القضاء العسكري اللبناني يدعي على 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»

دفتردار اعترف بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل

القضاء العسكري اللبناني يدعي على 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»
TT

القضاء العسكري اللبناني يدعي على 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»

القضاء العسكري اللبناني يدعي على 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»

ادعى القضاء العسكري اللبناني، أمس، على الموقوف لدى مخابرات الجيش جمال دفتردار و12 آخرين بتهمة انتمائهم لمجموعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في حين تواصل حراك علماء مسلمين للإفراج عن الشيخ عمر الأطرش الموقوف أيضا لدى المخابرات، للاشتباه بدوره في نقل انتحاريين.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ادعى على دفتردار واثني عشر شخصا آخرين في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح، هو «كتائب عبد الله عزام» وكتائب «زياد الجراح» المرتبطتين بتنظيم القاعدة، بقصد القيام بأعمال إرهابية، وتجنيده أشخاصا وتدريبهم ونقلهم إلى خارج لبنان، إضافة إلى تزوير أوراق ثبوتية وهويات وإطلاق صورايخ على إسرائيل وحيازة أسلحة ومتفجرات، استنادا إلى المواد 335 و463 عقوبات والمادتين 5 و6 من قانون 11-1-1958 و72 أسلحة.
وكان الجيش اللبناني قال في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي إن مديرية المخابرات التابعة له اعتقلت جمال دفتردار، وهو لبناني وقيادي بارز في كتائب عبد الله عزام التي تنشط في لبنان، بعد مداهمة مكان وجوده في إحدى قرى البقاع الغربي (شرق لبنان)، بعد أسابيع على اعتقال زعيم الجماعة ماجد الماجد الذي قضى في المستشفى العسكري في بيروت قبل أسبوعين، بسبب مضاعفات صحية.
وكانت الكتائب أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأسفر عن مقتل 23 شخصا بينهم الملحق الثقافي في السفارة.
وذكرت تقارير أن دفتردار اعترف بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، ولكنه نفى أي علاقة له بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت. وقالت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إن دفتردار وشركاءه «متهمون بتدريب أشخاص وتصنيع متفجرات ونقل أشخاص ومدهم بالمال والسلاح وإرسالهم إلى سوريا والعراق وأفغانستان»، مشيرة إلى أن من بين المدعى عليهم توفيق طه وبلال كايد ونعيم إسماعيل وهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وكتائب «عبد الله عزام» وسرايا «زياد الجراح».
في غضون ذلك، تواصل حراك علماء مسلمين من بلدة عرسال (شرق لبنان) للإفراج عن الموقوف الشيخ عمر الأطرش الذي أوقف الأسبوع الماضي بتهمة نقل سيارات مفخخة وانتحاريين إلى لبنان، وللاشتباه بمعرفته معلومات عن تحركات لتنفيذ «أعمال إرهابية»، حيث يتواصل التحقيق معه بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.
وفيما توقعت مصادر قضائية أن يحال الأطرش إلى القضاء العسكري حيث يتخذ القاضي صقر التدبير القضائي اللازم بحقه، استقبل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي أمس وفدا من العلماء والمشايخ يرافقهم محامي الموقوف الأطرش طارق شندب، حيث أثاروا معه تطورات التحقيقات في توقيفه.
وجدد قرطباوي تأكيده أمام الوفد أن التحقيقات مع الأطرش هي التي ستقرر مصيره، والكلمة الأولى والأخيرة في هذا الموضوع تعود إلى القاضي، كما أن الإبقاء على سرية التحقيقات أمر أساسي يفرضه القانون.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.