اتهم وزير الخارجية اليمني، جمال السلال، أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمساعدة المتمردين الحوثيين للسيطرة على العاصمة صنعاء، محذرا من أن الوضع الأمني في بلاده لا يزال «هشا» ويمثل حجر عثرة في طريق العملية السياسية والتنمية الاقتصادية، في حين اعترف الناطق الرسمي باسم الحوثيين بوجود تنسيق بين جماعته والجهات الرسمية لحماية العاصمة صنعاء.
وقال السلال، في كلمة بلاده أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أمس: «إن الحوثيين لجأوا إلى الخيار العسكري، وهاجموا معسكرات الدولة ونهبوها والسيطرة على بعض المؤسسات الرسمية واقتحام البيوت الآمنة، ودخلت العاصمة صنعاء ميليشيات مسلحة ما تزال موجودة فيها حتى الآن»، مضيفا أنه «ما كان لذلك أن يحدث لولا الدعم السياسي والتنسيق اللوجيستي من قبل بعض عناصر النظام السابق». وذكر السلال أن معالجة التحديات الأمنية التي تواجه اليمن تتطلب شراكة مع أصدقائه، لتعزيز الجهود في محاربة الإرهاب على المستويات كافة والتعاون في المجال اللوجيستي والتدريبي وبناء القدرات، وقال: «إن الإرهاب لم يعد يهدد اليمن فقط، بل المحيط الإقليمي والعالم برمته»، موضحا أن الحكومة عازمة على «مواصلة الجهود من أجل إغلاق كل منافذ وبؤر ومراكز النفوذ والإرهاب».
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، نفى أي علاقة له بالحوثيين، عادا ما حدث في صنعاء كان بين طرفين متحاربين، ولا علاقة لقيادة «المؤتمر» أو أنصاره بذلك.
وشكل الحوثيون منذ سيطرتهم على صنعاء يوم 21 سبتمبر (أيلول) لجانا شعبية من مسلحيهم للسيطرة على المعسكرات ومقرات الحكومة بعد أوامر من قيادة الجيش والأمن للجنود بالتعاون مع الحوثيين وتسليمهم الأسلحة الثقيلة بحسب مصادر عسكرية، ولا تزال الجماعة المتمردة تحكم سيطرتها على المقرات العسكرية والحكومية ومؤسسات خيرية وإعلامية، فضلا عن منازل خصومهم من العسكريين والسياسيين الموالين لحزب الإصلاح الإسلامي، في حين اعترف الناطق الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، بوجود تنسيق بين جماعته والجهات الرسمية في العاصمة صنعاء، من أجل الحماية وحفظ الأمن، وقال عبد السلام في تصريحات لصحيفة مملوكة لجماعته إن «اللجان الشعبية ستكون جنبا إلى جنب مع الجهات الرسمية لحماية العاصمة صنعاء في إطار منضبط وبشكل إيجابي دون أن يؤثر في الحياة العامة، أو في حركة السير»، موضحا أن هذه اللجان تعمل «بطريقة تحفظ الأمن وتحاول أن تسد الثغرات بتنسيق مع الجهات المعنية». وأكد أن «اللجان تقوم بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا لوضع خطة لحماية العاصمة صنعاء من مختلف التحديات التي قد تواجهها». ومنع مسلحو الحوثي موظفين حكوميين من أداء عملهم، وقاموا باعتقالهم في سجون خاصة بهم، واتهم صندوق النظافة والتحسين الحكومي مجاميع مسلحة بمنع أحد موظفيها من أداء عمله في مداخل العاصمة صنعاء، وقاموا باحتجازه في سجون غير قانونية.
من جهة ثانية، تظاهر مئات اليمنيين أمس في صنعاء للمطالبة بانسحاب المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم مرافق العاصمة. وفي المقابل، يواصل الحوثيون حشد مسلحيهم في صنعاء ونشر آلياتهم العسكرية في مختلف شوارع المدينة. وطالب المتظاهرون بخروج المسلحين وإعادة المعدات التي جرى نهبها من مؤسسات الدولة.
وأكد المتظاهرون، الذين بينهم ناشطون حقوقيون وأفراد من منظمات المجتمع المدني، أنهم سيستمرون في مظاهراتهم السلمية حتى «خروج الميليشيات المسلحة». وهتف المتظاهرون شعارات تطالب الرئيس عبد ربه منصور هادي بسرعة «إخراج الميليشيات المسلحة وفرض سيادة الدولة على كل أراضي الجمهورية اليمنية».
ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون «يا حوثي اسمع اسمع الشعب اليمني لن يركع»، و«من صنعاء حتى عمران لا حوثية بعد الآن» و«لا تهددني لا ترعبني والله سلاحك ما يخوفني».
من جهته، طالبت هيئة التدريس في جامعة صنعاء بسرعة خروج المسلحين من حرم الجامعة. وكسر المتظاهرون في صنعاء حاجز الخوف مرة أولى يوم الأحد بالتظاهر في صنعاء، حيث ساروا مرددين شعارات مطالبة بانسحاب المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية وإعادة المظاهر المدنية إلى العاصمة صنعاء. وسيطر الحوثيون في 21 سبتمبر على معظم المقار الرسمية في صنعاء من دون مواجهة تذكر مع الأجهزة الرسمية، ووقعوا في اليوم نفسه اتفاقا ينص مع الملحق الأمني الذي جرى التوقيع عليه في وقت لاحق، على تشكيل حكومة جديدة وعلى أن يرفع الحوثيون المظاهر المسلحة من العاصمة اليمنية.
إلى ذلك، تمكن وزير الداخلية اللواء عبده الترب من إطلاق أكثر من 100 قاطرة غاز كان يحتجزها مسلحون قبليون في بلده نهم، شرق صنعاء، بعد يومين من اختناقات تموينية في مادة الغاز لسكان أمانة العاصمة الذين يقدر عددهم بـ3 ملايين نسمة. وأفاد مدير أمن شرطة محافظة صنعاء، العميد عبده القواتي، لوكالة الأنباء الحكومية بأن «اللواء عبده الترب تمكن من إقناع الشخصيات الاجتماعية والقبلية بإطلاق القاطرات ودون إطلاق رصاصة واحدة، باستخدام أسلوب الإقناع والحوار مع المتقطعين».
وزير الخارجية اليمني:اجتياح صنعاء تم بمساعدة نظام صالح
الحوثيون يحكمون سيطرتهم على قيادة الجيش وينشرون «اللجان الشعبية» لحماية العاصمة
وزير الخارجية اليمني:اجتياح صنعاء تم بمساعدة نظام صالح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة