سياسيون وشيوخ من الأنبار يستغربون توقيت الحكم بإعدام نائب سابق

العلواني أدين بالقتل العمد بعد مواجهة بين قوة أمنية وأفراد حمايته في ديسمبر 2013

سياسيون وشيوخ من الأنبار يستغربون توقيت الحكم بإعدام نائب سابق
TT

سياسيون وشيوخ من الأنبار يستغربون توقيت الحكم بإعدام نائب سابق

سياسيون وشيوخ من الأنبار يستغربون توقيت الحكم بإعدام نائب سابق

بينما أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق أمس عن صدور حكم بالإعدام على أحمد العلواني، النائب البرلماني السابق من محافظة الأنبار عن كتلة «متحدون» بزعامة نائب رئيس الجمهورية الحالي أسامة النجيفي، استغرب سياسيون وشيوخ عشائر من محافظة الأنبار توقيت إصدار الحكم.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار البيرقدار إن «محكمة الجنايات أصدرت حكما بالإعدام بحق النائب السابق أحمد العلواني وفق المادة 406 القتل العمد»، مبينا أن «الحكم قابل للتمييز».
ويأتي إصدار الحكم على العلواني بالإعدام في وقت تواصل عشائر الأنبار ومنها العشيرة التي ينتمي إليها العلواني (عشيرة البوعلوان) القيام بدور «بارز في مواجهة تنظيم داعش في منطقة الحوز بالرمادي» طبقا لما أفاد به «الشرق الأوسط» الشيخ ورجل الدين في الأنبار غسان العيثاوي، مؤكدا أن «عشائر الأنبار هي من تتصدى الآن لإرهاب (داعش) مثلما تصدت خلال السنوات الماضية لتنظيم القاعدة، وبالتالي فإن هناك حساسية خاصة من موضوع إصدار حكم إعدام بحق أحد سياسيي الأنبار في هذا الوقت بالذات بصرف النظر عن حيثيات الحكم».
وكانت قوة أمنية قد اعتقلت العلواني في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2013 خلال مداهمة منزله في منطقة البوعلوان وسط الرمادي. ودارت اشتباكات بين القوة الأمنية مع أفراد قوة حماية العلواني، مما أسفر عن مقتل شقيق العلواني وإصابة عدد من أفراد حمايته. ونقلت القوة العلواني إلى مقر اللواء الثامن للجيش العراقي من أجل التحقيق معه ونقل فيما بعد إلى بغداد. وجرت محاولات من قبل قادة الحراك الشعبي في الأنبار لنقل قضيته إلى الرمادي، إلا أن السلطة القضائية رفضت ذلك.
وكانت محكمة التحقيقات المركزية أصدرت، في 17 سبتمبر (أيلول) 2013، مذكرة اعتقال بحق العلواني على إثر شكوى تقدم بها ضده نائب رئيس الوزراء الحالي وعضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري آنذاك، بهاء الأعرجي، بسبب ما اعتبره تصريحات «طائفية» للعلواني ضد الشيعة. وكان العلواني انضم إلى ائتلاف جديد يمثل الحراك الشعبي في المدن الست «المنتفضة» ضد الحكومة، باسم «ائتلاف الكرامة»، بهدف الرغبة في «التغيير» في المدن العراقية التي شهدت حراكا شعبيا و«الثورة» على من تولى أمرهم، بعد «فشل» معظم السياسيين السابقين و«انحسار» شعبيتهم. وفي كلمة ألقاها أمام المتظاهرين في الرمادي في السادس من سبتمبر 2013، هاجم العلواني من سماهم بأتباع إيران في العراق، متوعدا بقطع رؤوسهم دون رحمة.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة الأنبار كامل الدليمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل للأسف بإصدار حكم إعدام بحق الدكتور أحمد العلواني نقطة تحول في حياة أهالي الأنبار الذين يواجهون اليوم تنظيم داعش ومنهم عشيرة البوعلوان التي يسجل أبناؤها اليوم مواقف مشرفة»، مشيرا إلى أنه «وبصرف النظر عن حيثيات الحكم أو الأدلة إلا أنني أقول وبكل صراحة إن المكون السني يلدغ ثانية وفي ظرف عصيب وفي وقت يجري فيه الحديث عن المصالحة الوطنية والتسامح». وأضاف: «مع احترامنا للقضاء الذي لا نشكك في نزاهته إلا أنه في مثل التحولات التي تمر بها الأمم فإن هناك الكثير من القضايا التي يمكن تجاوزها أو تأجيلها على الأقل، وهو ما يتوجب على الحكماء أخذه بنظر الاعتبار لأننا في مرحلة تتطلب منا أن نقف وقفة رجل واحد في مواجهة الإرهاب». وأوضح أن «هناك حالة من الاستغراب في عموم محافظة الأنبار جراء ذلك وانهيار بالهمة في مواجهة الخطر»، داعيا رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي «أعلن من عمان ثقته بمشروع المصالحة أن يتدخل في الأمر لأن ما حصل يمثل شرخا في هذا المشروع».
وفي السياق نفسه أكد السياسي المستقل في محافظة الأنبار أحمد العسافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الحكم سواء كان صحيحا من حيث الأدلة أو سياسيا فإن توقيته خاطئ وكان يتوجب على القضاء أخذ وضع البلد لا سيما محافظة الأنبار بعين الاعتبار». وتساءل العسافي: «هل قضية العلواني هي وحدها التي تشكل الشغل الشاغل لما يجري في العراق اليوم، بينما هناك الكثير من القضايا الحساسة والهامة التي لم يحرك القضاء من أجلها ساكنا؟».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.