على الرغم من أن المنافسة على جوائز الغولدن غلوبس عموما ستكون حادة، وخصوصا في سباق التمثيل، فإن أسهم ستيف كاريل تبدو مرتفعة.
السبب هو أن فيلمه الجديد «فوكسكاتشر» (صائد الثعالب) يحتوي على أحد أداءاته الأفضل منذ أن دخل التمثيل قبيل نهاية القرن الماضي وإلى اليوم. فيه يؤدي شخصية القاتل (الفعلي) جون دي بونت ويجد سبيلا لتمثيلها على النحو الداكن الذي تستحقه. إجادته الدور رائعة، لكن اللافت أكثر هو أن هذه الإجادة تأتي من ممثل اعتاد، أكثر، على الأدوار الكوميدية.
النقاد سارعوا للانتباه إلى هذه النقطة: أنطوني لاين في «ذ نيويوركر» اعتبر أن براعة ستيف كاريل تتجاوز الفيلم «على حذره وبراعته». كريس نشواتي في «إنترتاينمت ويكلي» كتب: «الفيلم هو ستيف كاريل». وروجر مور كتب في «تربيون نيوز سرفيس» أن «كاريل هو الصدمة في هذا الفيلم». هذا الدور محتمل يدخله إلى مسابقة الأوسكار التي ستعلن ترشيحاتها في الشهر المقبل.
«الشرق الأوسط» كان لها لقاء مع ستيف كاريل هذا نصه:
* النقاد أشادوا بدورك في «فوكسكاتشر» كثيرا.. ماذا يعني لك ذلك؟
- نشأت كوميديا كما تعلم.. الكوميديا صعبة وكثيرا ما تمر أمام النقاد من دون تقدير تستحقه. لكني كنت محظوظا على ما أعتقد من حيث إنني كنت دوما محاطا بإعجاب النقاد. لذلك كنت قلقا بعض الشيء كلما خطوت خطوة صوب الأدوار غير الكوميدية، وهذا طبعا أحدها. ربما كان قلقي أعلى من المعتاد هنا لأن الدور مختلف عن كل ما قمت بتمثيله للآن.
* هل تجد نفسك تتحول من ممثل كوميدي إلى ممثل درامي على نحو تدريجي؟
- لا أعتقد. أحب أن ألعب أدوارا درامية إذا ما كانت على جودة هذا الدور. إنه يعني لي الكثير. لكني سأمثل كل دور كوميدي أراه صالحا لي.
* هل تحدد السوق ماهية دورك المقبل؟ أقصد هل يتدخل النجاح أو الفشل في اختيارات أفلامك؟
- لا أرى من الحكمة أن تمثل دورا لا يرغبه الناس أو أن تمثل في أفلام لا يريد أحد أن يراها (يضحك) مثل ذلك يكون بمثابة إعدام للطموحات. إذ أقول ذلك عن قناعة، أقول أيضا أن الممثل عليه أن يلتقط الفرص الذهبية حينما تسنح الفرصة. أفلام من خارج المعتاد بالنسبة إليه. ومن الأفضل طبعا أن تكون تحت إدارة مخرج من تلك الفئة الذكية والمتفانية في تفاصيل صنع فيلم جيد مثل بنت ميلر.
* ربما الدافع هو أن الموضوع جاد. تؤدي شخصية رجل يودي بمستقبل رجل آخر إلى التهلكة من دون دافع واضح..
- هو بالتأكيد السبب في أنني أردت تمثيل هذا الفيلم. لم أتردد. وحقيقة أن الموضوع جاد وأن شخصيتي داكنة كانا بمثابة عناصر إغراء. أنا معتاد جدا على تمثيل الأدوار لشخصيات طيبة، وهذه عادة ما تجعل لقاءاتي مع الصحافيين مسلية (يضحك). ممتعة. لكن هذا الفيلم مختلف.
* هناك أفلام درامية وأفلام كوميدية ثم أفلام أنيميشن.. وأنت مثلت عددا منها آخرها «يا لحقارتي» (Despicable Me).. كيف تتواصل مع فكرة فيلم من هذا النوع؟
- لكن الأنيميشن أفلام كوميدية.. أليست كذلك؟.
* في الغالب نعم، لكن هناك أفلام أنيميشن غير كوميدية، معظمها أوروبي.. أعتقد ما قصدته عبر التفريق هو أن الأفلام الكرتونية لها منهج مختلف عن تلك المصورة كوميدية أو درامية..
- صحيح، هي مختلفة في هذا الجانب، لكن أقدامي على التمثيل في فيلم منها هو نفس إقدامي على تمثيل فيلم حي. أتقدم للدور دارسا الشخصية. أريد أن أفهم دوافعها وكيف هي تختلف. في الأفلام الكوميدية والأنيميشن على حد سواء، هذه الدوافع هي التي تجعلها تتميز.. هناك شيء عليه أن يشعل شرارة الاهتمام.. شيء ألتقطه وأقول في نفسي هذا هو منطلقي للشخصية.. سأركز على هذه الناحية.
* واحد من الاختلافات أن الأفلام الكرتونية تمثلها وحدك وراء الميكروفون.. الباقي رسوم سيتم توزيع أصوات الممثلين عليها..
- تماما، أنت وحدك في التمثيل ما يجعلك تشعر بأنك تقدم فن الإيماء.. وأحد الأمور الأكثر جاذبية بالنسبة لي أن الحدود غير موجودة، وأن هناك حرية لكي تمثل الشخصية التي تقوم بتمثيلها صوتيا على أي نحو تريد.
* لديك الكثير من الأفلام حاليا.. كان لديك الكثير من الأفلام في العام الماضي أيضا.. هل يكمن السبب في أنك إنسان نشط؟
- يكمن في أن الأمور عادة ما تفرض مسارها. في أحيان يجلس الممثل بلا عمل لبعض الوقت. ربما لسنتين أو 3.. في وقت آخر تجده يعمل على مدار الساعة. الفرص متوفرة، والكثير منها جيد. لكني أحب البقاء في البيت والجلوس مع عائلتي. قد يبدو لك ولكثيرين إنني كثير العمل، لكن بعض الأفلام ينتهي تصويرها قبل أشهر كثيرة قبل أن ترى النور وحين تفعل يكون فيلمك السابق غادر صالات السينما منذ أسابيع قليلة.
* وكل ذلك بدأ مع مسلسل «المكتب».. طبعا لم يكن أول أعمالك، لكن تأثيره على مهنتك واضح.. أليس كذلك؟
- التأثير كبير جدا.. ضخم.. هذا المسلسل وفيلم «عذري في الأربعين» (The 40Years Old Virgin) حدثا معا في نفس العام (2005) وكان نجاحهما كبيرا. كلاهما قفزة كبيرة في مهنتي.
* ما استنتجه من كل ذلك أنك مرتاح في تمثيل الدراما وتمثيل الكوميديا. انطلقت كوميديا وتفاجئ جمهورك بالجانب الدرامي الذي كان خفيا.
- أستطيع أن أقول نعم أنا مرتاح لتمثيل الدرامي والكوميدي. في الواقع لم أصبح ممثلا وفي نيتي أن أكون ممثلا لنحو معين من الأدوار. للإيضاح، لم أصبح ممثلا لكي أكون ممثلا كوميديا. أردت فقط أن أكون ممثلا. وقد حدث أنني تسلمت عروضا كوميدية فقبلت بها.
* هل كنت تدرك أنك ستنجح؟
- لا أحد يستطيع أن يدرك إذا ما كان سينجح أو سيفشل على نحو مؤكد.
* ذكرت اسم المخرج بنت ميلر.. هل لك أن تتحدث عنه أكثر؟
- أحببت العمل مع بنت.. هو نوع من المخرجين الذين يجب على الممثل أن يعمل معهم إذا ما أراد التطور والتقدم في مجاله.. مخرج رائع وأنا متحمس كثيرا لعملي معه».
* هل الاختلاف الذي تحدثنا عنه بين التمثيل لفيلم درامي والتمثيل لفيلم كوميدي يمتد ليشمل شخصيتك الحقيقية في مكان التصوير؟
- لا أنظر إلى الأمر على هذا النحو. أقصد أنه إذا ما بدأت عملك بالتفكير بأن عليك أن تكون جادا لأن الدور جاد أو مرح لأن الدور كوميدي فإنك لن تصل إلى أي نتيجة.. ما تفعله هو أن تلتزم بالدور الذي قبلته وبشخصيتك ذاتها. حين يبدأ التصوير أنت الشخص الآخر.. حين ينتهي تعود إلى ما أنت عليه.. إلى شخصيتك.
* قد يزيد الأمر في «فوكسكاتشر» أنك تلعب شخصية حقيقية.. هل تؤمن بالبقاء في الشخصية خلال العمل؟
- لا، لا أعتقد أنني أستطيع ذلك.. أقرأ أن بعض الممثلين يفعلون ذلك. ربما هو اختيار صائب يعتمد ذلك على الممثل كشخص وكطريقة تقرب للدور، لكني كما ذكرت أنتهي من العمل وأرجع إلى شخصيتي. لكنك على حق. خلال التمثيل، وبصرف النظر عما إذا كان الدور كوميديا أو دراميا، يجب أن يكون عن قناعة، وأن يقوم به الممثل بجدية.. لا يعني ذلك أن يقطب وجهه، بل عليه أن يمارسه ملتزما تنفيذ كل ما يراه والمخرج صالحا للعمل.
* هل هناك أبطال في حياتك؟
- نعم، والدي في سن الـ89 الآن، وكان في الـ18 من عمره عندما شارك في الحرب العالمية الثانية، وهو أثار دهشتي لأنه لم يخبرني حكايات عن بطولته إلا عندما أصبحت في سن الـ18 بدوري. اكتشفت أنه كان شجاعا وبطلا فعليا حاز على ميدالية فضية وحارب على الجبهة مباشرة.. بدوري أحاول أن أكون بطلا لأولادي.. أن أكون أبا جيدا لهم، وأن أكون زوجا صالحا، هذا ما يهمني الآن.