«الشرق الأوسط» تدخل سباق الأوسكار 3: إيدي ردماين يفوز على مايكل كيتون.. مبدئيًّا

يجعل السباق صوب الأوسكار يتبلور على نحو مثير جدًّا

مايكل كيتون عن دوره في «بيردمان»  -   إيدي ردماين عن فيلم «نظرية كل شيء»
مايكل كيتون عن دوره في «بيردمان» - إيدي ردماين عن فيلم «نظرية كل شيء»
TT

«الشرق الأوسط» تدخل سباق الأوسكار 3: إيدي ردماين يفوز على مايكل كيتون.. مبدئيًّا

مايكل كيتون عن دوره في «بيردمان»  -   إيدي ردماين عن فيلم «نظرية كل شيء»
مايكل كيتون عن دوره في «بيردمان» - إيدي ردماين عن فيلم «نظرية كل شيء»

في يومين متلاحقين أنجز فيلم أليخاندرو غونزاليز إيناريتو «بيردمان» نصرين مهمّـين: يوم السبت الماضي فاز بجائزة أفضل فيلم من جمعية منتجي أميركا Producers Guild of America (أو PGA) ويوم الأحد، بفارق 24 ساعة فقط، فاز ممثلوه بجائزة «جمعية ممثلي الشاشة» أو Screen Actors Guild (المعروفة بـSAG).
هذا الفوز يجعل السباق صوب الأوسكار يتبلور على نحو مثير جدا. فالجمعيّـتان معا تملكان عددا كبيرا من الأصوات داخل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، ما يجعل مسألة فوز الفيلم أو الممثل بواحد من الأوسكارات أمرا شديد الاحتمال. في الحقيقة ليس هناك ريب في هوليوود حول ما إذا كان «بيردمان»، المرشّـح لـ9 أوسكارات في 9 مجالات، سيفوز بأوسكار أو أكثر، بل بعددها.
للإيضاح، فإن عدد الممثلين المنضمين إلى «جمعية ممثلي الشاشة» يصل إلى نحو 120 ألف ممثل (بمن فيهم الكومبارس وممثلو مشاهد الخطر والبديلون (tunes) والممثلون المعروفون بذلك هو أكبر اتحاد ممثلين في العالم. وأكبر تجمّـع داخل أعضاء «أكاديمية العلوم والفنون السينمائية» مانحة الأوسكار إذ تبلغ نسبة الانتساب نحو 18.‬6 في المائة حاليا.
الجائزة التي فاز «بيردمان» بها تحديدا اسمها «جائزة أداء متميّـز لمجموعة ممثلين في فيلم سينمائي» وهذا يخلق مناسبة للحديث عن طبيعة هذه الجائزة. ففيلم غونزاليز ليس من بطولة جماعية، ولا الأدوار متساوية، كما حال فيلم «بويهود» الذي نافسه في هذه الجائزة وفي سواها، بل هو من قيادة مايكل كيتون بينما تتوزّع الأدوار الأخرى مساوية. ليس أن هذا ينتزع حق الجمعية في الاحتفاء بكل ممثليه معا، لكنه يبدو أمرا على قدر من الغرابة.
الأفلام الأخرى التي تم إدراجها تحت هذا السباق هي «ذا غراند بودابست هوتيل» الذي يحفل بعدد كبير آخر من الممثلين بينهم ف. موراي أبراهام وهارفي كايتل وجود لو وبل موراي وإدوارد نورتون ووليم دافو وتوم ولكنسون واندريان برودي وتيلدا سوينتون، لكن بطولته عمليا هي لممثل واحد هو راف فاينز.
سنوات الأمس
أغرب من ذلك حال «لعبة المحاكاة»، ففي صلب هذا الفيلم السيرة الذاتية لعالم الحسابات وحلاّل الشيفرات المستعصية ألان تورينغ كما قام به بندكت كمبرباتش، لكنه اندرج كذلك في مسابقة التمثيل الجماعي مثله في ذلك مثل «نظرية كل شيء» الذي يدور حول عالم الفيزياء والفضائيات ستيفن هوكين كما لعبه إيدي ردماين وحول زوجته جين (فيليسيتي جونز) التي أحبّـته رغم كونه معاقا.
الفيلم الوحيد الذي لا بطولة منفردة أو ثنائية فيه هو «بويهود» كما تقدّم وهذا خرج بجائزة واحد هي جائزة أفضل تمثيل نسائي مساند التي ذهبت إلى باتريشا أركيت.
باقي الجوائز توزّعت على ج. ك. سيمونز (أفضل ممثل مساند عن «السوط») وجوليان مور (أفضل ممثلة في دور رئيس عن «لا زلت أليس») وإيدي ردماين عن «نظرية كل شيء».
جائزة الجمعية التي أقيمت في دورتها الـ21 مهمّـة للأوسكار لأن آراء غالبية الممثلين المنضمين إليها تبقى ذاتها حين التصويت لجوائز الأوسكار كما نلاحظ حتى ولو اكتفينا بالعامين الماضيين من جوائزها.
ففي العام 2013 ذهبت جوائز الجمعية إلى دانيال داي لويس (كأفضل ممثل) عن دوره في «لينكولن» وبعد نحو شهر تسلم الأوسكار عن دوره في الفيلم ذاته.
جنيفر لورنس نالت جائزة الجمعية كأفضل ممثلة في دور رئيس عن «كتاب مطرّز بالفضّة» وكسبت الأوسكار بعد ذلك عن الفيلم ذاته. أما آن هاذاواي ففازت بجائزة الجمعية كأفضل ممثلة مساند عن دورها في «البائسون» ورفعت الأوسكار بيدها عاليا حين فازت بعد ذلك في الحفل الأكاديمي.
في العام الماضي ذهب أوسكار أفضل ممثل إلى ماثيو ماكونوفي عن «دالاس بايرز كلوب» وأوسكار أفضل ممثل مساند إلى يارد ليتو عن الفيلم ذاته، وكانا ربحا جائزتي الجمعية في هذا المجال. في المقابل، حصدت كايت بلانشيت أوسكار أفضل ممثلة عن «بلو جاسمين» وفازت لوبيتا نيونغ بأوسكار أفضل ممثلة مساندة عن «12 سنة عبدا» وكلتاهما خرجتا فائزتين بالجائزتين ذاتيهما من الجمعية أيضا. هذا ما يعني أن الصراع مشتد حاليا بين مايكل كيتون (عن دوره في «بيردمان») والبريطاني إيدي ردماين عن «نظرية كل شيء» أكثر من أي وقت سابق. هذا من دون أن نلغي متنافسين آخرين مثل ستيف كاريل («فوكسكاتشر») وبندكت كمبرباتش («لعبة المحاكاة») وبرادلي كوبر عن «قنّـاص أميركي».
احتمالات متباينة
بين ممثلات الدور الأول، وبينما خرجت جوليان مور بجائزة الجمعية كما ذكرنا، ما زال الاحتمال قائما لأن تفوز الفرنسية ماريون كوتيار بالأوسكار عن «يومان، ليلة واحدة»، ولو أنه احتمال محدود كذلك حال باقي الممثلات المتنافسات ريز ويذرسبون («وحشي») وروزاموند بايك («فتاة مختفية») وفيلسيتي جونز («نظرية كل شيء»).
مراجعة التاريخ يدلف بنا إلى مفارقة مهمّـة: الفيلم الذي يفوز بتفضيل المنتجين، من خلال جائزتهم وبجائزة التمثيل الجماعي في جمعية الممثلين، عادة ما ينتزع أوسكار أفضل فيلم عند آخر خط الجوائز السنوية وأكبرها قيمة. كلما اقترب موعد الأوسكار (في الرابع والعشرين من الشهر المقبل) كلما تغيّـرت المعادلات. مثلا، قبل أسابيع قليلة لم يكن الممثل برادلي كوبر يملك أي حجم كبير من احتمالات النجاح على عكس ما هو الحال اليوم، وذلك بسبب النجاح الكاسح للفيلم الذي قام بإنتاجه وتمثيله.
مايكل كيتون الذي خسر هذه الدورة من جوائز جمعية الممثلين يبقى قوي الحضور بين باقي المصوّتين المنتمين إلى الحقول الفنية الكبيرة الأخرى (المخرجون والمنتجون والكتاب وفنانو المونتاج إلخ…) وكذلك حال كل ممثل آخر خسر المواجهة، ولو أن كيتون يبقى أقواهم شأنا. في الواقع، وبصرف النظر عن القيمة الفنيّـة الخاصّة لكل ممثل (وهو ما سنتطرّق إليه في حلقات مقبلة نخصص كل منها لحقل مختلف)، فإن كيتون وليس ردماين هو الأكثر إثارة لإعجاب الطواقم الفنية المختلفة. وهذا ما سيعزز هجمته على الفوز حينما يتردد صوت المقدّم «جائزة أفضل ممثل في دور رئيس تذهب إلى…».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.