دعا الحسين الداودي وزير التعليم العالي المغربي إلى تجنب تسييس ملف التعليم لأن ذلك سيؤثر على الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع.
وانتقد الداودي، الذي كان يتحدث أمس في لقاء نظمه منتدى وكالة الأنباء المغربية في الرباط، غياب تصور شمولي لقطاع التعليم العالي في البلاد خلال السنوات الماضية، وعدم إعطاء أهمية للرياضيات والعلوم في مراحل التعليم الأولي، والتأخر في اعتماد اللغة الإنجليزية كمادة رئيسة لتدريس التخصصات العلمية في الجامعات، وذلك حتى تتلاءم الشهادات الجامعية الحاصل عليها الخريج مع سوق الشغل. بيد أن الداودي أكد أن الجامعة المغربية تعرف نقلة نوعية وإعادة هيكلة، مشيرا إلى أن وضعية المعاهد وكليات الطب جيدة، فيما يجري تحسين مستوى الجامعات والتغلب على عدد من المشكلات حتى تضطلع الجامعة بدورها في الانتقال نحو مجتمع المعرفة. وأضاف أن الجامعة المغربية تتمتع بسمعة جيدة في الخارج، وهو ما يعكسه تلقيها الكثير من الدعوات لعقد شراكات من قبل جامعات من مختلف الدول.
واستعرض الوزير المغربي عددا من الأرقام التي تبرز تحسن المؤشرات المرتبطة بالتعليم العالي خلال الموسم الدراسي الحالي مقارنة مع المواسم السابقة، ومنها ارتفاع عدد طلبة الجامعات بنسبة 47 في المائة، وعدد المدرسين بنسبة 13 في المائة، وارتفاع عدد الطلبة الحاصلين على المنح الدراسية بنسبة 48 في المائة.
وقال الوزير المغربي إن «بلاده لن تتمكن من توظيف أعداد كبيرة من الخريجين الجامعيين إلا إذ بلغت نسبة النمو الاقتصادي 7 أو 8 في المائة»، مشيرا إلى أنه ليس هناك دولة لا يوجد فيها عاطلون جامعيون مستشهدا بإسبانيا التي تصل فيها نسبتهم إلى 57 في المائة.
وأقر الداودي أنه طالما أن نسبة النمو الاقتصادي في البلاد لا تتجاوز 4 في المائة فإن عدد العاطلين سيتزايد، إذ تبلغ نسبتهم حاليا 24 في المائة.
وتطرق الداودي إلى موضوع فرض رسوم التسجيل في الجامعات الذي كان قد أثار جدلا واسعا عندما طالب بإقراره على الطلبة الميسورين، مشيرا إلى أن لا وجود لأي جامعة في العالم لا تفرض رسوما على الطلبة باستثناء المغرب، وأعطى مثالا على ذلك بالصين الذي يؤدي فيها طلبة الجامعات رسوما تصل إلى ثلاثة آلاف دولار. وأضاف أنه «حتى وإن لم يجر إقرار هذه الرسوم في عهده، فسيجري اعتمادها من قبل الوزير الذي سيأتي من بعده»، مشيرا إلى أن تسييس هذا الملف يؤثر سلبا على الجامعة وتطورها. ودعا الداودي إلى وضع حد للمنطق السائد بشأن وجود جامعات ومعاهد خاصة بالأغنياء وأخرى للفقراء، مؤكدا أن بعض المدارس العليا تصل نسبة الفقراء الذين يدرسون فيها إلى 30 في المائة.
وشدد الوزير المغربي على أهمية النهوض بالبحث العلمي، وعده أحد أهم التحديات التي تواجه منظومة التعليم العالي في البلاد، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه تقرر إلغاء ترقية الأساتذة الجامعيين عن طريق الأقدمية، وسيجري بدلا من ذلك ربط الترقية بما يقدمه المدرسون من بحوث علمية.
وتطرق الداودي إلى موضوع العنف في الجامعات، وقال إنه لا يمكن تحميل عمداء الكليات مسؤولية ضبط الأمن داخل الجامعات، لذلك تقرر أن توكل هذه المهمة إلى أفراد الأمن للتدخل في الوقت المناسب من دون انتظار الإذن من رؤساء الجامعيات، الذين استحسنوا الإجراء. بحسب رأيه.
وزير التعليم العالي المغربي يدعو إلى تجنب تسييس ملف الدراسة الجامعية
الداودي: لن تتراجع بطالة الجامعيين إلا إذا بلغت نسبة النمو 8 %
وزير التعليم العالي المغربي يدعو إلى تجنب تسييس ملف الدراسة الجامعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة