أحداث العام 2014: حصاد الجدل السعودي في 2014

الرياضة والمرأة والحجاب أبرز القضايا

جانب من مسيرات تشييع ضحايا مذبحة «الدالوة» .. وفي الصورة مواطنون يحملون صورة شهيد الواجب
جانب من مسيرات تشييع ضحايا مذبحة «الدالوة» .. وفي الصورة مواطنون يحملون صورة شهيد الواجب
TT

أحداث العام 2014: حصاد الجدل السعودي في 2014

جانب من مسيرات تشييع ضحايا مذبحة «الدالوة» .. وفي الصورة مواطنون يحملون صورة شهيد الواجب
جانب من مسيرات تشييع ضحايا مذبحة «الدالوة» .. وفي الصورة مواطنون يحملون صورة شهيد الواجب

في كل عام، يشهد الشارع السعودي جدلا متكررا أقطابه ثابتة، وأبطال المشهد متغيرون اسما لكن صفاتهم واحدة. ثوابت الجدل كل عام تتربع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرأة السعودية وحقوقها على أبرز مواضع الجدل ومواضيعه، ولكرة القدم نصيب الأسد كذلك. تصريحات بعض المسؤولين في غير تخصصهم تحرك الجدل، وفي عام 2014 تكررت أقطاب الجدل لكن الاقتصاد كان حاضرا، وفرض نفسه على مشهد النقاش والحوار لأشهر متواصلة. اكتتاب البنك الأهلي التجاري بدأ بقص الشريط، وتوَّجه انخفاض أسعار النفط، ليدخل هذان العاملان بقوة في صراعات الاستقطاب الجدلي المكرورة كل عام.
الحجاب طغى على مشهد الجدل السعودي مرتين، الأولى بعد مقتل المبتعثة السعودية في يونيو (حزيران) الماضي طعنا في مقاطعة أسيكس البريطانية، وكانت ترتدي الحجاب. والثانية حين ظهر الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي مع زوجته كاشفة وجهها ضيفين على برنامج «بدرية» الذي تقدمه الزميلة بدرية البشر وتبثه قناة «إم بي سي».
كل ما سبق وأكثر مما سيتم استعراضه مع أبرز ما دار حوله، بدأ من سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من دولة قطر في مارس (آذار) الماضي ونهاية وليس انتهاء عند ما نشره داعية سعودي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه استأذن من الرسول الكريم بنشر الرؤيا، كل ذلك يثار عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لكن اشتعال أي جدل عبر الإنترنت ينطفئ بعد 48 ساعة كحد أقصى. فكل مغرد يبحث عن حدث جديد ينشغل به ويجمع به الأتباع والمتابعين، وهو ما يتسبب في حالة استقطاب شديدة مصاحبة لكل حدث، يكون ضحيتها الجمهور.

* «طفلة البئر»
* بداية العام 2014. سقطت طفلة سعودية تدعى لمى الروقي في بئر بالوادي الأسمر في مدينة تبوك شمال السعودية، وظلت لمى لغزا مجهولا لأكثر من 40 يوما في عمليات إنقاذ ساهمت فيها شركتا أرامكو ومعادن إلى جانب الدفاع المدني السعودي، وبعد بحث استمر أكثر من 40 يوما عثر على بعض أشلاء الطفلة البالغة من العمر 6 سنوات، انتهت القصة المحيرة التي ما تزال مجهولة التفاصيل، بدءا من كيفية السقوط وحتى عن عدم قدرة أدوات الحفر والدفاع المدني للوصول إليها بشكل أسرع وأسهل.

