شبح المالكي يعاود الظهور مع أول إخفاق للعبادي في تمرير وزرائه الأمنيين

مرشحا ائتلافه للداخلية والكتلة السنية للدفاع لم يحصلا على الثقة.. ومحاولة ثانية غدا

شبح المالكي يعاود الظهور مع أول إخفاق للعبادي في تمرير وزرائه الأمنيين
TT

شبح المالكي يعاود الظهور مع أول إخفاق للعبادي في تمرير وزرائه الأمنيين

شبح المالكي يعاود الظهور مع أول إخفاق للعبادي في تمرير وزرائه الأمنيين

مع أول إخفاق للتعهد الذي قطعه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على نفسه أمام البرلمان الأسبوع الماضي بحسم الحقائب الأمنية في غضون أسبوع، وذلك بسبب استمرار الخلافات داخل التحالف الوطني الشيعي، عاد شبح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى الظهور ثانية بعد أن أدار ولمدة 4 سنوات وزارتي الدفاع والداخلية.
وكان العبادي قد طرح أمس على البرلمان اسمي جابر الجابري (مرشح تحالف القوى العراقية السني) لوزارة الدفاع ورياض غريب (ينتمي إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي نائب رئيس الجمهورية حاليا)، لكن لم يحصل أي منهما على النسبة المطلوبة لنيل ثقة البرلمان، وهي النصف زائد واحد.
وكان القيادي في التيار الصدري، أمير الكناني، أبلغ «الشرق الأوسط» أول من أمس بأن «من غير المتوقع أن يجري حسم منصب وزير الداخلية بسبب شدة الخلافات داخل التحالف الوطني»، مبينا أن «التيار الصدري ومنظمة بدر هما من حيث النقاط أحق بالمنصب غير أن هناك أطرافا داخل التحالف الوطني تريد تخطي هذا الاستحقاق والذهاب إلى اقتراح شخصيات مستقلة»، مبينا أن «كل الأسماء التي طرحت بوصفها مستقلة إنما هي تابعة أو مقربة من بعض الكتل وهو ما جعلنا ننظر إلى هذا الأمر على أنه محاولة التفاف على الاستقلالية».
وبينما حالت الخلافات السياسية داخل التحالف الوطني دون حسم مرشحي الداخلية والدفاع وهو ما جعل رئيس البرلمان يرفع جلسة البرلمان إلى يوم غد فإن المفاجأة الأخرى تمثلت في رفض البرلمان منح الثقة لوزير السياحة والآثار علي الأديب، وزير التعليم العالي السابق والقيادي البارز في حزب الدعوة، وذلك بحصوله على 50 صوتا فقط من مجموع أكثر من 200 نائب حضروا الجلسة.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية طلال الزوبعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحالف القوى العراقية متمسك بمرشحه لوزارة الدفاع جابر الجابري، وأن عدم التصويت له (حصل على 100 صوت وهي نفس الأصوات التي حصل عليها غريب مرشح العبادي) لا يعني رفضه بل لأن هناك مشكلة داخل التحالف الوطني أدت إلى عدم التوافق على التصويت على كليهما»، مبينا أن «تحالفنا سيعاود طرح الجابري خلال جلسة الخميس على أمل أن يحسم التحالف الوطني أمره لأننا لا نريد تكرار مأساة إدارة الوزارات الأمنية بالنيابة». وأوضح الزوبعي: «كنا مصرين على احترام المهلة وهي أسبوع لأن أي تأخير يعني تسويف وأي تسويف يعني العودة إلى المربع الأول وهو ما لم نقبل به».
من جهة أخرى، وافق البرلمان على مرشح التيار الصدري لوزارة الموارد المائية، محسن الشمري، خلفا لمرشحه السابق جواد الشهيلي الذي رفضه العبادي. كما أدى عدد من الوزراء السابقين اليمين الدستورية كأعضاء في البرلمان وهم وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي وعز الدين الدولة (الزراعة) وحسن الشمري (العدل) وعلي الشكري (التخطيط)، في حين أدى حسن السنيد اليمين الدستورية كبديل عن نوري المالكي الذي أصبح نائبا لرئيس الجمهورية. كما أدى السياسي المثير للجدل مشعان الجبوري اليمين كنائب عن محافظة صلاح الدين بدلا من أحمد الجبوري الذي أصبح وزيرا لشؤون المحافظات.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.