«الوفيات».. أول موقع عربي مختص بخدمات النعي على الإنترنت

خدمات للمتوفى وأسرته تحت شعار «جنبك وقت الشدة»

يهتم الموقع بنشر إحصاءات عن عدد الوفيات («الشرق الأوسط»)
يهتم الموقع بنشر إحصاءات عن عدد الوفيات («الشرق الأوسط»)
TT

«الوفيات».. أول موقع عربي مختص بخدمات النعي على الإنترنت

يهتم الموقع بنشر إحصاءات عن عدد الوفيات («الشرق الأوسط»)
يهتم الموقع بنشر إحصاءات عن عدد الوفيات («الشرق الأوسط»)

أثناء تصفحي موقع «فيسبوك» في بداية اليوم وجدت إعلانا غريبا يفرض نفسه أمامي: «احصل على النعي اليومي»!!، ويبدو الإعلان لافتا في ظل تزايد أعداد الراحلين عن دنيانا، سواء من المشاهير أو من المعارف، ولمَ لا، فكل تفاصيل حياتنا اليومية أصبحت افتراضية ولا تتم وجها لوجه!
كان هذا الإعلان عن موقع يدعى «الوفيات. كوم» ورغم كآبة الاسم وما يبعثه فإن الطرافة تكمن في التفاصيل «الوفيات.كوم، جنبك وقت الشدة. اشترك الآن لتصلك الجريدة اليومية لموقع الوفيات ونعي الجرائد اليومية على البريد الإلكتروني». وبالفعل وجدت الكثير من الأصدقاء من المعجبين بصفحة الموقع على «فيسبوك»، وبالطبع أغلب التعليقات هي «الله يرحمهم» و«وحدوه».
«قم بواجب العزاء أون لاين» هو الهدف الرئيسي للموقع، وهو ربما يمثل خدمة رائعة لمن يشعرون بثقل تأدية هذا الواجب وتخونهم الكلمات والتعبيرات المناسبة التي تقال في مثل هذه المواقف الاجتماعية الصعبة، فهو «أول موقع مختص بخدمات النعي والعزاء في مصر والوطن العربي لتوفير جميع الخدمات وتسهيل الفترة الصعبة على الأسرة». وتلك الجملة الأخيرة جذبت انتباهي أكثر فضغطت على الرابط الإلكتروني للموقع لأعرف كيف يمكن تسهيل الحزن ربما كالمثل الشعبي المتداول في وطننا العربي «الحزن مثل الصابون يذوب ويهون».
أطلق الموقع أكبر دليل في مصر متخصص في خدمات الوفيات، ويسعى لتوفير خدمات متعددة لأسرة المتوفى مثل: نشر نعي أو خبر وفاة في جريدة «الأهرام» أو نشر نعي في جريدة «المصري اليوم» والدفع أون لاين. كما تتيح خدمات الموقع لأسرة المتوفى نشر النعي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخريطة لمكان العزاء عبر «خرائط غوغل». كما يوفر أرقام أهم قاعات العزاء في مساجد وكنائس القاهرة والجيزة، بالإضافة لكيفية استخراج شهادة الوفاة وتصاريح الدفن، وهو يوفر لأهل «المرحوم» الخطوات التي يتبعونها منذ لحظة الوفاة ومرورا بكيفية استخراج تصاريح الدفن وحتى تلقي واجب العزاء، وكل هذا بالتقنية الحديثة «الإنفوغرافيك».
وفي لفتة إنسانية، أسس الموقع صفحات لشهداء الواجب من رجال الجيش والشرطة المصريين الذين اغتالتهم أيادي الإرهاب في سيناء وغيرها. وينظم خاتمة قرآن للشهداء، حيث يمكنك اختيار الجزء الذي ترغب في قراءته من القرآن الكريم وتسجيله. كما يتيح الموقع لجميع المستخدمين إمكانية إضافة صفحات تكريم لتكريم ذكرى الأقارب والأصدقاء وجميع من وافتهم المنية، ووضع صورهم وسيرتهم الذاتية. ويتيح الموقع خدمة تنظيم خاتمة القرآن على روح المتوفى عن طريق اختيار الخدمة ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي لإشراك الأصدقاء. وهو أمر يلقى ترحيبا واسعا من المستخدمين، فتقول يارا محمد خليل (44 سنة): «وجدت في الموقع فرصة لتخليد ذكرى والدي ومشاركة ذكراه السنوية مع أصدقائي على موقع (فيسبوك)، وقمت بدعوتهم لعمل خاتمة قرآن له والدعاء له، وبدلا من أن تشمل الخاتمة دائرة أصدقائي على (فيسبوك) وجدت مشاركات من خارج دائرة معارفي، شعرت بالسعادة لأن أناسا غرباء شاطروني العزاء والمواساة في ذكرى والدي العزيز وقدموا الدعاء له، وهو ما دعاني أيضا لأن أقوم بالمثل مع مشتركين آخرين لعل الثواب يعم».
كما يقدم موقع «الوفيات» خدمة طلب مصاحف باسم المتوفى، وتصلك لباب المنزل، كما يمكنك دفع صدقة جارية عن طريق الموقع أيضا، عن طريق التبرع لبناء المساجد.
ويقول محمد سعيد، موظف بالبورصة المصرية: «أرى فكرة الموقع رائعة، لأنه يتيح لنا فرصة تأدية الواجب بكل سهولة، وخاصة لمن تمنعهم طبيعة عملهم من القيام بواجبهم في الظروف الطارئة، وقد فقدت أسرتي شخصا عزيزا من معارفها وكنت في أوج فترة العمل لكن استطعت من خلال موقع الوفيات إرسال تلغرافات تعزية وكتابة تعزية إلكترونية بضغط زر واحد على الموقع، وأنا في مكان عملي».
ويشير الموقع إلى أن هدفه هو «إنشاء مساحة على الإنترنت مخصصة لتخليد ذكرى كل متوفى حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لمشاطرة الأحزان وتقديم التعازي بوسيلة سهلة أينما كانوا، والمشاركة بقصص وذكريات تكرم حياة المتوفى كما يجب».
ومن المثير أن الموقع يقدم أيضا إحصاءات بأعداد الوفيات في مصر، وكل محافظة على حدة، ويعقد مقارنات عن طريق خدمة «إنفوغرافيك» بين معدل الوفيات في المناطق الريفية والحضرية، التي بلغت في الريف 54 في المائة وفي الحضر 46 في المائة.
إن تجربة تصفح هذا الموقع تجربة مختلفة عن أي موقع آخر؛ فهي تذكرك بأن الحياة فانية، وتذكرك بقول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم): «أنتم السابقون ونحن إن شاء الله اللاحقون»، حيث لا يهتم الموقع بالوفيات التي تحدث يوميا، بل يحتفي بذكرى فنانين راحلين، ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم، المطربة أسمهان، والمطرب عامر منير، والفنانة سعاد حسني، والفنان رشدي أباظة والفنان أحمد رمزي وغيرهم. كما يقدم خدمة بث أخبار من توفوا من المشاهير عبر صفحته على «فيسبوك»، وكان آخرهم الفنانة صباح والكاتبة رضوى عاشور.
وحول تميز موقع «الوفيات» عن صفحة الوفيات الورقية، تقول نسمة الفار، مسؤولة العلاقات العامة بموقع «الوفيات»: «تتميز خدمات موقع الوفيات بأنها بجانب خدمتي النعي والتشاطر، تقدم أيضا صفحة تكريم المتوفى، التي تمكن أصدقاء وأقارب المتوفى من كتابة سيرته الذاتية، وتتضمن إنجازاته ومواقفه وصفاته، بالإضافة إلى إمكانية نشر صفحة التكريم على مواقع التواصل الاجتماعية، (فيسبوك) و(تويتر) و(لينكد إن) وغيرها، خاصة أن قراء الصحف في انخفاض، وأصبح الكثيرون يفضلون قراءة ومعرفة الأخبار عن طريق المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي».
وتضيف: «كما يقدم الموقع خدمة (التلغراف) للمغتربين خارج البلاد، ويستطيع العميل إرسال تلغراف تعزية من خارج مصر عبر موقع «الوفيات» بمقابل مادي رمزي قيمته دولار واحد».
وقالت الفار إن الموقع يقدم كل تلك الخدمات عبر تطبيقات لأجهزة «آيفون» و«أندرويد»، وهناك مساع للتوسع في الوطن العربي، لإتاحة خدماته في السعودية والإمارات، والكويت، وخاصة أن هناك كثيرا من المغتربين المصريين العاملين في هذه الدول.
إن فقدان شخص عزيز هو من أصعب المواقف التي يمر بها الإنسان وتعد السلوى الوحيدة في تجمع الأهل والأقارب ومؤازرتهم للشخص في مصابه ومساندته، ورواية كل ذكرياتهم ومواقفهم الرائعة التي جمعتهم بـ«المرحوم». وتكون هي فرصة لالتفاف الأهل وترابطهم من جديد، والاستماع لموعظة دينية تجعل الإنسان يتفكر ولو للحظة في أفعاله، لكن أن يكون ذلك «العزاء» عبر الفضاء الافتراضي، ربما يثير هذا تساؤلات كثيرة حول شكل حياتنا الاجتماعية وأشكال التفاعل والتواصل الإنساني في المستقبل القريب.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.