* قائمة «الجماعات الإرهابية»
* مع تنامي التحريض على أعمال العنف في المنطقة العربية من قبل جماعات الإسلام السياسي، وتزايد وتيرة أحداث العنف التي يقوم بها مجهولون في مصر، وعدم توقف كثير من «إخوان السعودية» عن المشاركة في التأليب ضد المؤسسات السياسية في مصر، وارتفاع صوت الدعوات لـ«النفير» و«الجهاد» من قبل بعض الغلاة، أطلقت السعودية فرصة للعودة لأبنائها ممن تورطوا بالقتال في مناطق الصراع العربية أو العالمية، أو ممن غرر بهم للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة» وغيرهما، وفي مقابل هذه الدعوة الرحيمة للصفح والتوبة عمن سيعود في مهلة محددة، أصدرت الداخلية السعودية عن 9 جماعات إرهابية وضعتها على قائمة أولوية للجماعات المحظورة وأبرزها حزب الله «السعودي» وتنظيم القاعدة بجميع أفرعه و«داعش» و«النصرة» وجماعة الإخوان المسلمين، ليستسلم المحرضون على شبكات التواصل الاجتماعي لهذا البيان، ويتخلون عن تحديهم بمؤازرة جماعة الإخوان حتى آخر لحظة، فكان بيان واحد من الداخلية السعودية كفيلا بتراجعهم عن تحدياتهم وأحلام الخلافة التي تراود كثيرا منهم.

* «سحب السفراء»
* في مارس من 2014، قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر لحين توقيع والتزام الأخيرة باتفاق الرياض والتوقيع على الاتفاقية الأمنية. علامات استفهام كثيرة صاحبت سحب السفراء، ومع عدم يقين وتأكد كثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، وبدلا من الاعتماد على مصادر موثوقة، أو رصينة.. تحول موضوع سحب السفراء إلى وجبة استقطاب بين تيارات متصارعة، أكثرها وضوحا المتعاطفون مع الإخوان المسلمين، الذين يحاولون الوقوف إلى جانب الدوحة بسبب استضافتها لرموز الإخوان، وموقف قناة «الجزيرة» السابق من تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بعد فوزه بالانتخابات، وميل قناة «الجزيرة» ومتابعيها مع الرئيس الإخواني الأسبق الدكتور محمد مرسي.
خفت الجدل وتلاشى وانتهى حين دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قادة دول مجلس التعاون إلى اجتماع طارئ في الرياض سبق القمة الخليجية في الدوحة والتي عقدت مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول). دعوة العاهل السعودي كانت لحسم الخلاف وجعله من حديث الماضي، ولضمان عقد القمة في الدوحة بكامل التمثيل الدبلوماسي. عاد السفراء بعد المصالحة الخليجية إلى الدوحة، وانتهى بذلك جدل استمر 8 أشهر عن مصير القطيعة،

* «الكورونا وإعفاء الوزير»
* فيروس كورونا داء عالمي، أسقط عددا من مصابيه موتى، لكن 79 متوفى بالفيروس في السعودية وأكثر من 240 مصابا، كانت كفيلة برفع وتيرة المطالبات بمحاسبة وزارة الصحة.

* مقتل المبتعثة ناهد المانع
* في منتصف يونيو لقيت المبتعثة السعودية ناهد المانع (31 عاما) حتفها طعنا على يد مجهول وهي في طريقها للجامعة صباحا. القضية اللغز ما تزال ضد مجهول حتى وقت كتابة هذه المادة. الجدل الذي صاحب مقتل المبتعثة هو أنها ماتت بسبب حجابها، رغم خطورة المنطقة التي تقطنها، وحدوث جرائم طعن مشابهة راح ضحيتها مواطنون بريطانيون. البعض أطلق على الفقيدة «شهيدة الحجاب»، وصرحت الشرطة البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أنها تستبعد وجود دوافع عنصرية وراء الجريمة، ثم صرحت مرة أخرى أنها ستفعل فرضية العنصرية بسبب انتفاء الأدلة والدوافع. مقتل المبتعثة المانع تبعه بأشهر مقتل المبتعث السعودي عبد الله القاضي بعد اختفائه في مدينة لوس أنجليس الأميركية، ليتبين مقتله على يد أميركي – مكسيكي تواصل مع المبتعث لشراء سيارته، لتكون النتيجة الاختطاف والقتل ثم الإلقاء بجثة المبتعث وسرقة سيارته.

* الاعتداء على مقيم بريطاني
* في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) تداول السعوديون مقطعا مرئيا قصيرا يظهر فيه عضو من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يقفز من على ظهر سيارة ليضرب مقيما بريطانيا، كانت دورية الهيئة تتعقبه وتضايقه منذ دخوله لمجمع الدانوب التجاري في العاصمة السعودية الرياض. الحادثة تفاعلت معها الجهات الرسمية والسفارة البريطانية لدى السعودية، وأجرت الرئاسة العامة تحقيقا أظهر تورط أعضائها ليتم على إثره معاقبتهم وإصدار قرار بنقلهم من مقر عملهم. ولم تغب الهيئة عن الجدل المستمر، حيث سجل الشهر الجاري حادثة غريبة وهي إيقاف دورية للهيئة لطالبات مع سيارة لنقلهن في محافظة الطائف، والتحفظ على السائق وترك الطالبات في الشارع العام دون إيصالهن ومصادرة بعض جوالاتهن،

* نظام «ساند»
* بعد نظام «حافز» الذي أقرته السعودية لمساعدة العاطلين عن العمل ماديا حتى عثورهم على وظائف، أقر نظام جديد ضد التعطل عن العمل أطلق عليه «ساند»، ويعنى النظام برعاية أي مواطن سعودي في حال تعطله عن العمل إما لانتقاله لوظيفة أخرى أو لظرف خارج عن إرادته. النظام لاقى معارضة كبيرة، لكن هذه المعارضة لم تدم طويلا إذا أنها تمثل حالة من حالات الجدل المؤقت الذي تنتهي صلاحيته في 48 ساعة كحد أقصى أو 72 في حالات معينة. النظام الذي بدأت بتطبيقه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بدأ من شهر سبتمبر الماضي، عده البعض استمرارا في سياسات الاجتزاز من الدخل الشهري، في الوقت الذي عده البعض الآخر نقلة نوعية في مجال تأمين حياة موظفي القطاع الخاص ومساندتهم.

* التحاق مبتعث بـ«داعش»
* يواجه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والذي انطلق منذ 2005 ويستفيد منه حاليا أكثر من 150 ألف مبتعث سعودي حول العالم، هجوما متواصلا من قبل بعض المتطرفين والحركيين. الهجوم يعده البعض خوفا من العلم وآخرون يرونه خروج فئة الشباب من سيطرة الصحويين وأصحاب التوجه الديني الحركي. لكن الهجوم يتخذ في جميع مناحيه توجها واحدا، البحث عن سلبيات تتعلق بالمرأة أو قضايا فردية تتعلق بالسلوكيات. وفي حال كان السلوك موافقا للفكر المتطرف فإن الصمت يكون سيد الموقف. حدث ذلك حين اختفى مبتعث سعودي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتحق بتنظيم «داعش» الإرهابي. وهو ما وجد تفاعلا كبيرا من قبل المهتمين ببرنامج الابتعاث ومطالبات رافقت الخبر بإعادة تقييم البرنامج وشروط الانضمام والتأكد من سلامة أفكار المبتعثين وخلوها من التطرف.
وعلى سبيل الذكر، فإن ظهور طبيب سعودي في صفوف «داعش» أثار الكثير من اللغط كذلك، ونشر مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي صورا لطبيب غربي يمارس التطبيب في مخيمات اللاجئين. بعض أقارب الطبيب السعودي نفوا أن يكون قد تواجد في مناطق الصراع للقتال بل لخدمة اللاجئين ولأهداف إنسانية، ليكون القول الفصل بعد أن نشر التنظيم المتطرف صورته وهو محاط بمجموعة من الإرهابيين ويحمل سكينا.

* اكتتاب جمع 23 ضعف المبلغ المطلوب
* شهدت عملية الاكتتاب في البنك الأهلي التجاري السعودي حراكا وجدلا استمرا حتى نهاية الاكتتاب. الاكتتاب بين الحلال والحرام، ومحاولات تحريم واستنطاق للفتوى، كانت أبرز معالم الصراع على اكتتاب استطاع جمع مبلغ 311 مليار ريال بضعف 23 مرة للمبلغ المطلوب لتغطية الاكتتاب.
مليون و250 ألف سعودي شاركوا في الاكتتاب الأضخم، وكان ما يشبه التحدي باستخدام الدين سلاحا في الصراع من قبل بعض المتشددين لإبطال العملية وإفشالها، لكن النتيجة كانت العكس، وخصص للفرد المكتتب 2000 سهم كحد أدنى. وطويت صفحة الجدل حول الاكتتاب ليتم الانتقال إلى قضية جدلية أخرى يتصدرها بعض المتنفعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويذهب ضحيتها الجمهور المتعطش.

* مذبحة «الدالوة»
* حاول تنظيم «داعش» الإرهابي صناعة نجاح له بتفريق الصف السعودي إلا أنه فشل، وكان السعوديون على موعد اختبار لنبذ الطائفية بعد أن أقدم 4 أشخاص بإطلاق النار العشوائي على حسينية المصطفى في قرية «الدالوة» التابعة لمحافظة الأحساء. 7 مواطنين سعوديين راحوا ضحية الهجوم الإرهابي وأصيب 13 آخرون، إلا أن قوات الأمن بدأت المسح الأمني فور وقوع الجريمة لتكشف عن خلية على ارتباط بتنظيم «داعش» الإرهابي مكونة من 77 شخصا، غالبيتهم سبقت مناصحتهم.
وأظهرت الحادثة مدى تلاحم السعوديين ونبذهم للطائفية بشكل جماعي، في الوقت الذي حاول بعض نجوم الصراع الحقوقي أو من يسمون «حقوقيي مواقع التواصل» بإطلاق أوصاف على الحالة المصاحبة للحملة الأمنية، وبدلا من محاولة الوقوف والاصطفاف الوطني أخذوا بالتلميح على ما يسمى «الدولة البوليسية». وفي الوقت ذاته، ضرب المواطنون في محافظة الأحساء أروع صور التسامح برفعهم لصور رجال الأمن الذين قضوا نحبهم واستشهدوا أثناء عمليات التمشيط الأمني للقبض على مرتكبي العملية الإرهابية. وأصدرت 30 شخصية من وجهاء الشيعة السعوديين بيانا يؤكدون فيه إدانتهم للعملية الإرهابية وتأكيدهم على تلاحم الصف الوطني.

* قيادة المرأة.. والقبض على ناشطات
* منذ 3 أعوام تقريبا، وناشطات في مجال حقوق المرأة يفعلن حملات إلكترونية وميدانية للمطالبة بحق قيادة المرأة للسيارة، وكل عام تتقدم ناشطات الحملة ويتحملن عواقب القيادة في شوارع السعودية. وتواجه الحملات تأييدا ومعارضة في الوقت ذاته، ونقدا لطريقة تنفيذها. وكان مراقبون طالبوا الناشطات ببدء حملات لسن قوانين في المملكة ضد التحرش قبل البدء بحملات المطالبة بالقيادة. وفي مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) تحفظت الأجهزة الأمنية على ناشطتين إحداهما مذيعة تلفزيونية والأخرى عائدة من الابتعاث وتنشط في مواقع التواصل الاجتماعي. تحفظ الأجهزة الأمنية أتى بعد محاولة إحداهما دخول الحدود السعودية – الإماراتية وهي تقود سيارتها، ورفضت السلطات السعودية السماح لها بمخالفة النظام المعمول به في البلاد. وبعد أقل من 24 ساعة على وقوفها أمام المركز الحدودي الفاصل بين السعودية والإمارات، تحفظت عليها الأجهزة الأمنية بعد قدوم إحدى الإعلاميات السعوديات للمركز الحدودي لمساندتها، ليتم التحفظ على الناشطتين.
الجدل المصاحب للقضية مستمر، ولقيت القضية تعاطف شريحة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي اعتبر آخرون أن الناشطة كانت تتحدى السلطات السعودية وتسخر منها بالتغريدات والصور دون أن تخدم قضيتها الأساسية.

* المنتخب السعودي.. ولوبيز
* المنتخب السعودي كان مثار الجدل أيضا، وتحديدا خسارته لكأس الخليج العربي وأحقية المدرب الإسباني لوبيز كارو تدريب المنتخب من عدمه. النتائج المخيبة للآمال أدت لإنهاء التعاقد مع لوبيز ودفع الشرط الجزائي المتفق عليه معه، وهو ما أشار إليه كثير من الرياضيين أنه سبب الإبقاء على لوبيز كل هذه الفترة وتحمل خسائر المنتخب معه وأدائه الأقل من التوقعات.

* أحمد بن قاسم الغامدي وزوجته.. والحجاب
* وعلى طريقة السبق الصحافي وكسب الرهان، استطاع رئيس هيئة الأمر بالمعروف في منطقة مكة المكرمة سابقا أحمد بن قاسم الغامدي بإثبات كلامه وتحديه عن جواز كشف وجه المرأة بالظهور ضيفا في برنامج «بدرية» والذي تقدمه الكاتبة والأديبة السعودية بدرية البشر، على قناة «إم بي سي»، مصطحبا زوجته كاشفة لوجهها.
الغامدي فجر قضية جدلية شهدت محاولات من بعض المتشددين لاستنطاق فتاوى ضد الغامدي، بعضها تحريضية. وطالب بعضهم بتأديبه وتعذيبه. فيما شهدت ساحات الفتوى الفوضوية التحريض عليه، كما برز على سطح القضية معرفات مستعارة على شبكات التواصل الاجتماعي تبين استعدادها للثأر من الغامدي.
الشيخ أحمد قاسم أوضح أكثر من مرة بعد اللقاء أنه تعرض للتهديد بالقتل، وأنه مؤمن بما قال غير متراجع عنه.

* هبوط النفط.. والميزانية
* بعد تواصل انخفاض أسعار النفط وهبوطه لما دون مستويات الـ60 دولارا، بدأت مجموعة من الكتاب الصحافيين والناشطين «الإنترنتيين» بإشاعة القلق، وتجاوز بعضهم نشر المخاوف إلى مطالبة وزير البترول السعودي علي النعيمي بالخروج وتبرير هبوط أسعار النفط وماذا يعني هذا للاقتصاد السعودي. النعيمي الذي يرفض التصريح لوسائل الإعلام الأجنبية حتى لا تتأثر السوق، أو تربط تصريحاته بقرارات مستقبلية، كان ضحية مطالبات المغردين. فبدلا من توجيه الحديث لوزيري المالية أو الاقتصاد، حاول بعض من يجهلون دور وزير البترول بمطالبته بالخروج وشرح انعكاسات هبوط أسعار النفط على الاقتصاد السعودي.

* من أبطال الجدل العام القادم؟
* التوقعات أن الجدل سيستمر والشخصيات نفسها. بل المواضيع مثار الجدل المتكرر تنحصر في الرياضة والمرأة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وما بين هذا وذاك، تبرز مواضيع وتختفي، وتستمر شبكات التواصل الاجتماعي المحرك للحوار، إشعالا وإطفاء. كنبتة سريعة الاشتعال وسريعة التلاشي والانطفاء والموت، وهذا الوصف لتفاعل السعوديين مع القضايا الجدلية حين يكون محركها الإنترنت شبهه الأكاديمي السعودي الدكتور مرزوق بن تنباك بقوله عن تفاعل السعوديين مع القضايا «نار عرفجة».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».