الفتيات السعوديات يكسبن رهان القراءة ويسجلن اتجاها نحو الفلسفة

مركز الملك عبد العزيز الثقافي يعيد للكتاب حضوره وللقراءة عنفوانها

صورة جماعية للفائزين والفائزات في مسابقة «أقرأ» مع الأستاذ خالد الفالح، والمدير التنفيذي لشؤون «أرامكو» السعودية، الأستاذ ناصر النفيسي  في الوسط
صورة جماعية للفائزين والفائزات في مسابقة «أقرأ» مع الأستاذ خالد الفالح، والمدير التنفيذي لشؤون «أرامكو» السعودية، الأستاذ ناصر النفيسي في الوسط
TT

الفتيات السعوديات يكسبن رهان القراءة ويسجلن اتجاها نحو الفلسفة

صورة جماعية للفائزين والفائزات في مسابقة «أقرأ» مع الأستاذ خالد الفالح، والمدير التنفيذي لشؤون «أرامكو» السعودية، الأستاذ ناصر النفيسي  في الوسط
صورة جماعية للفائزين والفائزات في مسابقة «أقرأ» مع الأستاذ خالد الفالح، والمدير التنفيذي لشؤون «أرامكو» السعودية، الأستاذ ناصر النفيسي في الوسط

لم يكن مفاجئا إحراز الفتيات السعوديات سبق الفوز بجائزة «قارئ العام» التي نظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، التابع لشركة «أرامكو» السعودية، فالفتيات السعوديات كنّ النسبة الأكبر في عداد المتقدمين لهذه الجائزة، مثلما كنّ في صدارة الفائزين بها.
والجائزة هي تتويج لبرنامج ثقافي حافل بالمسابقات والفعاليات المبتكرة التي تحتفي بالقراءة وتنمي الشغف بعوالم الكتاب، وذلك ضمن مجموعة برامج مبادرة «إثراء الشباب» التي أطلقتها «أرامكو» السعودية قبل عامين وتستهدف مليوني شاب وشابة في المملكة.
وفي الحفل الختامي الذي أقيم، مساء أول من أمس، حصلت فتاتان على لقب «قارئ العام»، مقابل شاب واحد؛ حيث حصلت المتسابقة أريج القرني، عن المرحلة المتوسطة، وأمجاد المكي، عن المرحلة الثانوية، على اللقب، في حين فاز باللقب عن المرحلة الجامعية، المتسابق مرتضى البحراني.
عدد الذين تقدموا لهذه المسابقة ناهز 7 آلاف متسابق ومتسابقة، جرى استخلاص 180 متنافسا لتقديم تجارب ناضجة تكشف عن علاقتهم بالكتاب، وأنماط القراءة. وخلال اليومين الماضيين اللذين سبقا الحفل الختامي انعقدت جلسات التصفيات النهائية لـ18 متسابقا من جميع المراحل الدراسية؛ حيث وقع الاختيار عليهم بعد المرور بعدة مراحل فرز وتقييم، وفق معايير محددة للمسابقة، من بين 40 قارئا كانوا قد خاضوا جميعا منافسة كبيرة خلال الفترة الماضية عند انضمامهم للملتقى الإثرائي الذي أقيم في الخبر الشهر الماضي لمدة أسبوعين.
وكانت أروع التجارب في العلاقة مع الكتاب، قدمتها سيدة سعودية هي ريم الجوفي، التي تعمل معلمة لغة إنجليزية بمدرسة ثانوية في تبوك، والتي نفذت مشروعا بجهد ذاتي لتنمية العلاقة مع الكتاب وتشجيع القراءة، ودعت عشرات الطالبات في مدرستها للانخراط في هذا المشروع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أقامت للطالبات في مدرستها مسابقة لإلقاء النصوص الملهمة المستوحاة من الكتب.
نجحت الجوفي في أن تجعل من مدرستها، طالبات وعاملات، مجتمع معرفة شديد الصلة بالكتاب، وجاء من هذه المدرسة وحدها أكثر من 300 مشاركة في مسابقة «أقرأ»، التي نظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، وهي أكبر عدد مشاركات من مدرسة واحدة، ونتيجة لهذا الجهد كرمتها شركة «أرامكو» بأن تبرعت للمدرسة بمكتبة نموذجية قدمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي.
حفل تتويج الفائزين مثّل تظاهرة ثقافية ازدحم فيها مئات الشباب والفتيات السعوديين الذين برهنوا على عنفوان القراءة، ومكانة الكتاب، أما اتجاهات القراءة فقد ألهبت حماس لجنة التحكيم والمراقبين الذين حضروا فعاليات أيام المسابقة؛ حيث قدمت نماذج غلب عليها القراءات الفكرية والفلسفية، وفي هذا الاتجاه يقول الدكتور زيد الفضيل، الذي حضر فعاليات المسابقة لـ«الشرق الأوسط»: «ما لفت نظر كل المتابعين بتأمل وتفكر هو اختيار كثير من الشباب اليافع لعدد من كتب الفكر والفلسفة لتكون نموذجهم القرائي في المسابقة، وهو تحول ذهني يستوجب التفكر فيه والعمل على احتوائه معرفيا».
في الحفل الختامي، الذي حضره عدد كبير من المثقفين وقادة الرأي، تحدث خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، معدا أنه «في حضرة الكتاب يتشارك الجميع كل لحظات المتعة، والدهشة، والسعادة، باكتشاف طريق آخر لفهم الحياة والعمل على جعل الحياة أكثر روعة وجمالا».
وقال: «لقد كانت القراءة دائما طريقا للمعرفة، ومن خلال القراءة كان الإنسان يمسك بعصب الحياة.. يحافظ عليه، يجعله أكثر سهولة، ويصنع من خلاله المستقبل بغد واعد للأفضل، من هنا كان حرص (أرامكو) السعودية على تدشين مسابقة وطنية، نصنع من خلالها نجوما للقراءة يكونون، بإذن الله، سفراء للمعرفة بمختلف أنواعها».
في الحفل ألقى المخرج طارق الخواجي، كلمة باسم مركز الملك عبد العزيز الثقافي، قال فيها: «أن تقرأ يعني أن تعرف الاسم الذي هو لك، أن تحرر ربما بحثاً، أن لا ترتبك عندما يقول أحدهم هل تستطيع حل هذا أو كيف الحال؟، أن تدع القلق وتصحب النمر، أن تعيش ملحمة للنسيان، تبحث عنها دائما، وأن تعرف أن كل الطرق لا تؤدي إليها، وأن الاتزان يستحق المديح، وأن هناك فراشة للحياة، تتأملها في شبابك قبل هرمك، أن تعثر على صديق الـ100 عام، تعثر على ملامح عالمك الذي تقرأ».
وأضاف: «بورخيس، سيد القراءة الأبدية، يقول عن لحظة القراءة الطارئة: من خلال النافذة، التي تشحب الآن، يلامس نور مساء آخر الكتاب فيلتمع، مرة أخرى، طلاء الغلاف، ومرة أخرى، يتلاشى».
وتضمن الحفل الختامي لبرنامج المسابقة كذلك تتويج الفائز في مسابقة «قارئ الجمال» وهي منافسة التصوير الفوتوغرافي المتمحورة حول جمال القراءة والتعبير عنها بالصور؛ حيث فاز فيها المتسابق، عبد العزيز البقشي.
وأتيحت الفرصة للشباب المتسابقين للالتقاء بالروائي السوداني أمير تاج السرّ الذي أصدر 17 رواية، وديوان شعر، و3 كتب في السيرة الأدبية، والدخول في حوار مفتوح عن تجربته، وذلك قبل يوم من إعلان الفائزين، وألقى تاج السر محاضرة بعنوان «قانون القراءة» تناولت سيرته الكتابية وقراءاته المختلفة.
وقد ذكر تاج السرّ لهؤلاء الشباب، أنه «مادام هناك ذهن يستوعب ومعرفة تكتسب.. فلا شك أن القراءة نشاط إنساني إبداعي لن يختلف عن أي من تلك الأنشطة الإنسانية الأخرى»، عن تجربته قال تاج السرّ: «شخصيا أقرأ الكتب بيقظة وانتباه شديدين وأنا جالس على المكتب أو في ركن هادئ، أخاف أن يفوتني شيء من صفحات الكتاب أو أسطره».
كما شهد الحفل الختامي تقديم العرض الأول من فيلم بعنوان «قلم المرايا» المستلهم من «كتاب الرمال»، وتدور قصة الفيلم في عالم ما بعد انقراض الكتب الورقية حول «قلم»، من يحوزه يكتب سطرا يدوم في الذاكرة البشرية، ويمثل فيه الممثل العالمي «إريك روبرتز»، والشاب السعودي تركي الجلال، وهو من إخراج المخرج المعروف، بدر الحمود.
وتأتي مبادرة إثراء الشباب، التي أطلقتها «أرامكو» السعودية قبل عامين لتستهدف مليوني شاب وشابة، من خلال عدة تطبيقات وبرامج متنوعة ومميزة من بينها على سبيل المثال: «أقرأ»، «أكتشف»، «أتميز»، وأخيرا برنامج «أروي» لجائزة الإعلام الجديد، وتأتي جميعها تلبية للتطلعات المعرفية لأجيال من الشباب يشكّلون اللبنة الأساس لمستقبل الوطن المشرق، وسواعد البناء الفتية التي يقوي عزيمتها تحفيز الخيال والقدرة على الابتكار والتجديد في كل العلوم ومناحي الحياة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.