وزير الإعلام الأردني لـ«الشرق الأوسط»: خياراتنا العسكرية والأمنية مفتوحة

سلاح الجو يشن غارات جديدة ضد مواقع «داعش»

وزير الإعلام الأردني لـ«الشرق الأوسط»: خياراتنا العسكرية والأمنية مفتوحة
TT

وزير الإعلام الأردني لـ«الشرق الأوسط»: خياراتنا العسكرية والأمنية مفتوحة

وزير الإعلام الأردني لـ«الشرق الأوسط»: خياراتنا العسكرية والأمنية مفتوحة

أكد وزير الإعلام الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني أن خيارات الأردن في حربه ضد «داعش» العسكرية والأمنية مفتوحة يتم تطويرها من خلال الأجهزة المختصة. وقال المومني لـ«الشرق الأوسط»: بخصوص تزويد الأردن بأسلحة «إن نقاشاتنا مع أصدقائنا وأشقائنا مستمرة بخصوص تبادل المعدات والخبرات العسكرية بهدف استدامة القدرات العسكرية والأمنية الأردنية». وجدد الوزير الموقف الأردني بعد إقدام «داعش» على اغتيال الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة حرقا، قائلا: «سوف نكثف جهودنا العسكرية من خلال الطلعات الجوية لطائرات سلاح الجو الأردني لضرب تنظيم داعش الإرهابي حتى يدفعوا ثمن فعلتهم الشنيعة بحق الشهيد البطل الطيار الكساسبة». وكان الأردن عقب إعلان تنظيم داعش جريمته حرق الطيار الأسير الكساسبة قرر توسيع مشاركته في التحالف الدولي ضد «داعش» وبدأت طائرات سلاح الجو الأردني بمهاجمة مواقع لـ«داعش» بطريقة كبيرة.
وأعلن يوم الخميس الماضي عن قيام 30 طائرة مقاتلة أردنية عن ضرب مواقع لـ«داعش»، كما نفذت أسراب من مقاتلات سلاح الجو الملكي الأردني الجمعة عدة ضربات جوية لأهداف منتخبة للتنظيم الإرهابي، وقد تم تدمير الأهداف جميعها وعادت الطائرات إلى قواعدها سالمة.
ويتوقع خبراء أن يوسع سلاح الجو الأردني من طلعاته الجوية ضد تنظيم داعش خلال الأيام المقبلة وهو ما يؤكده وزراء في الحكومة الأردنية لدرجة أن وزير الداخلية الأردني حسين المجالي قال: «فتحنا عليهم أبواب جهنم».
وقال بأن الضربات التي بدأها طيران بلاده أول من أمس مستهدفا معاقل تنظيم داعش الإرهابي داخل سوريا هي مجرد بداية الرد الانتقامي على التي قتلت بكل خسة معاذ الكساسبة، موجها رسالة شديدة اللهجة: «لم تروا أفضل ما لدينا بعد». وقال المجالي: «مثلما قاموا بسكب البنزين وإشعال النار بمقاتلنا الشجاع، فقد فتحنا أبواب جهنم عليهم، وستكون هناك عمليات مشتركة وأمنية ولن نتوقف حتى ننهي وجود تلك القوى الظلامية نهائيا». وصرح مصدر عسكري في القوات المسلحة الأردنية بأن مقاتلات من سلاح الجو الملكي الأردني قصفت أمس السبت مواقع لتنظيم داعش الإرهابي. وقال المصدر في بيان صحافي إن الطائرات عادت إلى مواقعها سالمة.
وأوضح البيان أنه وفاء بالعهد الذي قطعته القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي على نفسها وباسم جميع الأردنيين بالرد على الفعل المشين الذي نفذته عصابة «داعش» الإرهابية فقد أقلعت الساعة العاشرة صباح اليوم عدة أسراب من مقاتلات سلاح الجو الملكي الأردني، وهاجمت مواقع ومراكز التنظيم الإرهابي وأحالتها إلى دمار وعادت الطائرات إلى قواعدها سالمة. وقال البيان إن القوات المسلحة الأردنية لتنذر كل من يفكر تفكيرا بالمساس بأمننا الوطني أو الاعتداء على شبر من أرضنا بأنه لن يلقى سوى الموت والهلاك. وأشار البيان إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة ستقوم بعرض تفاصيل العمليات التي تم تنفيذها خلال الأيام الثلاثة الماضية في إيجاز عسكري سيعقد يوم غد الأحد الساعة الثانية بعد الظهر في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة.
وكانت الطائرات الأردنية قصفت خلال الأيام الثلاثة الماضية مواقع لتنظيم داعش في كل سوريا والعراق استهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن أسلحة وتدريب.
على صعيد متصل أكدت السفارة الأميركية لدى الأردن أن واشنطن تدرك «الاحتياجات الفورية المتزايدة للأردن، نتيجة لعدم الاستقرار في المنطقة، والجهود التي يقدمها الأردن، وفي طليعتها الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية سيلفيو غونزاليز، في بيان صحافي أمس، إن بلاده مستمرة ببذل كل جهد ممكن «للتعجيل» بالمساعدات الأمنية إلى الأردن، وإن وزارة الخارجية الأميركية تعمل بشكل فوري ومستعجل بالشراكة مع وزارة الدفاع (البنتاغون)، حول «طلبات تقدم بها الأردن تخص القدرات العسكرية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.