تبادل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيرة الروسي فلاديمير بوتين، الهدايا التذكارية بالأمس، حيث قام السيسي بإهداء بوتين درعا يحمل صورة الأخير، في حين رد الرئيس الروسي بهدية تمثلت في سلاح كلاشنيكوف طراز «ak - 47» وهو سلاح روسي تم تصميمه عام 1941.
واعتاد الملوك والرؤساء منذ القدم على تبادل الهدايا مع نظرائهم، حيث يعد ذلك من الأعراف الدبلوماسية المعمول بها دوليا لتعزيز العلاقات بين الدول، وتنوعت هذه الهدايا بين هدايا أصلية وقيّمة، وهدايا رمزية، وهدايا غريبة من نوعها.
ومن أغرب التي يقوم الرؤساء والملوك بإهدائها لبعضهم بعضا، هي الحيوانات، وكانت أشهر هذه الحيوانات هي تلك الزرافة التي أهداها والى مصر محمد علي باشا إلى ملك فرنسا شارل العاشر، وكانت أول زرافة تدخل إلى دول أوروبا منذ ما يزيد على قرنين من الزمان، وقام الملك بوضعها في حديقة الحيوان الملكية الفرنسية آنذاك.
بالإضافة إلى ذلك، فقد قام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في ديسمبر (كانون الأول) 2012، بإهداء الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، جوادين بربريين أصيلين. كما كان لفلاديمير بوتين النصيب الأكبر من هذا النوع من الهدايا، حيث تلقى 3 أحصنة عربية من الأردن و2 من باكستان وحصانا من قيرغيزيا من رئيس كازاخستان، نور سلطان نازارباييف، خلال لقائهما في 2002، كما قدم له رئيس وزراء بلغاريا، بويكو بوريسوف، كلب كاراكاتشانسكي، وذلك عقب اللقاء الذي جمعهما 2010.
وقد حرص بعض الرؤساء على تبادل هدايا ذات قيمة عالية، حيث تلقى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مجموعة أحجار صغيرة من سطح القمر، أهداها له الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون بعد عودة مركبة الفضاء «أبوللو 11» من القمر.
أما الرئيس المصري الراحل أنور السادات فكانت الهدية التي أهداها للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من أشهر الهدايا الرئاسية وأكثرها إثارة للجدل على مر التاريخ، حيث أهداه قطعة أثرية فرعونية أصلية عام 1987 بمناسبة توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
أما الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، فكان من أكثر الرؤساء تلقيا للهدايا، وكان من أهم وأقيم الهدايا هي هدية ملك السعودية الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي كانت عبارة عن مجسم من الذهب والفضة للكعبة المشرفة، وتم إيداعه في متحف الرؤساء بقصر عابدين.
وتلقى مبارك أيضا مجموعة من السيارات الفاخرة ماركة «تويوتا كريسيدا» من الرئيس العراقي صدام حسين في عام 1988، كما تلقى طائرة حديثة الصنع من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد قام الشيخ زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بإهداء سوزان مبارك عقدا من الألماس تصل قيمته إلى 3 ملايين دولار عام 1995.
وقد أهدى مبارك كثيرا من الهدايا للرؤساء، وكان أشهرها الساعة التي قدمها للسلطان قابوس، سلطان سلطنة عمان، عام 2009، حيث قدم له ساعة من الذهب ماركة «روليكس» تحمل صورة السلطان قابوس، بالإضافة إلى خنجر ذهبي مرصع بالأحجار الكريمة.
ومن ناحية أخرى، فقد أهدى مبارك الرئيس الأميركي باراك أوباما، أثناء زيارته إلى مصر عام 2010، نسخة صغيرة من الإنجيل، بالإضافة إلى صليب معدني على الغلاف، وكتاب «تراثنا المسيحي الإسلامي المشترك»، كما أنه أهدى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن صندوقا من الفضة الخالصة مرصع بالأحجار الكريمة.
