قاعتا عرض «ساكلر» و«فرير» تعرضان مجموعات فنية كاملة على الإنترنت

40 ألف عمل فني في صيغة رقمية

عملية تحويل الأعمال الفنية إلى صيغة رقمية استغرقت عدة سنوات و6 آلاف ساعة عمل
عملية تحويل الأعمال الفنية إلى صيغة رقمية استغرقت عدة سنوات و6 آلاف ساعة عمل
TT

قاعتا عرض «ساكلر» و«فرير» تعرضان مجموعات فنية كاملة على الإنترنت

عملية تحويل الأعمال الفنية إلى صيغة رقمية استغرقت عدة سنوات و6 آلاف ساعة عمل
عملية تحويل الأعمال الفنية إلى صيغة رقمية استغرقت عدة سنوات و6 آلاف ساعة عمل

لقد اختاروا لوحة جميلة لتكون هي مسك الختام.
وضع المصور جون تسانتيس على طاولته لوحة «الأميرة الجالسة» الزيتية المرسومة بألوان الماء والذهب والتي تعرض ضمن مجموعة من لوحات إسلامية شهيرة من قاعتي عرض «آرثر ساكلر» و«فرير»، وركز عليها كاميرته الرقمية المتطورة. ومع مرور الجزء من الثانية الذي استغرقته الكاميرا في التقاط الصورة، كان المتحف قد أتم جهوده التي استمرت عدة سنوات لتحويل أعماله الفنية التي يبلغ عددها 40 ألفا إلى صيغة رقمية.
كان هذا العمل الفني الذي يبلغ عمره 400 عام هو آخر الأعمال التي توجد في حوزة متاحف سميثسونيان للفنون الآسيوية ويتم تسجيلها رقميا. وبدأ عرض الصور على شبكة الإنترنت يوم الخميس 1 يناير (كانون الثاني)، مما يجعل يوتيك «سميثسونيان» أول من يحصل على امتياز عرض مجموعته الكاملة على جمهور عالمي.
وتعتبر هذه الخطوة المهمة مصدر ارتياح خصوصا للمدير جوليان رابي، وهو مؤيد قديم للتصوير الرقمي ومدافع عن قوة الإنترنت في تغيير المتاحف.
وأضاف رابي: «يعتبر هذا جزءا من عملية التحول الديمقراطي للفن. لقد بدأ جون ما يمكن اعتباره أول أستوديو تصوير رقمي لـ(سميثسونيان)، ولذلك فمن اللطيف للغاية أن نكون كذلك أول متحف يقوم بتحويل مجموعته الفنية بالكامل إلى صيغة رقمية».
وقال رابي: إن «التكنولوجيا تتخطى حدود ما تعنيه كلمة متحف بالفعل لأنها تسمح بدراسة المجموعة الفنية والاستمتاع بها دون قيود. وسوف تشمل عملية النشر التي ستتم الشهر المقبل صورة واحدة على الأقل من كل عمل فني، وأغلبها صور عالية الدقة، وتتمتع المجموعة الفنية كلها بميزة تتمثل في القدرة على البحث عنها وتنزيلها لأغراض الاستخدام غير التجاري».
وستتم إتاحة تنزيل بعض صور للقطع الفنية الأشهر لتكون خلفيات للكومبيوتر والهواتف الذكية.
ولا يخشى رابي من أن يؤدي نشر المجموعات الفنية على شبكة الإنترنت إلى انخفاض أعداد الزائرين؛ بل إنه قال إنه «يتوقع حدوث عكس ذلك تماما».
وقال: «إننا نبذل جهودا مضنية لزيادة الشغف والتهافت على الفن الآسيوي ودراسته، وأفضل طريقة تساعدنا على ذلك هي إطلاق موادنا التي لا مثيل لها. أعتقد أنها ستزيد من الاهتمام وهو ما سيؤدي إلى زيادة أعداد الزائرين».
من جانبه، قال كورتني أوكالاهان، مدير الوسائط الرقمية والتكنولوجيا، إنه «تم اختيار آخر عمل فني بعناية؛ فهو عبارة عن تصميم مركب تظهر فيه سيدة ترتدي رداء نسائيا ومحاطة بأشكال متشابكة، فهو يوضح قيمة المشروع. ورغم أهميته الجمالية والتاريخية، هذا العمل الفني المنسوب إلى محمد الشريف غير مشهور على الإنترنت.
وقال أوكالاها: «نحو 78 في المائة من المجموعات الفنية لم يتم عرضها من قبل؛ ولكن يمكن الآن للجمهور أن يراها، بل وربما قد يراها بشكل أفضل في بعض الحالات».
ولتوضيح الفكرة، ضغط تسانتيس على لوحة مفاتيح الكومبيوتر فظهر على الشاشة جزء من أحد الأعمال الفنية حجمه نحو 7 في 12 بوصة، وكانت الألوان زاهية، والأشكال واضحة.
وقال أوكالاهان إن «التكنولوجيا تسمح للمتحف بتوحيد الألوان؛ فتم وضع كل صورة بجوار شريط ألوان يوجد به ألوان متدرجة مختلفة ومرقمة وقابلة للقياس. ولا يمنح هذا فرصة للتخمين أثناء عملية الطباعة».
وأضاف قائلا: «إنها عملية فورية ودقيقة وخاضعة لسيطرتنا بشكل كامل».
استغرق الانتهاء من المجموعة الفنية عدة سنوات، و6 آلاف ساعة عمل. عادة ما يلتقط 3 مصورين بالمتحف ما بين 100 و200 عمل فني في الأسبوع. لم يحسب مسؤولو المتحف تكاليف هذه الجهود؛ ولكنهم قالوا إنه جرى دمجها في العمل العادي للمتحف خلال سنوات كثيرة، ومن الصعب للغاية أن يتم تقديرها.
وقال تسانتيس: إن «تحويل بعض الأعمال الأكثر صعوبة بما في ذلك المنسوجات وقطاع الأثاث الكبيرة والتماثيل الثقيلة للغاية إلى صيغة رقمية منذ وقت قريب». وتطلبت هذه الأعمال التي كان يطلق عليها لقب «الأطفال الإشكاليين» عدة أشخاص لعمل اللقطة أو أن يتم تركيب الكاميرا في مكان مرتفع أعلى هذه الأعمال، وهو ما يتسبب في مشكلات تتعلق بالسلامة في حال سقوطها. وقال وهو يبتسم: «كنا نقول دائما إننا سنقوم بذلك في وقت لاحق، وها قد أتى الوقت اللاحق».
ورغم أنه سيتم نشر صورة واحدة على الأقل من كل عمل فني من المجموعة الفنية على شبكة الإنترنت، لم ينته عمل أستوديو التصوير بعد؛ فالمتحف يحصل على أعمال جديدة باستمرار، وسيتم إضافة تلك الأعمال إلى المجموعة المنشورة على شبكة الإنترنت. قال أوكالاهان: «هذه ليست نهاية العمل، ولكنها نهاية الأعمال المتراكمة».
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الموظفين يتعاملون مع التكنولوجيا الجديدة. فهم يحاولون تكوين صور بزاوية 360 درجة من كل عمل فني ثلاثي الأبعاد. وكمثال على ذلك، عرض الموظفون إبريقا كوريا مصنوعا من الخزف. وتم ربط الصور الساكنة معا لإنشاء مقطع مصور بانورامي قصير لهذه القطعة الفنية. وقال أوكالاهان إنه «يمكن بهذه الطريقة أن يتمتع المشاهد عبر شبكة الإنترنت بمشاهدة أفضل للعمل عن مشاهدته خلال زيارة المتحف».
ويتوقع رابي ظهور أبحاث جديدة وحتى أعمال فنية جديدة نتيجة هذه الجهود، وهو ما يتوافق مع المهمة الأساسية للمتحف التي تستهدف الحفاظ على تحفه الفنية وعرضها.
وقال: «سنرى خلال السنوات القليلة المقبلة، كيف يمكننا سبر المزيد من الأغوار».
* خدمة «واشنطن بوست»
* خاص بـ«الشرق الأوسط»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.