سباق مسيحي على استقطاب المغتربين اللبنانيين لأسباب انتخابية

6 مقاعد برلمانية مخصصة لهم في الانتخابات المقبلة

TT

سباق مسيحي على استقطاب المغتربين اللبنانيين لأسباب انتخابية

تتسابق القوى المسيحية الأساسية في لبنان على تفعيل التواصل مع المغتربين اللبنانيين، وبناء جسور الثقة، وتوطيد العلاقات السياسية، تمهيداً لاستقطابهم في الانتخابات النيابية المقبلة في عام 2022، التي سيكون للمغتربين فيها دوران: أولهما يتمثل في مشاركتهم في عملية الاقتراع، والثاني يتمثل في ترشح 6 لبنانيين في الخارج يمثلون المغتربين.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، أجرى كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع جولة في كندا، ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل جولة في أميركا الشمالية، حيث عقدت لقاءات لهما مع المغتربين اللبنانيين في تلك المناطق، ولم تخلُ الجولات من مضمون انتخابي، إلى جانب وضع المغتربين في صورة التطورات السياسية والاقتصادية المرتبطة بالواقع اللبناني الحالي.
وسجل 82900 شخص من المغتربين اللبنانيين في 40 دولة أسماءهم للاقتراع في الانتخابات النيابية الماضية في 2018، نصفهم يقيمون في أستراليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا. وشارك 59 في المائة منهم في الانتخابات السابقة. وشكل المسيحيون القسم الأكبر من المقترعين في الانتخابات الماضية في أستراليا والولايات المتحدة، فيما تتركز القوى الانتخابية للمسلمين بشكل أساسي في الدول العربية وفي ألمانيا.
وينفي عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جوزيف إسحق أن يكون الحراك المسيحي الأخير باتجاه المغتربين في الخارج سباقاً على استقطاب المسيحيين، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن حضور «القوات اللبنانية» في بلدان الاغتراب كبير جداً، لكن القيود الأمنية على حركة الدكتور سمير جعجع تحول دون عقد لقاءات مستمرة مكثفة، وهو يسعى على الدوام لعقد لقاءات مشابهة ليكون بين أهله ومناصريه، ويضيف: «أتت الفرصة الآن ليكون في كندا بين مؤيديه، وقبلها بعامين كان موجوداً في أستراليا، وهي فرصة ليكون قريباً من الرفاق الحزبيين، ويضعهم بأجواء الوضع السياسي اللبناني، ويحفزهم على المشاركة بالحياة اللبنانية السياسية من خلال الانتخابات».
ولا ينفي إسحق أن كل السياسيين مرتبطون بشكل أو بآخر بلبنان المغترب، وهو أمر طبيعي يزيد الحاجة إلى أن يكون المسؤولون على تواصل معهم، وقريبين منهم، موضحاً أن فكرة التواصل «اجتماعية وعائلية وحزبية، إضافة إلى أنها تحفيز على العمل السياسي الذي يجب أن يشارك فيه الجميع».
وكان إسحق، في شهر مايو (أيار) الماضي، في أستراليا، حيث جال على الجالية اللبنانية هناك، وعقد لقاءات معهم، وأشار إلى أنه «لدينا طاقات تمثل لبنان في الخارج، وهم فاعلون من خلال وجودهم وبناء اقتصاد البلدان التي يقيمون فيها، خلافاً للوضع في لبنان، حيث لا توجد آليات في الدولة للاستفادة من تلك الطاقات».
وقام جعجع بزيارته الأولى إلى كندا منذ سنوات، علماً بأنه كان قد زار أستراليا في وقت سابق، وشارك في انعقاد المؤتمر الـ23 لمقاطعة أميركا الشمالية في «القوات اللبنانية»، وتسجل هذه المنطقة حضوراً قواتياً كبيراً، وانتشاراً لبنانياً واسعاً، ويسعى جعجع لتعزيز تواصله مع المغتربين هناك.
وقالت النائبة ستريدا جعجع، في لقاء مع المغتربين في كندا: «نحن كحزب سياسي نقوم بالمستحيل من أجل أن تتمكنوا من العودة، وكل صوت من أصواتكم في صندوق الاقتراع له أهمية كبيرة جداً، لذا عليكم أن تتحضروا بشكل جيد لانتخابات 2022. فنحن كحزب سياسي نتكل عليكم. وكما كانت انتخابات 2018 جيدة جداً بالنسبة لنا، مع وصول تكتل من 15 نائباً لحزبنا، نأمل أن يتمكن الاغتراب من فرض وجوده في الانتخابات المقبلة بشكل أكبر، عبر التنظيم ورص الصفوف، كي نتمكن من الحصول على عدد نواب أكبر».
وتحذو «القوات» في هذا الملف حذو «التيار الوطني الحر» الذي يعد من أكثر الأحزاب اللبنانية تركيزاً على المغتربين. وقد فعل رئيسه الوزير جبران باسيل منذ تسلمه حقيبة «الخارجية» في الحكومة مؤتمرات الطاقة الاغترابية. وكان التيار من أبرز الدافعين باتجاه إنجاز قانون استعادة الجنسية للمغتربين.
وقام باسيل أخيراً بجولة على المغتربين اللبنانيين في أميركا الشمالية وكندا، وكرر في معظم لقاءاته دعوة المغتربين للمشاركة بطريقة فعالة في الاستحقاق الانتخابي اللبناني المقبل في 2022، وحفزهم على استعادة جنسيتهم اللبنانية، وخاطب مناصريه في لقاء في ولاية تكساس الأميركية أواخر الشهر الماضي بالقول: «نريد أن نكون أقرب إليكم، ونزيل كل العراقيل من أمامكم، لتستعيدوا جنسيتكم، وتشاركوا في الانتخابات النيابية. وهذا حلم تحقق للمرة الأولى عام 2018، ونريدكم أن تشاركوا بكثافة في المرة المقبلة في عام 2022، خصوصاً أنه سيكون لكم ممثل تنتخبونه في مجلس النواب، يهتم بكم، ويشرح قضيتكم، ويدافع عن مصالحكم».
وتكتسب الانتخابات النيابية المقبلة زخماً إضافياً على صعيد المغتربين، بالنظر إلى أنه ستكون هناك 6 مقاعد برلمانية في مجلس النواب تمثل المغتربين. وتنص المادة 112 من قانون الانتخاب، المتعلقة باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، على أن «المقاعد المخصصة في مجلس النواب لغير المقيمين هي 6، تحدّد بالتساوي بين المسحيين والمسلمين، موزعين كالتالي: ماروني - أرثوذكسي - كاثوليكي - سني - شيعي - درزي، وبالتساوي بين القارات الست».
وإثر توسع الحملات والجولات، يتوقع خبراء في الانتخابات أن تتضاعف مشاركة المغتربين في الانتخابات المقبلة، بعد الانتخابات الماضية التي انتخب فيها ما يناهز الـ49 ألف لبناني. وكان هناك في الانتخابات الماضية، في 2018، 232 قلم اقتراع في 40 دولة، لكن كل قلم منها كان مخصصاً لأكثر من دائرة انتخابية.



سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي

سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)
سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)
TT

سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي

سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)
سوريا واليابان تعلنان استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي (أ.ف.ب)

أعلنت سوريا واليابان، اليوم (الثلاثاء)، استئناف العلاقات وفتح صفحة جديدة في التعاون الثنائي.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، ذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان صحافي اليوم، أن اجتماعاً رسمياً عقد في دمشق ضم مدير إدارة الشؤون الأفروآسيوية وأقيانوسيا محمد زكريا لبابيدي، ونائب وزير الخارجية الياباني يوهيني أونيشي، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين.

وتعدّ هذه أرفع زيارة لدبلوماسي ياباني إلى سوريا منذ أكثر من 15 عاماً حيث أكد المسؤول الياباني أنها تمثل إعلاناً رسمياً عن استئناف العلاقات بين سوريا واليابان وبداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.

وبحث الجانبان، خلال الاجتماع، سبل تطوير العلاقات الثنائية واستئناف التعاون في مختلف المجالات، مؤكدين ضرورة تسريع وتعزيز التعاون، بما يخدم مصالح البلدين.

ووجّه نائب وزير خارجية اليابان دعوة رسمية إلى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني لزيارة اليابان، طبقاً للبيان.


إشادة سعودية بالاتفاق اليمني في مسقط لتبادل المحتجَزين

اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)
اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)
TT

إشادة سعودية بالاتفاق اليمني في مسقط لتبادل المحتجَزين

اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)
اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في مسقط على تبادل 2900 محتجَز وأسير (إكس)

أشاد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بالاتفاق الذي توصّل إليه طرفا الصراع في اليمن لتبادل المحتجَزين، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة سلطنة عمان، واصفاً هذه الخطوة بأنها «تعزز جهود التهدئة وبناء الثقة في اليمن».

وفي تغريدة على منصة «إكس»، نوّه آل جابر بالجهود التي بذلها فريقا التفاوض من الطرفين، مؤكداً أن الاتفاق يعالج قضية ذات بُعد إنساني، ويتيح لكل المحتجَزين العودة إلى أُسرهم، كما أعرب عن تقديره توجيهات القيادة السعودية، ومتابعة وزير الدفاع، وتعاون الحكومة اليمنية، والمساعي الصادقة من سلطنة عمان.

كان الوفد الحكومي اليمني ووفد الجماعة الحوثية قد أعلنا، الثلاثاء، توصلهم لاتفاق يقضي بتبادل 2900 محتجَز وأسير من الطرفين، حيث يشمل الاتفاق الإفراج عن 1700 أسير حوثي، مقابل 1200 محتجَز من الجانب الحكومي؛ بينهم 7 سعوديون و23 سوادنياً من قوات «تحالف دعم الشرعية» في اليمن.

من جانبها، رحّبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاتفاق المبدئي لإطلاق سراح المحتجَزين ونقلهم وإعادتهم إلى أوطانهم، داعية جميع الأطراف إلى ترجمة الالتزامات إلى أفعال على أرض الواقع.

وقالت رئيسة بعثة اللجنة في اليمن، كريستين شيبولا: «نُعوّل على تعاون أطراف النزاع، ومن الضروري أن تحترم الأطراف التزاماتها بموجب الاتفاق، وأن تعمل على تحديد المحتجَزين المقرر إطلاق سراحهم دون تأخير».

كما أشادت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبده شريف، بالجهود المبذولة من اللجنة الدولية وسلطنة عمان، مؤكدة أن التعاون المستمر من جميع الأطراف أمر أساسي لإحراز تقدم نحو إطلاق سراح المعتقلين.

بدورها، رحبت وزارة الخارجية العمانية بالاتفاق، وثمّنت الروح الإيجابية التي سادت المفاوضات بين 9 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مؤكدة دور المملكة العربية السعودية، وجهود مكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل الأطراف المشارِكة في نجاح هذا المسعى الإنساني.

خطوة إنسانية وتوقعات بالتنفيذ

في تعليق حكومي يمني، أعرب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني عن ترحيبه بالاتفاق الذي يشمل شخصيات سياسية بارزة مثل الأستاذ محمد قحطان، واصفاً الخطوة بأنها «إنسانية مهمة طالَ انتظارها، وتُخفف من معاناة آلاف الأُسر اليمنية، وتمثل تقدماً ملموساً في أحد أكثر الملفات الإنسانية إيلاماً».

وأكد الإرياني أن الاتفاق جاء ثمرة توجيهات ومتابعة القيادة السياسية بمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، وتجسيداً لالتزام الحكومة بالتعامل مع ملف الأسرى والمحتجَزين كقضية إنسانية وأخلاقية، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو انتقائية؛ لضمان الإفراج عن الجميع دون استثناء.

كما أشاد بالدور المحوري للسعودية وجهود قيادتها في متابعة هذا الملف الإنساني، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، مشيراً إلى حرصها على تخفيف معاناة الشعب اليمني وتعزيز فرص التهدئة وبناء الثقة.

وأشار الإرياني أيضاً إلى مساهمة سلطنة عمان في استضافة جولات التفاوض، وتهيئة الأجواء المناسبة للتوصل إلى الاتفاق، مُعرباً عن تقديره الجهود الدولية والمبادرات الأممية التي أسهمت في تقريب وجهات النظر.

ولفت إلى أن الحكومة اليمنية ستواصل تنفيذ الاتفاق بكل مسؤولية؛ لضمان الإفراج الكامل عن جميع المحتجَزين والمختطَفين والمخفيين قسراً، ووضع حد لمعاناة آلاف الأُسر اليمنية التي طال انتظارها لهذا اليوم.


العليمي يجدد التحذير من مخاطر إجراءات «الانتقالي» الأحادية

حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)
حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)
TT

العليمي يجدد التحذير من مخاطر إجراءات «الانتقالي» الأحادية

حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)
حشد في عدن من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (رويترز)

جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الثلاثاء، التحذير من خطورة الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية على الدولة اليمنية.

وشدد العليمي على أن أي مساع لفرض واقع خارج إطار المرجعيات المتوافق عليها تهدد المركز القانوني للدولة وتضعف مؤسساتها، بما يفتح الباب أمام إعادة إنتاج الصراعات داخل الشرعية، ويزيد من هشاشة الدولة أمام الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

وأشار العليمي إلى أن الشراكة السياسية القائمة يجب أن تُحترم كأداة لحماية الدولة، وأن أي محاولة لتحويلها إلى وسيلة لفرض أجندة أحادية تعرّض البلاد لمخاطر كبيرة، بما في ذلك تعطيل مؤسسات الدولة، واستخدامها غطاءً لمشاريع خارجة عن التوافق الوطني.

وأضاف أن الحفاظ على وحدة القرار اليمني والتوافق الوطني العريض يمثل مصلحة عليا، ويعد شرطاً أساسياً لاستمرار الدعم سواء الإقليمي أو الدولي، وحماية مسار التعافي الاقتصادي، وضمان استقرار المجتمع اليمني، ومنع تفتيت الشرعية أو إضعافها.

وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي عقد اجتماعاً مع رئاسة «هيئة التشاور والمصالحة» بحضور نواب رئيس الهيئة عبد الملك المخلافي، وصخر الوجيه، وجميلة علي رجاء، وأكرم العامري، لمناقشة الإجراءات الأحادية الأخيرة وتداعياتها على الشراكة السياسية.

وركز الاجتماع على دور الهيئة كأحد أعمدة التوافق الوطني التي أنشأها إعلان نقل السلطة لحماية مؤسسات الدولة من الانزلاق نحو الفوضى، وضمان استمرار التعاون بين القوى الوطنية المناهضة لمشروع الحوثيين المدعوم من إيران.

مسؤولية جماعية

أكد العليمي - حسب الإعلام الرسمي - أن الهيئة مطالبة بتحمل مسؤولية جماعية تتجاوز ردود الفعل، نحو بناء أدوات حاكمة تحمي مؤسسات الدولة وتردع أي محاولات لاستغلالها في مشاريع خارج التوافق.

وشدد على أن القضية الجنوبية، رغم عدالتها، يجب أن تعالج ضمن المرجعيات المتفق عليها، وعدم السماح بتحويلها إلى ذريعة لإجراءات أحادية قد تقوض فرص الحل السلمي، وتضعف التعاطف سواء الإقليمي أو الدولي، وتعيد القضية من مسارها السياسي الآمن إلى مسار تصادمي قد يفاقم الأزمات.

كما حذر العليمي من أن التهاون مع هذه الإجراءات الأحادية سيؤدي إلى إفراغ مجلس القيادة وهيئاته المساندة من مضمونها التوافقي، وتهديد المركز القانوني للدولة، وإعادة إنتاج صراع داخلي جديد داخل الشرعية، ما يضعف قدرة الدولة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية.

العليمي مجتمعاً في الرياض مع رئاسة هيئة التشاور والمصالحة (سبأ)

ولفت إلى أن المصالح العليا لليمن تتمثل اليوم في الحد من المعاناة الإنسانية، والحفاظ على وحدة القرار، واستمرار الدعم سواء الإقليمي أو الدولي، وحماية مسار التعافي الاقتصادي، ومنع عزل أو إضعاف الشرعية.

واطلع الاجتماع على إحاطة من رئاسة هيئة التشاور حول مقارباتها بشأن المستجدات الجارية، مؤكدة دعم الهيئة الكامل لمجلس القيادة والحكومة، وأهمية المضي قدماً في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويض قيادة مجلس القيادة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية التوافق الوطني العريض، وحشد الطاقات كافة لمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

حماية الدولة ووحدة القرار

في سياق تحركات العليمي، ذكرت المصادر الرسمية أنه التقى بقيادات وزارة الخارجية ورؤساء البعثات الدبلوماسية، بحضور وزير الخارجية شائع الزنداني، لبحث مستجدات الوضع المحلي، خصوصاً الإجراءات الأحادية التي دفعت بعض المؤسسات لإصدار بيانات سياسية خارجة عن اختصاصها.

وحذر من أن هذا المسار يهدد وحدة القرار، ويخلق سلطة موازية بالقوة، مما قد يؤدي إلى ارتباك قانوني وسياسي داخلي، ويضعف جهود المجتمع الدولي في دعم استقرار اليمن.

وشدد رئيس مجلس القيادة اليمني على أن المواقف السياسية العليا تتحدد عبر مجلس القيادة ومؤسسات الدولة المختصة، وعلى رأسها وزارة الخارجية، وليس من خلال بيانات منفردة أو اصطفافات أحادية.

العليمي مجتمعاً مع قيادة وزارة الخارجية ومع البعثات الدبلوماسية عبر الاتصال المرئي (سبأ)

كما أشار إلى أن أي ازدواج في السلطة أو القرار من شأنه إعاقة برامج الدعم وإعادة اليمن إلى مربع الدولة الفاشلة المتنازع عليها، ومنح الحوثيين فرصة لتعزيز نفوذهم وتحشيد المقاتلين خلف شعارات زائفة.

وأكد العليمي على أهمية تحصين مؤسسات الدولة من أي تسييس إداري، ومنع استخدام الوزارات والمؤسسات السيادية والخدمية في أي مشاريع خارج نطاق المرجعيات الرسمية، مع اتخاذ مسار قانوني واضح ضد أي تجاوزات تهدد وحدة القرار أو المركز القانوني للدولة. وشدّد على توجيه الجهد الوطني نحو مواجهة الميليشيات الحوثية، واستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء المعاناة الإنسانية، وحماية مصالح اليمن العليا على الصعيدين الداخلي والدولي.