ومن ناحيته، فقد تلقى الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي مصاحف مغلفة بالفضة، أهديت من عدة دول عربية، وبعضها مطعم بالعاج والأبنوس، إضافة إلى قطع خزفية من إيران، ونموذج لمركب شراعي مهدى من الكويت، وسيف مهدى من قطر، إضافة إلى قطع خزفية مهداة من تركيا، إضافة إلى قطع متنوعة مهداة من ليبيريا والبرازيل والسودان ومشايخ قبائل سيناء.
ولم يعف الرئيس المؤقت عدلي منصور من الهدايا أيضا أثناء توليه لزمام السلطة في مصر، حيث حصل على هديتين من البحرين، ومن الكويت وهي عبارة عن مجسم لسور الكويت القديم.
أما أوباما، فكان من أغرب الهدايا التي أهداها هي الشواية التي منحها لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في عام 2012، وذلك بعد أن قاموا بالشواء أثناء الزيارة، فكان رد كاميرون بهدية غريبة أيضا وهي طاولة تنس بريطانية الصنع.
وتسلم أوباما أيضا هدية رسمية هي تأمين ضد التماسيح قيمته 50 ألف دولار أسترالي من بول هندرسون، رئيس وزراء الإقليم الشمالي لأستراليا، في عام 2011.
ومن جهة أخرى، فقد قدم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي هدايا باهظة الثمن لأسرة أوباما عام 2011، كلفته نحو 24 ألف جنيه إسترليني، حيث قدم لهم حقيبة هيرميس بقيمة 4700 جنيه إسترليني، ومصابيح كريستال بقيمة 3300 جنيه إسترليني.
ومن الهدايا الغريبة التي تلقاها رؤساء العالم أيضا الهدية التي أهداها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه، في يناير (كانون الثاني) 2014، التي كانت عبارة عن 12 دمية خشبية من «ماتريوشكا» الروسية التقليدية، الملونة بالأصفر والبرتقالي والأخضر.
ويبدو أن الهدايا لم تكن دائما محل سعادة وفرح الرؤساء، بل أحيانا كانت محل استيائهم بل وخوفهم وريبتهم، مثلما حدث مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل عندما أرسلت الحكومة الكوبية له سيجارا كوبيا، مما أثار ريبته وقام بإخضاع الهدية للتحليل خوفا من أن تكون مسممة.
واستقبل ساركوزي هدية أثارت استياءه من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في عام 2011، حيث أهداه إردوغان رسالة كتبها السلطان العثماني سليمان ردا على استغاثة الملك فرنسيس الأول عندما وقع أسيرا في يد الإسبان، وقام بالفعل بتحريره، وذلك بعد أن رفض ساركوزي أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة الـ20 وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6 ساعات، مما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
أما من الهدايا الطريفة التي قدمت، فكانت تلك الهدية التي قدمها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال اللقاء الذي جمعهما في باريس يناير 2014، لمناقشة الأزمة السورية، حيث قدم كيري لرافروف حبتي بطاطس.
يذكر أن هناك قوانين في أغلب دول العالم تنظم مسألة تبادل الهدايا وتفرض على المسؤولين بدءا من الرئيس رد هذه الهدايا إلى خزينة الدولة، إذا زاد ثمنها على مبلغ معين والاحتفاظ بها إذا قل ثمنها عن هذا المبلغ، ففي الولايات المتحدة الأميركية، على سبيل المثال، يقدم المسؤول الهدية إلى خزينة الدولة إذا زاد ثمنها على 50 دولارا، كما أنه في فرنسا يقضي القانون بإعلان الرئيس عن الهدايا التي يتلقاها أو يقوم بإهدائها إلى أي رئيس آخر في الجريدة الرسمية لاطلاع الشعب عليها.
أما في مصر، فلا يوجد قانون ينظم هذه المسألة ويحدد نوع الهدايا التي يقدمها المسؤولون لنظرائهم الأجانب والحد الأقصى لثمنها، أو يحدد كيفية تصرف المسؤولين في الهدايا التي يتلقونها من نظرائهم الأجانب.
«كلاشنيكوف» بوتين يفتح صندوق هدايا الرؤساء والملوك
أشهرها زرافة محمد علي وشواية أوباما إلى كاميرون
«كلاشنيكوف» بوتين يفتح صندوق هدايا الرؤساء والملوك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة