مدربو المنتخبات الوطنية يرفضون مقاطعة مونديال 2018

ردا على طرح السياسيين فكرة تجريد روسيا من حق الاستضافة

يواكيم لوف ضد المقاطعة   -  دل بوسكي يرفض خلط الرياضة بالسياسة (أ.ب)
يواكيم لوف ضد المقاطعة - دل بوسكي يرفض خلط الرياضة بالسياسة (أ.ب)
TT

مدربو المنتخبات الوطنية يرفضون مقاطعة مونديال 2018

يواكيم لوف ضد المقاطعة   -  دل بوسكي يرفض خلط الرياضة بالسياسة (أ.ب)
يواكيم لوف ضد المقاطعة - دل بوسكي يرفض خلط الرياضة بالسياسة (أ.ب)

رفض مدربو المنتخبات الوطنية مقاطعة نهائيات مونديال 2018 لكرة القدم المقررة في روسيا، وهي الفكرة التي طرحها بعض السياسيين بأوروبا كموقف من التدخل الروسي في أوكرانيا. وقال مدرب المنتخب الإسباني، فيسنتي دل بوسكي: «إن فكرة مقاطعة كأس العالم 2018 في روسيا لن تحظى أبدا بدعم من عائلة مدربي كرة القدم». وتابع دل بوسكي: «نحاول توحيد الناس وليس زرع الشقاق فيما بينهم. نحن رياضيون ولا نصنع السياسة. ندعم كل من يلعب كرة القدم».
وبدوره، رفض مدرب ألمانيا بطلة العالم، يواكيم لوف، التعليق على فكرة مقاطعة نهائيات 2018. واكتفى بالقول إنه واثق بقدرة مدرب روسيا، الإيطالي فابيو كابيلو، على تحضير منتخب قادر على المنافسة في مونديال روسيا، مضيفا: «لا أنوي التعليق على أي شيء؛ مناشدات أو تصريحات صادرة عن السياسيين. روسيا تملك رغبة كبيرة وتتمتع بكل الإمكانات التي تخولها استضافة كأس العالم على أعلى المستويات. لا يراودني أي شك في قدرة كابيلو على تحضير فريق قوي لخوض النسخة المقبلة من كأس العالم». أما بالنسبة للمدير الفني بالاتحاد الفرنسي لكرة القدم فرنسوا بلاكار، فقال لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه لم يصدق يوما إمكانية مقاطعة كأس العالم، مضيفا: «لا أصدق هذا الأمر ولو للحظة».
وتأتي مواقف المدربين ردا على ما حصل في أوائل الشهر الحالي عندما ناقشت دول الاتحاد الأوروبي مقاطعة محتملة لمونديال روسيا 2018، عقابا للبلد المضيف في حال تصعيد الأزمة بأوكرانيا. وجاء الاقتراح في وثيقة تفصل خيارات العقوبات الاقتصادية، ولكن بصفته تدبيرا طويل الأمد وليس خطوة فورية، بحسب المصدر. وطالب قادة الدول الـ28 في الاتحاد الأوروبي السبت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، بفرض عقوبات جديدة خلال أسبوع ردا على مزاعم بإرسال روسيا قوات إلى جارتها أوكرانيا.
وقال مصدر - رفض الكشف عن اسمه، إن فكرة كأس العالم كانت في «وثيقة عمل ناقشتها الدول الأعضاء... لكن كاحتمال في وقت لاحق وليس الآن». وعممت الوثيقة على الدبلوماسيين قبل اتخاذ الدول الأعضاء قرارا حول العقوبات المفروضة.
ونقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» عن الوثيقة أنه بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية، «قد تتخذ إجراءات منسقة مع مجموعة السبع وخارجها توصي بتعليق مشاركة روسيا في الأحداث الثقافية، الاقتصادية والرياضية الكبرى («فورمولا1»، ومسابقات كرة القدم الأوروبية، وكأس العالم...)».
ودعا بعض السياسيين ببريطانيا وألمانيا في يوليو (تموز) الماضي إلى تجريد روسيا من استضافة كأس العالم بعد إسقاط طائرة ماليزية فوق أوكرانيا بصاروخ مزعوم من انفصاليين موالين لموسكو. لكن الاتحاد الألماني لكرة القدم عارض مثل هذه المقاطعة، ورأى أنها «لم تكن مجدية» مقاطعة أولمبياد 1980 في موسكو بعد غزو الجيش السوفياتي أفغانستان. وقال رئيس الاتحاد الألماني، فولفغانغ نايرسباخ: «مقاطعة الألعاب الأولمبية عام 1980 لم تكن مضرة إلا للرياضيين فقط». وكانت الولايات المتحدة دعت إلى مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في موسكو عام 1980 احتجاجا على التدخل العسكري السوفياتي في أفغانستان.
وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، طلب متحدث باسم الاتحاد الدولي (فيفا) العودة إلى بيان نشرته هذه المنظمة الدولية في 25 يوليو على موقعها في شبكة الإنترنت. وجاء في ذلك البيان: «التاريخ أظهر أن مقاطعة التظاهرات الرياضية ليست الحل الأكثر فاعلية لتسوية المشاكل».
جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أعرب عن رفضه سحب تنظيم بطولة كأس العالم 2018 من روسيا، حتى رغم التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. وفي تصريحات صحافية، قال بلاتر: «لا نشكك في تنظيم كأس العالم بروسيا، ونحن في موقف نعبر فيه لمنظمي بطولتي كأس العالم في 2018 و2022 عن ثقتنا». وأضاف بلاتر أنه لا يرى كذلك أن مقاطعة البطولة في روسيا يمكن أن تكون حلا للأزمة الأوكرانية، «فلم يؤد هذا إلى شيء أبدا».
من جانبه، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق إنه يأمل عدم فقدان بلاده حق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2018 بعد دعوات غربية بتجريدها من شرف تنظيم النهائيات. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مخاطر تتعلق بفقدان روسيا حق التنظيم بسبب «الوضع الدبلوماسي المعقد»، قال بوتين: «لا أتمنى هذا». وأضاف: «قال الاتحاد الدولي (الفيفا) إن كرة القدم والرياضة خارج إطار السياسة، وأعتقد أن هذا هو الأسلوب الصحيح».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».