معارك كر وفر في كوباني و{داعش} يسيطر على 50% من المدينة

التنظيم يستميت للوصول إلى معبرها.. وحرس الحدود التركي ينذر المقاتلين الأكراد

النيران تتصاعد في سماء كوباني بعد غارات شنها التحالف الدولي على مواقع «داعش» أمس (إ.ب.أ)
النيران تتصاعد في سماء كوباني بعد غارات شنها التحالف الدولي على مواقع «داعش» أمس (إ.ب.أ)
TT

معارك كر وفر في كوباني و{داعش} يسيطر على 50% من المدينة

النيران تتصاعد في سماء كوباني بعد غارات شنها التحالف الدولي على مواقع «داعش» أمس (إ.ب.أ)
النيران تتصاعد في سماء كوباني بعد غارات شنها التحالف الدولي على مواقع «داعش» أمس (إ.ب.أ)

أكدت مصادر بارزة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) لـ»الشرق الأوسط»، أمس، أن ضربات التحالف العربي والدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، «ساعدت مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني (عين العرب) على إحراز تقدم في الميدان»، مشددا على أن المقاتلين الأكراد «استعادوا المبادرة الميدانية، وأفشلوا الهجمات الانتحارية التي نفذها مقاتلو تنظيم (داعش) منذ سيطرتهم على أحياء في المدينة».
وتمكن المقاتلون الأكراد أمس، من استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم «داعش» من دون أن يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم المتطرف، في حين كثف التنظيم من عملياته الانتحارية داخل المدينة، بغرض اقتحام مواقع عسكرية وأحياء أغلقها المقاتلون الأكراد أمامه، كما قال ناشطون، كان آخرها انفجار سيارة مفخخة يقودها مقاتل من التنظيم في شمال المدينة، من دون أن يعرف ما إذا كانت تسببت بإصابات وقتلى.
غير أن عناصر تنظيم «داعش» تمكنوا في وقت لاحق أمس من السيطرة على مبنى المركز الثقافي، الواقع في وسط المدينة بعد اشتباكات مع القوات الكردية.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنها «المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مبنى في وسط المدينة». كما بات التنظيم يسيطر على مساحة تقارب 50 في المائة من المدينة.
وواصل الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته ليلا على مواقع وتجمعات لتنظيم «داعش» في جنوب المدينة وشرقها، وشملت الغارات محافظة الرقة (شمال) المجاورة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أن 4 غارات استهدفت تجمعات ومواقع للتنظيم في القسم الجنوبي لكوباني، بينما استهدفت الضربة الأخيرة مراكز للتنظيم على أطراف المدينة من جهة هضبة مشتى نور الواقعة عند التخوم الشرقية.
وشملت ضربات الائتلاف الدولي مناطق في مدينة الرقة وأطرافها، أبرز معاقل «داعش» في سوريا، وأماكن في ريف الرقة الشمالي حيث استهدفت تجمعات لهذا التنظيم، أسفرت عن مقتل 28 عنصرا منه.
واحتدم القتال على الأطراف الجنوبية لمدينة كوباني، كذلك على أطرافها الشرقية، حيث تمكن المقاتلون الأكراد من إحراز تقدم طفيف على محور المربع الأمني الذي سيطر عليه «داعش» قبل أيام. وقالت مصادر كردية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إن المقاتلين الأكراد «استعادوا المبادرة، مستفيدين من ضربات التحالف لمصادر النيران وآليات عسكرية ثقيلة يستخدمها (داعش) في الهجوم». وقالت: «لا ننكر دور التحالف بقصف داعش الذي قدم إفادة كاملة لنا، إذ استهدفت الضربات مصادر النيران الأساسية للتنظيم»، مشيرا إلى أن التنظيم يستخدم الدبابات والمدافع الثقيلة في الهجوم على كوباني. وأكدت المصادر أن «الوضع جيد جدا في كوباني الآن بالنسبة لنا. استطعنا أن نحرز تقدما، ونواصل القتال بعدما أظهرنا قدراتنا القتالية العالية وقدرتنا على صد الهجمات وإلحاق خسائر بمقاتلي التنظيم»، مشيرا إلى أن «داعش»، لا يتفوق على المقاتلين الأكراد إلا من ناحية «استخدامه أسلحة روسية وأميركية متطورة كان غنمها من العراق ومن مواقع للقوات الحكومية السورية في الرقة».
وإلى جانب الأسلحة النوعية والثقيلة التي توفر للتنظيم قدرة على تغطية نارية كبيرة وقصف مواقع المقاتلين الأكراد في كوباني، اعتمد التنظيم منذ 4 أيام أسلوب الهجمات الانتحارية التي يراها المسؤولون الأكراد «محاولة للضغط علينا، وإحداث رعب وقلق في صفوف مقاتلينا». لكن الهجمات، «فشلت»، بحسب ما قال المصدر الكردي، قائلا إن «الهجمات الانتحارية لم ترهب المدينة، كوننا كنا نتحسب لها، ولم تحقق ما استطاعت أن تحققه في مناطق سورية أخرى»، مشيرا إلى أن الحرب في كوباني «باتت حرب شوارع، ما يعطينا التفوق عليه، كونه لا يستطيع أن يستخدم الأسلحة الثقيلة، كما درج على استخدامه في المناطق المحيطة للمدينة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «نفذت وحدات حماية الشعب هجوما معاكسا في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم داعش»، موضحا أن هذا الهجوم «جاء بعد محاولة جديدة من التنظيم لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من 4 محاور على مراكز الوحدات في الجنوب، في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينة الشرقية والجنوبية»، مشيرا إلى أن القتال تركز في المنطقة الغربية من المربع الأمني.
وأفادت وكالة «الصحافة الفرنسية» أمس، بسماع أصوات طلقات أسلحة رشاشة وانفجارات قذائف هاون متلاحقة ناتجة عن الاشتباكات التي باتت تدور على أقل من كيلومتر من الحدود التركية مع كوباني، مشيرة إلى أن التنظيم، وعلى الرغم من كسب الأكراد بضعة أمتار على الأرض بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، لا يزال يسيطر على مساحة تقارب الأربعين في المائة من المدينة الصغيرة المحاصرة من 3 جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة مقفلة معبرها الحدودي على الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين بدخول عين العرب والقتال إلى جانب المدافعين عنها. واستقدم تنظيم «داعش» المدجج بالسلاح الثقيل والمتطور، تعزيزات الأحد إلى كوباني في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الأكراد الذين يشكون من نقص في الذخيرة والسلاح.
وأفاد المرصد بأن حرس الحدود التركي وجه إنذارا إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، للانسحاب من منطقة المعبر التي يستميت تنظيم «داعش» للسيطرة عليها، وذلك بعد ساعات على سقوط قذيفتين أطلقهما تنظيم «داعش» على منطقة المعبر الحدودي الواصل بين مدينة كوباني والأراضي التركية، مشيرا إلى أن حصيلة القتلى في معارك أول من أمس بلغت 14 مقاتلا من «داعش» و5 مقاتلين أكراد. وكانت «وحدات حماية الشعب» نجحت الأحد بالتقدم بضعة أمتار في محيط «المربع الأمني» الذي استولى عليه التنظيم الجمعة في شمال عين العرب. ويضم هذا المربع مقار ومباني تابعة لقيادة «وحدات حماية الشعب» وقوات الأمن الكردية والمجلس المحلي للمدينة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.