* عودة ماركة «اكواسكوتم» إلى لندن بعد أن تم بيعها في عام 2012. الأمر الذي أثار جدلا كبيرا حينها نظرا لتاريخها العريق. فقد تأسست على يد الخياط جون إيماري في عام 1851. ما صبغ عليها شخصيتها التي تتميز بالتفصيل الإنجليزي والاعتماد على خامات خاصة. مصمم الدار الحالي، توماس هارفي، عاد إلى هذا الإرث العريق وأعاد صياغته ليكون نقطة الانطلاق لتشكيلته لخريف وشتاء 2015.
وهذا يعني أنه قدم بدلات مفصلة كثيرة، لم يخفف من رسميتها سوى تنسيقها مع بنطلونات عصرية وجاكيتات مبطنة وربطات عنق بخامات خشنة. قدم أيضا سترات «بلايزر» متنوعة نسقها مع قمصان بياقات عالية.
* ماركة «كوتش» Coach الأميركية تشهد نهضة جديدة على يد مصممها ستيوارت فيفيرز، وهي الأخرى حضرت إلى لندن لتقديم أول تشكيلة رجالية لها على الإطلاق في العاصمة البريطانية. السبب الواضح أنه ليس لنيويورك أسبوع موضة رجالي بعد، لكن توافد مصممين من كل أنحاء العالم على الأسبوع اللندني، يشير إلى أن العاصمة البريطانية أصبحت تتمتع بقوة في مجال المنتجات المترفة بكل أشكالها. في مجال الأزياء رسخت مكانتها كعاصمة تجمع الابتكار والإبداع بالحس التجاري الذي يخاطب كل الأسواق العالمية. فإذا كانت ميلانو تتوجه للرجل الذي يحب البدلات العصرية المنطلقة وباريس تميل إلى البدلات المستوحاة من الروك أند روك، فإن لندن تجمع كل هذا وتزيد عليه رشة من الجنون حينا ومن الخياطة الرفيعة المستمدة من تاريخها الطويل، كما رسمه خياطو سافيل رو منذ أكثر من قرن. وهذا ما أكده ستيوارت فيفرز بقوله إن لندن «حاضنة الأسلوب الكلاسيكي، وفي الوقت ذاته تشجع المواهب الصاعدة على إطلاق خيالهم». وأضاف: «رغم أن (كوتش) أميركية حتى النخاع، فإن هذه الازدواجية القائمة على احترام القديم والحديث هي ما تقوم عليه وتدخل في صميم جيناتها هي الأخرى».
جدير بالذكر أن ستيوارت فيفرز، مصمم لا يحب الأضواء، لكنه يحب أن يهتم بكل التفاصيل الدقيقة، ويفهم السوق جيدا، بدليل أنه كان وراء الكثير من النجاحات التي حققتها دار «مالبوري» حين كان مصممها الفني، كما لا يمكن أن ننسى حقائب «النابا» التي قدمها لنا وهو في دار «لويفي» الإسبانية. ويبدو أن التحدي الذي وضعه لنفسه عندما التحق بـ«كوتش» هو أن يغزو خزائن الشباب، مركزا على الملابس الخارجية. في العرض الذي قدمه هذا الأسبوع، غطت قوة المعاطف والجاكيتات على ما اقترحه تحتها من قمصان أو بنطلونات لم يكن يظهر للعين منها إلا القليل حين يتحرك العارض. المغامرة والترف كانا عنوان التشكيلة، وتحت مظلة هذا العنوان، اقترح عناوين جانبية أخرى تمثلت في أزياء وإكسسوارات، مستوحاة من الجنود والعسكر، وأخرى من سائقي الدراجات النارية أو تخاطب محبي المغامرات والسفر وغيرهم.
* أصبحت جائزة «وولمارك»، وقيمتها نحو 80.826 ألف دولار أميركي، من أهم الجوائز التي يتبارى عليها المصممون في لندن. فهي جائزة تحتفل بصوف مورينو، وتشجع على استعماله. الفائز بها يحظى أيضا بفرصة طرح تشكيلته في محلات مهمة، مثل «بيرغدوف غودمان» في الولايات المتحدة، و«هارفي نيكولز» في بريطانيا، و10 كورسو كومو بإيطاليا، و«جويس» بالصين، و«إيكوف» بألمانيا، و«ديفيد جونز» بأستراليا.
هذا العام تنافس عليها أكثر من 60 مصمما من كل أنحاء العالم، بعد أن تمت غربلتهم وصلت الحصيلة إلى 5، كانت ماركة «إمبرور 1688» (Emperor 1688)، واحدة منها. أهمية هذه الماركة أنها تحمل بصمات عربية، كونها انطلقت من دبي على يد 3 إخوة إيرانيين تخصصوا في الأزياء الرجالية ولفتوا الانتباه إليهم خلال فعاليات «فاشن فوروورد» (Fashion Forward)، بتصاميمهم المطبوعة بأناقة يسهل تسويقها للرجل الذي لا يميل إلى الجنون باسم الابتكار والجديد. غني عن القول، إن وصولهم إلى المرحلة الأخيرة كان نقطة تحول بالنسبة للإخوة الـ3، ونجاحا لدبي، التي بدأت ترسخ مكانتها كمؤثر في ساحة الموضة رافضة أن تبقى مجرد مستهلكة لها. وهذا ما يعرفه الإخوة وتقبلوه بصدر رحب يوم الجمعة الماضي، حين ذهبت الجائزة إلى الماركة الأميركية «بابلك سكول».
الجائزة تستمد أهميتها من تاريخها الطويل، فقد أطلقت أول مرة في عام 1953، من قبل منظمة الصوف العالمية لدعم مصممين صاعدين وتشجيعهم على استعمال الصوف. لكنها أيضا ترتبط باسمين كبيرين فازا بها في بدايتهما، ألا وهما الراحل إيف سان لوران والمخضرم كارل لاغرفيلد مصمم دار «شانيل». الأول فاز بجائزة تصميم أجمل فستان، وهو ما فتح له أبواب دار «ديور» وهو في العشرينات من عمره، بينما فاز الثاني بجائزة تصميم أحسن معطف والتحق بدار «بالمان».