أعلنت السلطات اليونانية المختصة رسميا اكتشاف رأس كان مفقودا لأحد تمثالي «أبو الهول» اللذين عثر عليهما عند مدخل مقبرة قديمة في شمال شرقي البلاد، بعدما شق الأثريون طريقهم إلى الغرف الداخلية للمقبرة.
وآخر ما تم اكتشافه هو وجه جميل وأصيل لأبو الهول كحارس في مدخل القبر، ولكن الابتسامة والوجه الأنثوي الجميل لرأس التمثال يمثلان لغزا لعلماء الآثار، ويؤكدان أن المقبرة لا تزال تحمل الكثير من الأسرار الخفية، والرأس المكتشف مصنوع من الرخام ومنحوت به شكل شعر متجعد متدل على الكتف اليسرى للتمثال وعليه آثار لون ضارب إلى الحمرة.
وما زالت عمليات التنقيب تتواصل – بحذر شديد - في مقبرة أمفيبوليس شمال اليونان، التي بدأ العمل فيها عام 2012، وبمرور الوقت تظهر ألغاز وأسرار غريبة وجديدة في هذه المقبرة، التي لم يتم التأكد حتى الآن من هو صاحب هذه المقبرة، على الرغم من اعتقاد عدد من علماء الآثار أنها قد تكون للإسكندر المقدوني، لأنها غنية جدا بما فيها من آثار ومقتنيات، أو أنها لشخصية عظيمة. في حين قال مسؤولون بوزارة الآثار اليونانية، إن المقبرة قد تعود لأحد القادة المقدونيين البارزين في الفترة من 325 إلى 300 قبل الميلاد.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال أحد علماء الآثار القائمين على عمليات الحفر في المقبرة، إن بالعثور على رأس تمثال أبو الهول في هذا المكان هو السر الأول، لصاحب المقبرة، وإن وجه أبو الهول الذي تم العثور عليه قوي المعالم، وإن العين والوجه يحملان «برودة»، وهو نمط مماثل يناسب الدور الذي يقوم به حارس المقابر والمعابد. وعلى الرغم من أن شخص التمثال يبدو أنه يبتسم قليلا، فإن آخرين يرون الحزن على وجه التمثال الأنثوي.
وأشاد علماء الآثار باكتشاف المقبرة التي تعود إلى عصر الإسكندر الأكبر، واكتشفت المقبرة في موقع أمفيبوليس الذي يبعد نحو 100 كيلومتر عن مدينة ثيسالونيكي، ثاني أكبر مدينة يونانية في الشمال، وقال العلماء إن المقبرة، فيما يبدو، أضخم مقبرة قديمة يتم اكتشافها في اليونان.
من جانبه، استبعد وزير الثقافة اليوناني كوستاس تاسولاس احتمال أن تكون عملية التنقيب الهائلة الحالية حاليًا في أمفيبوليس القديمة هي مقبرة الإسكندر الأكبر، وقال، إنه «من المستحيل» أن تحتوي على رفات الإسكندر الأكبر. في حين تقول كاترينا بيريستيري عالمة الآثار التي تقود عملية التنقيب، إن المقبرة شيدت في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد التي يرجع تاريخها إلى حقبة الملك المحارب المقدوني.
يذكر أن عند الحديث عن رأس أبو الهول التي عثر عليها، فبغض النظر عن حجم التمثال، فدائما تماثيل أبو الهول تكون على شكل رأس بشري وجسد حيوان ولها جناحان، ودائما تكون كحارس أمام المقابر والمعابد، وهذا ما تم العثور عليه في مقبرة اليونان، والتمثالان اللذان عثر عليهما كانا قد تعرضا لكسور نظرا للزلازل التي ضربت المنطقة على مر العصور الماضية، وهما بالطبع ليس لهما أي علاقة بأبو الهول الفرعوني في مصر من حيث الحجم، وإنما لهما علاقة بنفس التصميم وحراسة صاحب المقبرة ولذلك يطلق عليهما (تمثالان لأبو الهول) وفقا للمتخصصين وعلماء الآثار.
8:17 دقيقة
أسرار وألغاز مقبرة أمفيبوليس اليونانية تتواصل
https://aawsat.com/home/article/208096/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A3%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D9%85%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%81%D9%8A%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84
أسرار وألغاز مقبرة أمفيبوليس اليونانية تتواصل
وجه أنثوي مبتسم لأبو الهول خلف باب المقبرة
- أثينا: عبد الستار بركات
- أثينا: عبد الستار بركات
أسرار وألغاز مقبرة أمفيبوليس اليونانية تتواصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة