أبو قتادة يدعو المقاتلين السوريين للخروج عن قيادة «داعش»

المحكمة استمعت إلى سبعة شهود خبراء متفجرات ومتخصصين بأجهزة الكومبيوتر

أبو قتادة
أبو قتادة
TT

أبو قتادة يدعو المقاتلين السوريين للخروج عن قيادة «داعش»

أبو قتادة
أبو قتادة

دعا القيادي في التيار السلفي الجهادي عمر محمود عثمان «أبو قتادة» أمس المقاتلين السوريين المعارضين للخروج عن قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» والانسحاب منها إذا ما استمرت بجهلها. وقال أبو قتادة، خلال الجلسة الرابعة لمحاكمته في محكمة أمن الدولة الأردنية، بأن ذلك سيؤدي إلى انحرافها وإغراقها. وكان أبو قتادة قد ناشد في الجلسة السابقة «داعش» وجبهة النصرة المتقاتلتين بوقف القتال، وحقن الدماء وإصلاح ذات البين فيما بينهما. وحول تفاصيل جلسة المحاكمة فقد قررت المحكمة التزامها بتطبيق الاتفاقية المبرمة بين الأردن والحكومة البريطانية والتي عاد بموجبها أبو قتادة إلى الأردن، حيث أكد رئيس المحكمة القاضي المدني أحمد القطارنة أن المحكمة ملتزمة بالاتفاقية ولكن عند وزن البينة إضافة إلى أن المحكمة قررت السير بالإجراءات وفق قانون أصول المحاكمات الجزائية الأردني. وكان أبو قتادة دعا هيئة المحكمة إلى تطبيق الاتفاقية المبرمة بين الأردن والحكومة البريطانية، مطالبا رئيس المحكمة بأن يعلن التزامه ببنود الاتفاقية أمام مراسلي وكالات الأنباء، وهدد بمقاطعة جلسات محاكمته.
واستمعت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة مدنيين خلال الجلسة إلى سبعة شهود للنيابة العامة وجميعهم خبراء متفجرات ومتخصصون بأجهزة الكومبيوتر في المختبرات الجنائية وجمع الأدلة الجنائية والقيام بإجراءات التفتيش لمتهمين في قضيتي ما يعرف بالألفية والإصلاح والتحدي. ولاحظ مراقبون حضروا الجلسة من بينهم مراسل «الشرق الأوسط» أن المدعي العام يحاول من خلال استدعاء الشهود إلى إقناع المحكمة أن الإجراءات التي اتخذت بحق عدد من المتهمين في القضيتين كانت حسب الأصول وأن المتهمين، على علاقة بأبو قتادة وكانوا على اتصال به، في ذلك الوقت حيث جرى التركيز من قبل الشهود على الإجراءات التي اتخذت بحق المتهمين خضر أبو هوشر وسائد حجازي وعبد الناصر الخمايسة وغيرهم سعيا لإثبات علاقة أبو قتادة بالمتهمين. ويشير المراقبون إلى محامي الدفاع غازي ذنيبات وحسين مبيضين طالبا من المحكمة الالتزام ببنود الاتفاقية الموقعة بين الأردن وبريطانيا والتي تنص على إلغاء جميع الإجراءات وعدم الأخذ باعترافات المتهمين تحت التعذيب وشهادة الشهود. ويؤكد المراقبون أن المحكمة لم تحسم أمرها خلال الجلسة بالأخذ بطلب محامي الدفاع بل وعدت بتنفيذ الاتفاقية عند وزن البينة وبعد سماع الشهود. ويحاكم أبو قتادة بقضيتين؛ الأولى: الإصلاح والتحدي التي كان قد حكم عليه غيابيا فيها بالأشغال الشاقة المؤبدة، والثانية: تفجيرات الألفية عام 2000. والمحكوم فيها أيضا غيابيا 15 سنة مع الأشغال الشاقة.
وقرّرت هيئة المحكمة، رفع الجلسة إلى 13 فبراير (شباط) المقبل لاستكمال الاستماع إلى بقية الشهود والبالغ عددهم نحو 27 شاهدا. ويعيد الأردن محاكمة أبو قتادة الذي رحلته بريطانيا إلى المملكة الصيف الماضي، بتهمة «التآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية» في قضيتين مرتبطتين بالتحضير لاعتداءات مفترضة في الأردن، وكان حُكما غيابيا عامي 1999 و2000.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.