مدارس غزة تفتح أبوابها أمام الطلاب بخطة ترفيهية لتخطي مصاعب الحرب

10 آلاف طالب تخلفوا عن الدراسة في بيت حانون لإشغال المشردين مدارسهم

عاد الطلبة في غزة إلى مقاعد الدراسة، أمس، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمدارسهم جراء العدوان الإسرائيلي (أ.ف.ب)
عاد الطلبة في غزة إلى مقاعد الدراسة، أمس، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمدارسهم جراء العدوان الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

مدارس غزة تفتح أبوابها أمام الطلاب بخطة ترفيهية لتخطي مصاعب الحرب

عاد الطلبة في غزة إلى مقاعد الدراسة، أمس، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمدارسهم جراء العدوان الإسرائيلي (أ.ف.ب)
عاد الطلبة في غزة إلى مقاعد الدراسة، أمس، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بمدارسهم جراء العدوان الإسرائيلي (أ.ف.ب)

فتح العام الدراسي الذي استؤنف في قطاع غزة أمس بعد تأخير دام 3 أسابيع، جروحا كادت تندمل، بعدما افتقد بعض الآباء أبناءهم الذين تعودوا اصطحابهم إلى المدرسة صبيحة كل يوم، وافتقد بعض الأبناء آباءهم، فيما راح الطلاب يتفقدون زملاء لهم أو مدرسين أو العكس، قضوا في الحرب الأخيرة على القطاع.
وانتظم جميع الطلاب الغزيين، البالغ عددهم 475 ألف طالب في مدارسهم، أمس، باستثناء 10 آلاف منهم يعيشون في بيت حانون شمال غزة، بسبب إشغال مئات الأهالي المشردين معظم مدارس المنطقة.
وشوهد آلاف الطلاب يذهبون إلى مدارسهم وسط ركام الحرب الذي يملأ الشوارع والأمكنة، وبدأوا اليوم من دون أي مناهج دراسية. وركز المعلمون في اليوم الأول على دعم الحاجات النفسية للأطفال من خلال إعطائهم مساحة واسعة للحديث وممارسة الرياضة والرسم كذلك.
وقال وكيل وزارة التعليم في غزة، زياد ثابت، لـ«الشرق الأوسط»: «وضعنا خطة ترفيهية لمدة أسبوع للطلبة قبل بدء الدراسة، تتضمن ألعابا ترفيهية وجلسات تفريغ نفسي يقوم بها المعلمون لمساعدة الطلبة على تخطي المرحلة الصعبة التي عايشوها للوصول إلى معنويات مرتفعة».
وتحدث ثابت عن خطوات اتخذت في وقت قياسي لبدء العام الدراسي الجديد، موضحا: «لقد قمنا بتقييم الواقع ونقل الطلاب من المدارس المدمرة والمدارس التي استخدمت كمراكز للإيواء إلى مدارس أخرى، وقررنا فتح نظام التعليم المسائي في مدارس لم تكن تعمل بهذا النظام لتعويض النقص، ورفعنا الكثافة العددية في الصفوف». وقبل أن تطأ أقدام الطلاب المدارس، كانت وحدات متخصصة أجرت تمشيطا فيها للتأكد من خلوها من أي أجسام مشبوهة أو متفجرة.
وكانت المدارس في غزة نالت نصيبها من القصف، إذ تضررت نحو 100 مدرسة بشكل شبه كامل، فيما دمرت 24 مدرسة أخرى، وتضررت 70 منها بشكل متوسط، وأصلحت أضرار في مئات أخرى. وشمل ذلك المدارس الحكومية والخاصة ومدارس «الأونروا».
كما عاد 240 ألف طالب إلى 252 مدرسة تابعة لوكالة الأونروا. وقال المفوض العام للوكالة، بيير كراينبول، أمس: «في غزة، تسبب الصراع في أضرار بالغة لبيئة التعلم التقليدية، وأدى إلى تأخير بدء السنة الأكاديمية لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا. ولكننا في أعقاب 50 يوما مؤلما من القتل والدمار والتهجير الجماعي، وما رافق ذلك من تأثيرات في الكثير من مدارسنا، فإننا عازمون على إعطاء الأطفال الشعور بتجدد الأمل وتزويدهم بآفاق أفضل عن طريق فتح المدارس من جديد».
وأضاف: «لقد عاد نحو 240 ألف طفل إلى 252 مدرسة لـ(الأونروا)، ووظفت (الأونروا) أكثر من 200 مرشد ومرشدة لدعم الأطفال والأهالي والمعلمين خلال فترة انتقالهم إلى المدرسة من جديد».
وتابع: «إن الأولوية الرئيسة الآن هي في الحرص على أن يتمكن طلبتنا من العودة إلى منهاجهم الدراسي المعتاد، بعد فترة من الدعم النفسي - الاجتماعي، بما في ذلك استخدام تقنيات المسرح من أجل التنمية. ولا يمكن أن توجد الآن أولوية أكثر أهمية من تقديم التعليم وتوفير حس من السلامة والمسار الطبيعي للأمور لدى أطفال غزة وسوريا. إنها مسألة كرامة».
وأردف: «لن تكون العودة إلى المدرسة في غزة هذه السنة على غرار العادة. إذ تعمل (الأونروا) على تطبيق نهج مبتكر من 3 مراحل ويجري تدريب 7.800 معلم ومعلمة في (الأونروا) على استخدام أساليب تدريس جديدة. فسيجري التركيز في البداية على الدعم النفسي - الاجتماعي والأنشطة الترفيهية، وبعد ذلك يجري الدخول في مرحلة انتقالية تركز على التعلم النشط والبديل والمهارات والمفاهيم الرئيسة. وفي المرحلة الثالثة فقط، ستعود مدارس (الأونروا) إلى المنهاج الاعتيادي».
ولم تخل بداية العام الدراسي في غزة من مناكفات بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، إذ اتهم الوكيل ثابت، وزير التربية والتعليم خولة الشخشير بتعمد تلافي التنسيق مع القطاع حتى أثناء زيارة كانت مقررة أمس، ولم تكتمل بسبب منع إسرائيل الوزيرة من دخول غزة.
وقال ثابت إن التنسيق مع الوزارة في رام الله كان أفضل إبان الانقسام، أما الآن فإنه معدوم.
وتتهم السلطة حماس بتشكيل حكومة ظل من الوكلاء في الوزارات وإهمال قرارات الحكومة من رام الله.
وكان من المقرر أن تفتتح الشخشير العام الدراسي الجديد في قطاع غزة. وقالت لاحقا إن «سلطات الاحتلال رفضت الطلب الذي قدمته الأسبوع الماضي للحصول على تصريح لدخول غزة لافتتاح العام الدراسي». وأضافت: «لكن المهم أن العام الدراسي انطلق».
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي، إن منع الشخشير «من الوصول إلى قطاع غزة صبيحة هذا اليوم (أمس) يبرهن على بشاعة الاحتلال وممارساته المجحفة والقاسية بحق العملية التعليمية، ويشكل انتهاكا صريحا لكافة الحقوق والمواثيق الدولية والإنسانية التي تؤكد عالحق في التعليم، الذي يعد من الحقوق الأساسية المكفولة في جميع بلدان العالم»
ودعت الوزارة المؤسسات كافة الداعمة والمناصرة للحق في التعليم للجميع، إلى «لجم ممارسات الاحتلال وسياساته الرامية إلى تجهيل الشعب الفلسطيني ومحاربة التعليم، بوصفه من أهم الركائز لتطوير المجتمعات وتنميتها».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.