اللبنانية
رنا الحجة الكبي أفضل موظفة فيدرالية في أميركا عام 2014 أثناء تكريمها في مسقط رأسها بطرابلس اللبنانية

الدكتورة رنا الحجة الكبي، اسم بات معروفا، بعد أن نالت هذه الطبيبة اللبنانية أواخر العام الماضي، جائزة أفضل موظفة فيدرالية في الولايات المتحدة، متوجة على 10 ملايين موظف فيدرالي في أميركا، بفضل عملها في مجال الوقاية من الأوبئة الذي سيحمي ما يقرب من 7 ملايين طفل حول العالم حتى عام 2020. فهي مديرة قسم الأمراض البكتيرية في «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها» واستطاعت أن تقنع خلال 9 سنوات نحو 73 بلدا، من بين الأكثر فقرا بإدراج لقاح «بكتيريا المستدمية النزلية» على الخطة الوطنية للحماية من أمراض مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.
أول من أمس الاثنين، عادت الدكتورة رنا الحجة إلى مسقط رأسها طرابلس، مكرمة في «مركز الصفدي الثقافي» بمبادرة من «تجمع الهيئات النسائية الموحدة في الشمال». لكن أكثر ما كان لافتا في هذا التكريم، هو وجود تلامذة صغار، من «مدرسة البنات الوطنية للروم الأرثوذكس»، تلك المدرسة التي تعلمت فيها رنا الحجة حتى نالت شهادتها الثانوية قبل التحاقها بالجامعة الأميركية في بيروت وحصولها على شهادة الطب منها. التلامذة الذين طالت التقديمات والخطابات قبل أن يروا ابنة مدرستهم التي تسلقت سلم النجاح بجدارة، تهامسوا وهم يرونها في النهاية تصعد إلى الخشبة: «هل هذه هي؟» وكأنهم لا يصدقون أنهم يرونها أمامهم.
لم تنقطع رنا الحجة عن مسقط رأسها ولا عن لبنان، تزور بلدها مرتين في العام، وتحاول أن تمد يد العون لمؤسسات تحتاجها، وقد بدأت بالفعل تعاوناً لا يزال في بداياته مع مركز العزم للأبحاث البيولوجية التابع للجامعة اللبنانية.
26 سنة في أميركا لم تجعلها تبتعد عن متابعة أخبار بلدها. تأسف لأن التعاون الرسمي بين لبنان وأميركا في الوقت الحالي، لا يسمح بتنسيق كبير في مجال الصحة، لكنها تتحدث عن تعاون غير مباشر يتم عبر الهيئات الدولية، خصوصا فيما يتعلق باللاجئين السوريين. وتعول د. الحجة، على تعاون أكبر يمكن أن يتم مع الجامعات اللبنانية، في مجال الأبحاث ومكافحة الأوبئة.
وفي حديث مع «الشرق الأوسط» تمنت أن يخرج لبنان من حيز المبادرات الفردية التي هي مهمة للغاية، إلى الاستفادة من كل الفرص التي يمكن أن تتاح في حال أمكن تحقيق إنجازين. وتضيف د. الحجة: «هناك حاجة ماسة ليس في لبنان فقط بل عربيا، إلى تقييم الصحة العامة في كل بلد، وعمل إحصاءات واضحة من قبل الهيئات الصحية، على مختلف الأمراض، وكذلك تطوير عمل المختبرات العلمية، لرصد الأوضاع الصحية للمواطنين بشكل دقيق، ومعرفة ما هي الأمراض الأكثر انتشارا، ومتابعة خطها البياني للتمكن من مكافحتها».
الـ«داتا» التي تتحدث عنها د. الحجة، تساعد أيضا في معرفة أنواع اللقاحات التي يحتاجها البلد، والأولويات الطبية والعلاجية، شارحة: «إن بعض اللقاحات مثلا يمكن أن تستورد، في بلد مثل لبنان، أحيانا لأن ثمة مستوردين يريدون الإفادة أكثر مما هي حاجة فعلية. ومن هنا يأتي دور وزارة الصحة لتحديد الأولويات.
تلفت أيضا د. الحجة في حديثها إلى الحاجة الماسة جدا في الدول العربية بشكل عام، إلى مكافحة الالتهابات التي بات المرضى في المنطقة يلتقطونها من المستشفيات، بسبب عدم كفاية وسائل التعقيم.
وتشرح أن «المستشفيات الأميركية عانت طويلاً من هذه المشكلة، ووصل الأمر إلى حد تدخل الكونغرس الذي بات يفرض على المستشفيات تقديم تقارير، لمتابعة فيما لو كانت نسبة الخطر قد ارتفعت عن حد معين، بحيث يتم معاقبة المؤسسة الصحية وفرض شروط عليها، وهو ما يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار بمنطقتنا».
تعتبر د. الحجة أن عدم المكافحة الكافية للبكتيريا في المستشفيات، كان أحد الأسباب الرئيسية لتفشي مرض «كورونا» و«إيبولا»، متحدثة عن تعاون كبير مع المملكة العربية السعودية التي رصدت ميزانيات هائلة، لمكافحة الأوبئة، والوصول إلى تعقيم كاف، يقي المرضى من التقاط البكتيريا في المستشفيات.
بعد تخرجها في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، تدربت د. الحجة في مجال الطب الداخلي والأمراض المعدية في جامعة «إيموري» في أتلانتا، التي لا تزال أستاذة زائرة فيها إضافة إلى جامعة «جونز هوبكنز».
خلال أمسية التكريم، التي أقيمت لها في طرابلس، تسلمت دروعا تكريمية عدة من هيئات مدنية، وتحدثت عن تجربتها باختصار شديد، تفاديا للإطالة، وتمنت الالتفات إلى المصلحة العامة، بدل التركيز على المصلحة الخاصة، لأن الخدمة التي تصل إلى الجموع تنعكس على الفرد أيضا. ودعت الشباب إلى الاحتفاظ بالأمل لأن الأبواب مفتوحة أمامهم. كما حكت عن زيارتها لمدرسة الروم في طرابلس التي درست على مقاعدها، ومراجعتها لملفها هناك، بعد مرور كل هذه السنين، حيث عثرت على كلمة كتبتها يوم «عيد العلم» منذ 35 عاما، طالبة فيها نبذ الطائفية، وعلقت بالقول: «إن هذه الكلمة تصلح لأن تقال اليوم، وكأن شيئا لم يتغير». داعية إلى «قلب الصفحة، لتكون بداية جديدة، فيها نبذ لكل ما خلفته الحرب».
د. الحجة المتزوجة من د. عماد الكبي، ولهما ولدان نور (24 عاماً) وسامي (21 عاماً)، تتمنى أن تطوي طرابلس صفحة العنف. وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن تعود طرابلس كما كانت، ثمة تراجع في تعليم البنات، في مناطق فقيرة مثل باب التبانة والقبة، طرابلس كانت رائدة في أمور كثيرة». وتلفت إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم الرسمي، فليست كل العائلات قادرة على إرسال أولادها إلى مدارس خاصة باهظة التكاليف.
وهي تأسف أيضا أن تكون مدينتها أصبحت موسومة بالعنف في نشرات الأخبار، بينما لا يتم تسليط الضوء على وقائع كثيرة في الإعلام، منها نهضة المجتمع المدني وبشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
«طرابلس بالنسبة لي».. تقول د. الحجة: «مدينة استثنائية في لبنان ليس كمثلها مدينة، فهي لها طابعها الخاص، وآثارها الإسلامية وأسواقها وقلعتها. ليس في أي من المدن اللبنانية، تلك الثروة الأثرية التي لطرابلس، وبالتالي فإن النهضة بها يجب أن تقع أولاً على عاتق أبنائها الذين عليهم أن يستشعروا أهمية مدينتهم، وقيمة ثرواتها ويشجعوا المسؤولين على رعايتها والاهتمام بها». مستشهدة بمثل أميركي يقول «العجلة التي لا تحدث أزيزاً لن تجد من يصلحها».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.