رئيس مجلس الأعيان: الأردن لن يدخل حربًا برية

خلال استقباله الرئيس التشيكي زيمان والوفد المرافق

رئيس مجلس الأعيان: الأردن لن يدخل حربًا برية
TT

رئيس مجلس الأعيان: الأردن لن يدخل حربًا برية

رئيس مجلس الأعيان: الأردن لن يدخل حربًا برية

أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني عبد الرؤوف الروابدة أن الأردن لن يدخل حربا برية.
وقال الروابدة، خلال استقباله أمس في مجلس الأعيان الرئيس التشيكي ميلوس زيمان والوفد المرافق، الذي يزور المملكة حاليا، إن «الأردن مستمر في التصدي للإرهاب الذي يسيء للإسلام، ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي»، لافتا إلى أن الأردن لن يدخل حربا برية. وعقد الجانبان الأردني والتشيكي جلسة مباحثات، ركزت على آليات تطوير التعاون الثنائي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وفرص توسيع قاعدة التعاون بينهما في مختلف المجالات وبخاصة في المجال البرلماني.
وأعرب الروابدة عن ارتياحه للمستوى المتطور الذي تشهده العلاقات الأردنية التشيكية، مشيدا بدور التشيك ضمن الاتحاد الأوروبي ومساعيها لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى الخطوات الثابتة للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني نحو التحول الديمقراطي الذي يلبي تطلعات المواطن الأردني ويعزز المشاركة الشعبية في صنع القرار، موضحا مسيرة الأردن الديمقراطية ومهام مجلس الأعيان وتركيبته، وعلاقته التكاملية مع مجلس النواب في المجال التشريعي.
وأعرب الرئيس التشيكي عن اهتمام بلاده باتخاذ خطوات عملية لتطوير التعاون المستدام مع الأردن والدخول في شراكة حقيقية تحقق تعاونا أوسع بين البلدين الصديقين. وأبدى تضامن بلاده مع الأردن في مواجهة الإرهاب، وحرصها على التعاون والتنسيق ضمن الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب، منوها بدور المملكة بقيادة الملك عبد الله الثاني في دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما تم خلال اللقاء استعراض تطورات عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى حل الدولتين، والتعاون بين مكونات المجتمع الدولي لمواجهة آفة الإرهاب والتطرف التي تعصف بالمنطقة.
وكان الرئيس التشيكي أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة لا سيما محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية. كما أكد النسور أن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني يسعى ليكون نموذجا للدول الصغيرة التي لديها طموحات كبيرة من خلال التركيز على الإصلاح والتنمية والتحديث في المجالات كافة. ولفت النسور إلى أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة سواء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الأزمة السورية والخطر الذي تشكله «عصابة داعش الإرهابية». وأكد أهمية دعم الجهود الرامية لمواجهة التطرف والحركات الإرهابية وشرورها، منوها بمشاركة جمهورية التشيك في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
من جهته، أكد الرئيس التشيكي حرص بلاده على زيادة تعاونها مع الأردن، وقال «نحن نهنئ الأردن بأنه من الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط التي تنعم بالأمن والاستقرار». ولفت إلى أن هناك مجالات واسعة للتعاون بين البلدين وتعزيز علاقاتهما الاقتصادية والتجارية وفي المجالات كافة، مشيرا إلى أن الأردن يمكن أن يشكل بوابة للتشيك على دول وأسواق المنطقة مثلما يمكن أن تشكل التشيك بوابة للأردن على دول أوروبا. كما أكد في هذا الصدد أهمية التعاون تحت مظلة الأمم المتحدة والدول الفاعلة لتعزيز الحرب على الإرهاب في كل الدول التي تعاني من الإرهاب وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط. وقال «نحن نعبر عن تضامننا الصادق مع الأردن في مواجهة خطر عصابة داعش الإرهابية». وتناول الحديث أيضا سبل زيادة التعاون في المجال الأمني من خلال التدريب وتبادل المعلومات بشأن محاربة الإرهاب والهجرات غير المشروعة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».