مهى اللوزي.. تصميماتها مستوحاة من فلمنك الشرق ومعجونة بجنون الغرب

ابنة واحد من ألمع صحافيي لبنان.. ومصممة مجوهرات تتنفس الفن في أسلوبها

مهى اللوزي.. تصميماتها مستوحاة من فلمنك الشرق ومعجونة بجنون الغرب
TT

مهى اللوزي.. تصميماتها مستوحاة من فلمنك الشرق ومعجونة بجنون الغرب

مهى اللوزي.. تصميماتها مستوحاة من فلمنك الشرق ومعجونة بجنون الغرب

مهى اللوزي أو «لوزي».. هل يقربك الصحافي الراحل سليم اللوزي؟ «نعم إنه أبي».
جواب لا يخلو من الغصة والسرعة، لتتحول بعدها نظرة عينيها مباشرة إلى إحدى قطع المجوهرات المعروضة بطريقة مبتكرة ومبعثرة على سجادة من العشب وكأنها حديقة صغيرة، وكأنها أرادت أن تغير الحديث، واكتفت بالقول بأنها فخورة بأن تحمل مجوهراتها اسم العائلة والبيت الأدبي والصحافي والثقافي المعروف في لبنان والعالم العربي.
كان اللقاء في شقة أنيقة في وسط لندن اختارتها مهى لعرض مجوهراتها وتصاميمها الرائعة، التي تشبه شخصيتها المحببة والمرحة والمشاغبة، وكانت تزين عنقها بقلادة طويلة من تصميمها، ووضعت في أذنيها أقراطا من تصميمها أيضا، فبدت وكأنها فراشة، وكانت بالفعل تتنقل من زاوية عرض إلى أخرى. الإبداع والابتكار ظهرا واضحين منذ الوهلة الأولى، فتصدرت الغرفة واجهة فريدة من نوعها، هي عبارة عن سلمين حديديين وضعت بينهما ثلاث قطع من الخشب، وزينت كل شيء بنبات اللبلاب المتعرش، لتجسد اسم أحد أشهر تصاميمها «Poison Ivy» أو اللبلاب السم، ووضعت على تلك الأرفف تصاميم مختلفة داخل علب شفافة من البلاستيك المقوى، وكتبت عبارات عشوائية من بينها: «(عندي الكثير من المجوهرات).. عبارة لا يمكن أن تقولها امرأة»، وعبارة أخرى تقول: «انتزع الحياة من قرونها»، بالإشارة إلى تصميم ابتكرته على شكل قرن تزينه أحجار الزركونيا.
تلك العبارات إذا ما دلت على شيء فهي تدل على عفوية ومرح المصممة اللبنانية التي تعشق لبنان من بعيد، لأنها عاشت طيلة حياتها في لندن وانتقلت في عام 2006 إلى دبي لتبدأ حقبة جديدة في حياتها المهنية التي استهلتها في السابق في مجال تصميم الأزياء للأمهات وبناتهن، لتنتقل بعدها إلى تصميم المجوهرات عن طريق الصدفة.
بدأت مهى حديثها إلى «الشرق الأوسط» بطريقة عفوية خالية من التصنع، وأخبرتنا قصة السوار الذي غير مجال عملها، ففي عام 2009 طلبت منها إحدى صديقاتها تصميم سوار لها، ولبت مهى الطلب وكانت النتيجة سوارا رائعا، اشترت أحجاره من أحد تجار الأحجار الكريمة في دبي حيث عرض عليها صاحبه تصميم المزيد من المجوهرات واختيار أحجار عديدة نفيسة وشبه نفيسة، وهكذا بدأت قصة النجاح ليصبح اسم مهى اللوزي أو «لوزي» كما ينطقه البعض على لسان نقاد الموضة، وها هي اليوم تطلق مجموعتها الجديدة في لندن وتبيعها في محلات «بلو بورد» في شارع الموضة الأشهر في لندن، كينغز رود.
وعن مقارنة تصميم الأزياء بتصميم المجوهرات تقول اللوزي إن بيع المجوهرات أسهل بكثير، كما أنها تعشق هذه المهنة وتعبر عما يجول في خاطرها من خلال القطع التي تقوم بابتكارها، وهذا واضح من خلال الأسماء التي تطلقها على مجموعات تصاميمها مثل «جو مونفو» وتعني «لا آبه» و«فريمان جو مونفو» وتعني «حقا لا آبه»، وتسميات طريفة أخرى تتناغم مع تلك التصاميم الذي تركز المصممة فيها على الحرفية العالية أكثر من أي شيء آخر.
وتقول اللوزي إنها تقوم بوضع تصميمها على الكومبيوتر ومن ثم يتم تحويل الصورة إلى قالب وبعدها يأتي عمل الحرفي، وهي تتعامل حاليا مع حرفيين في لبنان يقومون بتصنيع جميع القطع يدويا ويستغرق تنفيذ بعض القطع نحو ثلاثة أسابيع، وبالنسبة للأسعار فهي تبدأ من 300 جنيه إسترليني (نحو 500 دولار أميركي) وتصل إلى 100 جنيه (نحو 1500 دولار أميركي) وركزت هنا اللوزي على مسألة الأسعار والكلفة، معلقة بأن كل شيء في أيامنا هذه مكلف للغاية، فكان لا بد من تنفيذ أعمالها بأقل تكلفة ممكنة لتمكن شريحة كبرى من محبي المجوهرات والتصاميم الفريدة من الحصول عليها، لذا تعمد إلى استخدام الزركونيا بدلا من الماس (ولو أنها تعشق هذا الحجر) وتستعمل الذهب من عيار 18 قيراطا لخلفية الأقراط مثلا، في حين أنها تستخدم المعدن المغطس بالذهب لباقي قوام التصميم، لكن التكلفة الحقيقية تذهب للحرفيين وهذا ما أرادته مهى، وشرحت ذلك من خلال الإشارة إلى أقراط يستعمل فيها أكثر من 1500 حبة زركونيا، وتبدو متراصة بشكل غير مثالي ولا كامل، واستدركت الأمر هنا وشرحت بأن واحدة من الزبائن اشتكت في مرة من المرات بأن الأحجار غير متراصة بشكل موحد فأجابتها «نحن لسنا كاملين وبالتالي لا يمكن أن تكون الأشياء من حولنا كاملة»، وابتسمت قائلة «هذا ما يجعل القطع مميزة لأنها مصنوعة باليد وبحرفية، وهذا ما يجعلها بالتالي فريدة ومميزة عن بعضها بعضا».
وعن الشهرة تقول اللوزي إنها لا تسعى إلى الشهرة لكنها تسعد جدا عندما ترى إحداهن ترتدي أحد تصميماتها في أي مناسبة أو مطعم، لكنها تطمح إلى نشر تصاميمها أكثر، ولو أن الإقبال على قطعها آخذ في التوسع، حيث باعت العام الماضي ضعف ما باعته العام الذي سبقه، واليوم قطعها متوافرة في دبي وأبوظبي ولندن.
الواضح في التصميمات أنها مستوحاة من حالة خاصة، وتعلق اللوزي بأن الوحي يأتي من بيئتها الشرقية فهي تعشق الفلمنك، وتركز جدا عليه في تصميمها، لكنها تطعمه بالنمط «الهيبي» و«البوهيمي» الذي اكتسبته خلال إقامتها طيلة حياتها في شارع «سلوان ستريت» في وسط لندن والذي يطلق على أهله الأصليين «سلونيز»، فهي تمزج كل هذا في قالب من الرقي والأنوثة وبعيدا عن الكلاسيكية التي تكرر نفسها في حقبات عديدة.
وترى اللوزي أن المجوهرات هي أهم ما يمكن أن تملكه السيدة، لأن من شأنها تغيير شكل الملابس ونقل نمط الأزياء من النهار إلى الليل بطريقة بسيطة لا تتعدى لمسة سحرية لعقد أو قرط أو خاتم. وتابعت اللوزي بأنها من أنصار تزيين الرقبة ومنطقة الصدر بأكثر من عقد وهذا ما يعرف بنمط «layering»، شرط أن يكون اختيار القطع بطريقة أنيقة لا تخلو من الانسيابية والتناسق.
وعن أسلوبها الخاص، تقول إنها تعشق كل ما هو عضوي وهذا واضح من خلال طريقة عرض القطع واختيار اللبلاب لأهم تصاميمها، فهي تحب الطبيعة وبالوقت نفسه من أنصار قطع «الفينتاتج» و«الأنتيكة» وليست من محبي شراء القطع التي تحمل توقيع أهم المصممين، ويمكن أن تجدها أينما كانت، وهي مباحة لأي كان، لذا تراها تفضل القطع المصممة بطريقة حصرية لتكون أقرب إلى شخصية مرتديها.
وعما إذا كانت تكرر تصاميمها، أجابت بأنها لا ترى مشكلة في إعادة تصميم نفس المجموعة مع إضافة نفحة جديدة نوعا ما، ولكن تبقى هناك بعض القطع التي أثبتت على مر السنين أنها تستحق الإعادة ولا يمكن الاستغناء عنها. ولم تخف اللوزي سرا عندما قالت إنها كمعظم المصممين حول العالم تتأثر بتصميم تراه وتستعين به لابتكار ما هو خاص بها، تماما مثلما حصل مع تصميم أقراط اشتهرت بها دار «ديور» ومعروفة بالكرة التي ترتكز خلف الأذن، فطورت هذا التصميم بشكل آخر مرتكزة على الفكرة الأساسية ولكن بطريقة مختلفة تماما، وجاءت النتيجة أقراطا أشبه بجناحين يعانقان الأذن، وهذه المجموعة تضم أيضا خواتم وقلادة لتكتمل الصورة.
وعن مشاريعها المستقبلية تقول اللوزي إنها لا تخطط كثيرا لكنها تعيش كل يوم بيومه، وهي سعيدة جدا بانتشار اسمها في أوساط محبي الموضة ومتتبعيها، ولا تهدف إلا إلى المثابرة ومتابعة تصاميمها وتنفيذها لقطع تتكلم عن شخصيتها وتجسد حيويتها اللامتناهية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.