غارات التحالف على حدود تركيا.. وتقارب بين «النصرة» و«داعش»

تحذير كردي لأنقرة: إذا سقطت كوباني سيدخل المتطرفون أراضيكم

عناصر من قوات الدرك التركية على أهبة الاستعداد عند معبر حدودي لمنع الأكراد من العبور إلى سوريا لمحاربة «داعش» أمس (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الدرك التركية على أهبة الاستعداد عند معبر حدودي لمنع الأكراد من العبور إلى سوريا لمحاربة «داعش» أمس (أ.ف.ب)
TT

غارات التحالف على حدود تركيا.. وتقارب بين «النصرة» و«داعش»

عناصر من قوات الدرك التركية على أهبة الاستعداد عند معبر حدودي لمنع الأكراد من العبور إلى سوريا لمحاربة «داعش» أمس (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الدرك التركية على أهبة الاستعداد عند معبر حدودي لمنع الأكراد من العبور إلى سوريا لمحاربة «داعش» أمس (أ.ف.ب)

واصل التحالف العربي والدولي لمحاربة المتشددين في سوريا، أمس، استهداف العصب المالي لتنظيم «داعش»، إذ تركزت الضربات على مصافي تكرير النفط المؤقتة التي يستخدمها التنظيم في الرقة، في شمال سوريا، بعد استهداف 12 منها في دير الزور، شرق البلاد، قبل 3 أيام. وتزامن ذلك مع دعوة منظمة «هيومان رايتس ووتش» إلى فتح تحقيق حول انتهاك محتمل لقانون الحرب، على ضوء توثيق مقتل 7 مدنيين على الأقل في الغارات الجوية الأميركية.
وركز التحالف ضرباته، أمس، على محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سوريا، مستهدفة منشآت نفطية صغيرة، يستخدمها التنظيم أو مقربين منه لتكرير النفط السوري، واستهلاكه محليًا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن ضربات التحالف الدولي استهدفت 3 مصافٍ للنفط تخضع لسيطرة «داعش» تقع على الحدود التركية في شمال سوريا، موضحًا أن هدفًا رابعًا استهدفته الضربات، في منطقة تل أبيض الحدودية التابعة للمحافظة، وهو مصنع للبلاستيك موجود على أطراف مدينة الرقة.
وتقع بلدة تل أبيض على الحدود التركية إلى شمال مدينة الرقة، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها التحالف منطقة حدودية مع تركيا، إذ كانت الغارات تقع في العمق داخل الأراضي السورية، بدءًا من محافظة الرقة إلى شمال حلب، وصولًا إلى ريف حمص الشرقي أول من أمس.
ويسيطر «داعش» على كامل محافظة الرقة منذ سبتمبر (أيلول) 2013، لكنه لا يسيطر على معبر تل أبيض الذي تتولى إدارته مجموعة سورية إسلامية. وتقع أقرب نقاط وجود التنظيم العسكرية على مسافة 8 كيلومترات عن الحدود التركية داخل الأراضي السورية، فيما يسيطر المقاتلون الأكراد على معظم النقاط الحدودية الشمالية مع تركيا، كما يسيطر مقاتلو «لواء التوحيد» الذين انضموا إلى «الجبهة الإسلامية» العام الماضي، على معبر أعزاز مع تركيا بريف حلب الشمالي.
وتسعى ضربات التحالف إلى استهداف «العصب المالي» لتنظيم «داعش»، كما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، وذلك بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء الماضي الذي أكد فيه العزم على منع وصول مقاتلي إلى التنظيم إلى التمويل. ويعد النفط أبرز مصادر تمويل «داعش» في سوريا.
وكان التحالف قصف أكثر من 12 مصفاة يسيطر عليها هذا التنظيم المتطرف يومي الخميس والجمعة الماضيين في محافظة دير الزور في شرق البلاد، واستكمل أمس ضرب مصافي النفط البديلة التي يستخدمها «داعش»، إذ استهدفت 3 غارات مصافي النفط في الرقة، وهو النفط الذي يكرره جهاديو التنظيم «بطرق محلية ويبيعونه إلى تجار أتراك»، كما ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وقالت مصادر معارضة في شمال سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن «(داعش) لا يملك جميع مصافي النفط تلك في الشمال، لكنه يستفيد منها بأكملها في مناطق سيطرته، إذ يستخدمها للاستهلاك المحلي»، مشيرة إلى أن بعض المصافي «يتولى تجار سوريون إدارتها ويبيعونها في السوق السوداء، فيما يسيطر (داعش) على قسم منها ويتولى بنفسه استخراج مادتي المازوت والبنزين منها».
وأقام مقاتلو «داعش» مصافي صغيرة مؤقتة لاستخلاص الوقود من النفط الخام، وهو أحد مصادر الدخل بالنسبة لهم. وقال عبد الرحمن إن هذه المصافي مؤلفة من شاحنات مزودة بمعدات لفصل الديزل عن البنزين.
وذكر عبد الرحمن أن تدمير المصافي المؤقتة أدى لارتفاع حاد في أسعار الديزل، مضيفا أنه بالنسبة لسكان محافظة حلب الشرقية على سبيل المثال فقد ارتفع السعر بمقدار أكثر من الضعف من 9 آلاف ليرة سورية إلى 21 ألف ليرة.
وبإمكان المصفاة المؤقتة المثبتة على شاحنات أن تصفي زهاء 200 برميل يوميا من النفط الخام لاستخلاص الوقود ومنتجات أخرى. ويجري تجميع هذه المصافي، التي تقول جماعات سورية معارضة إنها تكلف نحو 230 ألف دولار، في تركيا قبل نقلها لسوريا.
وبحسب خبراء، يسيطر تنظيم «داعش» على 7 حقول للنفط ومصفاتين في شمال العراق، وست حقول نفط من أصل 10 في سوريا، خصوصا في محافظة دير الزور. وتوقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها التنظيم منذ بدء غارات التحالف الدولي ضد الجهاديين. وفيما تتواصل ضربات التحالف ضد المتشددين في سوريا، ذكرت مواقع جهادية أن «جبهة النصرة» أخلت مواقعها في ريف إدلب (شمال سوريا) وريف حلب. ويقتصر الحضور العسكري في تلك المواقع على عدد قليل من الحراس، كما أفاد ناشطون.
وفي سياق متصل، أعربت منظمة «هيومان رايتس ووتش» عن أسفها لمقتل 7 مدنيين على الأقل في الغارات الجوية الأميركية في شمال غربي سوريا، داعية إلى فتح تحقيق حول انتهاك محتمل لقانون الحرب، على الرغم من إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي، الخميس، أن جيش بلاده «لا يملك معلومات موثوقة» حول مقتل مدنيين. وأوردت المنظمة شهادة 3 من سكان قرية كفر دريان السورية في محافظة إدلب عبر «سكايب» مفادها أن رجلين على الأقل وامرأتين و5 أطفال قتلوا جراء إطلاق صواريخ في وقت مبكر الثلاثاء.
وأعلن نائب مدير «هيومان رايتس ووتش» لـ«الشرق الأوسط»، نديم حوري، في بيان، أنه «يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا اتخاذ كل إجراءات الحيطة الممكنة لتفادي إصابة مدنيين»، داعيًا الحكومة الأميركية إلى «التحقيق حول ضربات غير مشروعة محتملة قد تكون أدت إلى مقتل مدنيين وإعلان نتائج هذا التحقيق والالتزام باتخاذ إجراءات في حال تبين أن هناك سوء تصرف».
وفيما يستمر التحالف بضرب مواقع المتشددين، يواصل تنظيم «داعش» محاولات التقدم باتجاه مدينة كوباني (عين العرب) التي يسيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عدد المقاتلين الأكراد الذين دخلوا إلى المدينة منذ يوم الأربعاء الماضي، ارتفع إلى 1500 مقاتل. ورجحت مصادر كردية في كوباني أن العدد وصل إلى نحو 1800 انضموا جميعهم إلى وحدات حماية الشعب الكردي، لمنع عناصر «داعش» من التقدم إلى المدينة، ومحاولة استعادة 65 قرية على الأقل بريف المدينة سيطر عليها التنظيم منذ 16 من الشهر الحالي. وأشار إلى أن الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط قرية علي شار الواقعة على الحدود السورية - التركية، بالريف الشرقي لمدينة عين العرب.
وكان التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، قصف أول من أمس مواقع «داعش» في محيط كوباني في تحرك قوبل بالترحيب من آسيا عبد الله، وهي مسؤولة كبيرة في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الذي يهيمن عليه الأكراد. وأضافت أن الأكراد على استعداد للعمل مع التحالف لقتال «داعش»، وحثت تركيا على مدهم بالسلاح. وقالت لوكالة «رويترز»، عبر الهاتف من كوباني: «نحن على استعداد لفتح حوار مع أي شخص يقاتل (داعش) بما في ذلك قوات المعارضة في سوريا مثل الجيش السوري الحر». وتابعت: «ينبغي أن تمد تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح. عصابات (الدولة الإسلامية) هذه ستسبب ضررا بالغا لتركيا في يوم من الأيام. كوباني تقع على الحدود مباشرة وإذا دخلت هذه العصابات كوباني فلن يوقفها شيء عن دخول تركيا بعد ذلك».
ومن غير المرجح أن تقابل دعوتها برد فعل إيجابي في ظل استياء أنقرة من تنامي نفوذ الأكراد في سوريا، وفي ظل حقيقة أن تركيا خاضت صراعا استمر 3 عقود على أراضيها ضد حزب العمال الكردستاني.
وقال جندي تركي على الحدود إن ما بين 300 و400 كردي سوري عادوا إلى سوريا أمس من تركيا للمساعدة في القتال ضد التنظيم المتطرف، مضيفا أن السلطات التركية لم تسمح لأي من أكراد تركيا بالدخول إلى كوباني.



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.